واشنطن - (أ ف ب): أعربت واشنطن عن قلقها الشديد أمس الأربعاء بشأن تسارع بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة على الرغم من المخاوف الدولية، بحسب ما أعلن مسؤول أمريكي. وقال المسؤول: «نحن قلقون للغاية من إعلان الحكومة الإسرائيلية الموافقة على خطط لبناء أكثر من 500 وحدة سكنية في الضفة الغربية». وأضاف: أن «هذا التوسيع الكبير للمستوطنات يشكل تهديدا خطيرا جدا ومتزايدا لإمكانية تنفيذ الحل القائم على دولتين». وقال المسؤول إن تصرفات إسرائيل تناقض توصيات اللجنة الرباعية التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة. ودعت واشنطن والرباعية إسرائيل والفلسطينيين إلى «اتخاذ خطوات مفيدة» لبناء الثقة، إلا أن إسرائيل زادت من ببناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة. وقال المسؤول: «نحن منزعجون بشكل خاص من سياسة الموافقة بأثر رجعي على المواقع غير القانونية والوحدات الاستيطانية غير المرخصة». وأضاف أن: «هذه السياسات منحت الحكومة الضوء الأخضر لتوسيع النشاط الاستيطاني الواسع بطريقة جديدة وربما تكون غير محدودة». وتابع: «وكما أكد تقرير اللجنة الرباعية، فنحن قلقون من مصادرة الأراضي بشكل منهجي، وتوسيع المستوطنات وإضفاء الشرعية عليها». وحذر من أن هذا «يقوض بشكل أساسي احتمالات الحل القائم على دولتين ويهدد بترسيخ واقع الدولة الواحدة والاحتلال والنزاع الدائم». وقد وافقت إسرائيل أمس الأربعاء على بناء أكثر من 450 وحدة سكنية استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، بحسب ما أعلنت حركة السلام الآن الإسرائيلية المناهضة للاستيطان، رغم قلق المجتمع الدولي من استمرار السياسة الاستيطانية التي تقوض فرص السلام. وأكدت حاغيت أوفران من الحركة لوكالة فرانس برس: إن 50 من الوحدات الاستيطانية حصلت على موافقة نهائية من اللجنة المختصة في الإدارة المدنية التابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية، بينما تم منح الضوء الأخضر الأولي لـ234 وحدة استيطانية في مستوطنة الكانا. وبالإضافة إلى ذلك تم ترخيص 179 وحدة استيطانية بنيت بالفعل في مستوطنة أفرايم بأثر رجعي. وبحسب أوفران فإن كل هذه الموافقات «إشكالية» مشيرة إلى أن الإسرائيليين «يواصلون التخطيط وتقديم التخطيط بشكل عام وهو أمر سيئ لحل الدولتين وسيء لإسرائيل». ويعيش 600 ألف مستوطن في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين. ويعد الاستيطان العائق الرئيسي أمام عملية السلام بحسب المجتمع الدولي. ورفضت حكومة نتنياهو مرارا الدعوات إلى وقف توسيع المستوطنات، مؤكدة أن المشاريع السكنية ليست عائقا في وجه السلام. وكان موفد الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف قد أكد يوم الإثنين أن توسيع النشاط الاستيطاني تزايد خلال الشهرين اللذين أعقبا دعوة اللجنة الرباعية لوقف بناء المستوطنات اليهودية على الأراضي الفلسطينية. وفي تقريرها دعت اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إسرائيل إلى وقف بناء المستوطنات كما دعت الفلسطينيين إلى التوقف عن التحريض على العنف. إلا أن ملادينوف أكد أن إسرائيل لم تستجب لهذه الدعوة. ويعد وضع القدس والاستيطان من أهم الأمور التي أسهمت في تعثر مفاوضات السلام المتوقفة منذ أبريل 2014. في قرار تبناه عام 1979 اعتبر مجلس الأمن الدولي جميع المستوطنات في الأراضي المحتلة غير قانونية. وكان من المفترض أن يكون تقرير الرباعية أساسا لإحياء عملية السلام المتوقفة.
مشاركة :