شهادات لناجين من حمص: اقصى ما شهدناه منذ بدء الثورة السورية

  • 2/13/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كل الوطن- وكالات:سوريون وصفوا مشهد خروج "أهل حمص المحاصرة" من الحصار خلال الأيام الماضية بأنه من أقسى ما شهدوه في الثورة السورية منذ ثلاثة أعوام. وقد أشاعت صور النزوح من حمص جوًّا حزينًا بين السوريين، من جهة خلق بعض الأمل بحياة أولئك المحاصرين الذين كادوا يموتون من الجوع، ومن جهة ثانية الحزن والانكسار الذي لاح على وجوه الخارجين، خصوصًا مع اعتقال 336 شابًّا ورجلًا واصطحابهم للاستجواب الفوري. روايات كثيرة تناقلتها وسائل إعلام ووكالات أنباء توضح مدى الكارثة التي حلت بالمدينة. "ع.ج" رجل مسن غطى وجهه "بالكوفية"، وخرج ليلتقطه رجال النظام الواقفون بجانب محافظ حمص: "من غير المسموح أن آكل قبل أن يجري تفتيشي، والتحقيق معي، لم أضع لقمة في فمي إلا بعد أن تأكدوا أنني لست مقاتلًا، وكان عليَّ أن أظهر هويتي الشخصية ليصدقوا أنني في عمر لا يسمح لي بالقتال.. عمري 60 عامًا". وقالت السيدة "م. ن" - من اللواتي خرجن من الحصار -: إنها كانت تفضل الموت على الخروج من الحصار بهذه الطريقة "كنا نسمع شتائم من أولئك الجنود المرافقين لفريق الهلال الأحمر، أنا سمعت أحدهم يقول: "كان لازم نقتل جوًّا". وأضافت: "فتشوا الرجال والشباب وكأنهم مجرمون، هؤلاء الذين تم تفتيشهم هم أبطالنا وأولادنا، هم من أبقونا على قيد الحياة رغم الحصار الطويل والمضني، لولا خوفي على أولادي من الموت جوعًا، لما قبلت بالخروج، ولكننا نموت هناك دون ضجة". وقد نشر ناشطون على شبكة الإنترنت فيديو لطفلين من حمص، تبدو لهجتهما الحمصية واضحة، تحدث الطفل الأول عن "اللاشيء"، "لا شيء للأكل، ما في شي ناكلو، ولا شي، حتى برغل ما في"، بينما طلب الطفل الثاني أن "يستشهد" والسبب ببساطة الأطفال وعفويتهم بدا كالصفعة القاسية: "بدي آكل.. بالجنة ما في خبز؟". وقالت "س.م": "لم أرَ زوجي منذ أن بدأ الحصار علينا، ولدت ابني داخل الحصار ولم يرَ والده بعد، إذ إن قوات الأسد حاصرت حمص القديمة خلال وجود زوجي خارج حمص، وعندما خرجت خفت أن لا يتعرف علي زوجي، فوزني نقص كثيرًا عن آخر مرة التقينا، والسكايب الذي كان وسيلتنا الوحيدة للتواصل لا يظهر الصور جيدًا". وأضافت ضاحكة: "سألوا أحد الرجال الخارجين عن سبب طول لحيته، فكتمنا ضحكتنا، وسقطت بدلًا عنها دموعنا، يسألونهم: لماذا لا تحلقون ذقونكم؟ وهل يهتم بالحلاقة من لا يجد ما يأكل؟". الصور التي بدأت الوكالات بنشرها تعطي صورة عن مدى الدمار الذي يخلفه هؤلاء وراءهم، ويترك أسئلة كثيرة معلقة في الهواء، لعل أبسطها "أين كانوا يعيشون وسط ذلك الدمار؟". وحمص التي رسمت ابتسامة ثورة سوريا على مدى أكثر من 3 أعوام، جعلت الدموع تغص في أعين السوريين المراقبين للصور التي التقطت لأناس حوصروا لأكثر من عام ونصف، وجاعوا وهربوا من بيت لآخر للاحتماء من القصف، وخرج بعضهم باتفاقيات عالمية وبمراقبة دولية

مشاركة :