كلما عقد مقاول العزم على إجراء حفريات في الطريق، كلما توجس مستخدمو ذلك الطريق خيفة من المفاجآت التي ستحملها رحلة عبور ذلك الطريق آناء الليل والنهار، وكلما تحركت آليات مقاول لتشق جبين شارع في وسط المدينة، كلما اختنق ذلك الطريق جراء تصادم سيارات في مشهد يتكرر حتى انتهاء أعمال ذلك المقاول. كما أن حفرة في أحد مسارات الطريق الفسيح كافية لتجعل سائقي السيارات يتخذون القرارات المفاجئة لتفادي تلك الحفرة، مما يجعلهم يتسببون في حوادث تصادم ما كان لها أن تقع، مما يطرح الأسئلة حول مساهمة الطريق في التسبب في الحوادث المرورية، خاصة في ظل تصاعد أرقام الحوادث المرورية في البلاد، والتي تجاوزت لمليون حادث سنوياً العام المنصرم. وأكد م.د.يحيى كوشك أن التدخل في الطريق من خلال عمل الصيانة أو إجراء التمديدات للخدمات الأخرى تلعب دوراً كبيراً في سلامة عابري الطريق، مبيناً أن التدخلات الخالية من الاهتمام بعوامل السلامة تتسبب في حوادث سير يرجع سببها إلى عيوب في ذلك الطريق. وأشار إلى أن عدم تقيد المقاولين بتوفير عوامل السلامة عند صيانة جزء من الطريق، أو عند القيام بالحفريات للتمديدات يتسبب بشكل مباشر في حوادث مرورية لعابري الطريق، مشدداً على أهمية توفير المقاول للإشارات التحذيرية والإضاءة الليلة لتحذير سالكي الطريق من الحفريات والانعطافات المفاجئة التي تسببها بعض التحويلات في الطريق محل الصيانة. وأكد أن الحفر التي تطال بعض الطرق جراء اهمال الصيانة قد تتسبب هي الأخرى في حوادث مرورية باستمرار مالم يتم صيانتها، مبيناً أن وجود تلك الحفر في الطرقات تجعل بعض قائدي المركبات ينحرفون فجأة لتفاديها، مما يجعلهم يجنحون إلى مسارات سيارات أخرى قد تصطدم بهم جراء الانحراف المفاجئ. وطالب د.م. يحيى كوشك الجهات المعنية بمحاسبة المقاولين المستهترين بتوفير عوامل السلامة والإشارات التحذيرية أثناء العمل في الطريق، لما لذلك من أهمية قصوى في منع وقوع حوادث تتسبب في خسائر مدية وبشرية في أغلب الأحيان، وانتقد مستوى المهندسين الذين يشرفون على أغلب مشاريع الصيانة في الميادين العامة والطرقات، مشدداً على أنهم يتغافلون عن توفير عوامل السلامة بشكل لافت.
مشاركة :