لم يعد التواصل بين النظام الحالي في مصر والكيان الصهيوني يخفى على الطفل الصغير فالأمر بات علنيا يجري جهارا نهارا على الملأ في وسائل الإعلام والصحف وعلى مستوى المسؤولين الرسميين وكان آخرهم وزير الخارجية سامح شكري. وأشاد أحد الحسابات الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" والتابع لحكومة الكيان الصهيوني مؤخرا بمقال رأي كتبته إحدى الصحف المصرية المحسوبة على نظام الخلوع مبارك ومن بعده عبدالفتاح السيسي والمؤيد لسياسة التطبيع مع إسرائيل. وكتب الدكتور عبد المنعم سعيد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة مقالا للرأي منتصف أغسطس الماضي بصحيفة الأهرام الحكومية يتناول من خلاله الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية المصري سامح شكري والعلاقات مع إسرائيل. وقال سعيد "مصر لديها معاهدة سلام مع إسرائيل، ولما كانت المنطقة قد انقلب عاليها واطيها كما يقال، وهناك محاولات لإعادة الاستقرار إليها مرة أخري، فلماذا لا تقوم مصر بمحاولة لكى توضع القضية المنسية، وليست المركزية، على مائدة التسويات المقبلة في الشرق الأوسط.. ولكن رد الفعل الذي جاء من «النخبة» المصرية جاء مدهشا، ومذكرا بكل ما كان في القرن الماضي وكأن لا شيء جرى خلال العشر سنوات الماضية لا في سوريا ولا فلسطين ولا العراق ولا اليمن ولا ليبيا ولا إيران ولا تركيا؛ كان العالم باختصار كما هو جميلا رائعا بنسمات معطرة لا يؤرقها إلا محاولة التطبيع الرسمية المصرية!".. حسب تعبيره. وأضاف مشيدا بالكيان الصهيوني "الفصل الأول في فهم المسألة الإسرائيلية في الواقت الراهن من أجل تقرير الأمر تطبيعا أو مقاطعة تحتاج اقترابا ومتابعة للحالة التي وصلت لها إسرائيل في هذه اللحظة من تاريخ المنطقة. فكما هو معلوم فإن إسرائيل مساحتها 20 ألف كيلومتر، وعدد سكانها ثمانية ملايين ونصف، نحو 75% منهم من اليهود و 21% من العرب الفلسطينيين وما تبقى أقليات متعددة أخرى. ويبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 35 ألف دولار واحتياطياتها بلغت في العام الماضي قرابة 78 مليار دولار، وتقع الدولة في المكانة 18 بين دول العالم في تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة. وفي عام 2010 انضمت إسرائيل إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي تضم كبريات الدول الصناعية في العالم". واستطرد: "الأمر المهم هنا أن إسرائيل لم تعد واقعة بين الدول الصناعية الكبرى إلا بحقيقة تميزها في عدد من المجالات المهمة التي تبدأ بأنها الدولة الثانية على مستوى العالم في الشركات الوليدة العاملة في مجال الإلكترونيات بعد الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنها تميزت بشدة في عدد من المجالات الحيوية مثل توليد الطاقة الشمسية، والمحافظة على المياه، والطاقة الحرارية Geothermal". ونوه عبدالمنعم سعيد إلى "ما يهمنا هنا أن الصراع مع إسرائيل أو السلام معها، التطبيع أو المقاطعة معها، لا يمكنها أن تستند إلى حقائق عقدين مضيا، وإنما على الحقائق الحالية لإسرائيل من ناحية، والمنطقة من ناحية أخري، والمصالح المصرية والعربية من ناحية ثالثة، والمصالح الفلسطينية من ناحية رابعة".. بحسب وصفه . وختم "ما نحتاجه، ربما نوع من التفكير الهادئ، والتعلم من أن العلاقات الدولية تقوم على شبكات من الصراع والمنافسة والتعاون، وتقييم مستمر للأوضاع بحيث نتجنب محاربة طواحين الهواء أو خوض حرب سبق خوضها"... كما جاء في نص المقال. ولا يقتصر الأمر على عبدالمنعم سعيد أو سامح شكري فبالعودة بالذاكرة قليلا نجد النائب البرلماني السابق المثير للجدل توفيق عكاشة واستقباله السفير الإسرائيلي بمنزله وفي ظل انفتاح السيسي اللا محدود واللا مشروط على الإسرائيليين، لم يعد مستغربا سير رجالاته دون خجل على سكة التطبيع. للاطلاع على المقال المذكور اضغط هنا م.ب;
مشاركة :