صراحة وكالات: انتقد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس إستراتيجية إخلاء مدن محاصرة في سوريا على غرار داريا في ريف دمشق، معلنا في الوقت نفسه عن إعداد مبادرة سياسية يعتزم طرحها خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة. واعلن دي ميستورا للصحافيين في ختام اجتماع لمجموعة العمل حول المساعدات الإنسانية الى سوريا في جنيف أشاطركم مخاوفكم ازاء حقيقة انه بعد داريا، هناك مخاطر بحصول اكثر من داريا ويمكن أن تكون هذه استراتيجية أحد الأطراف حاليا. وأضاف هل ينبغي ان نتجاهل واقع ان هناك في الوقت الراهن استراتيجية واضحة لتطبيق ما حدث في داريا في الوعر ومعضمية الشام؟، مذكرا بأن نحو 75 الف شخص يعيشون في حي الوعر في حمص في حين أن داريا تعد بضعة الاف. وكانت تقديرات سابقة لمنظمات وناشطين افادت بوجود نحو ثمانية الاف شخص في داريا التي كانت تعد قبل بدء النزاع منتصف اذار/مارس 2011 حوالى ثمانين الف نسمة. واستعاد الجيش السوري السبت السيطرة على داريا. وبموجب اتفاق توصلت اليه الحكومة السورية مع فصائل مقاتلة، خرج آلاف المدنيين من سكان داريا إلى مركز إقامة مؤقت في قرية حرجلة، الواقعة على بعد نحو عشرين كلم جنوب شرق داريا، فيما خرج المقاتلون وأفراد عائلاتهم الى ادلب في شمال غرب البلاد. من جهته، قال يان إيغلاند الذي يرأس مجموعة العمل حول المساعدات الانسانية إن الأمم المتحدة ليست طرفا في الاتفاق. واضاف ان المنظمة الدولية تمكنت من ارسال مساعدات الى ثلاث فقط من المناطق المحاصرة في اب/اغسطس هي دير الزور عبر القائها من الجو والوعر وحرستا عبر القوافل. وتحظى داريا برمزية خاصة لدى المعارضة السورية، اذ كانت في طليعة حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الاسد في آذار/مارس 2011. وتعد من اولى المناطق التي حاصرها النظام في العام 2012. كان إخلاء داريا الاتفاق الثاني من نوعه بعد اتفاق مماثل تم التوصل اليه العام 2014 في مدينة حمص في وسط البلاد. من جهتها، نددت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية في بيان باتفاقات تهدئة محلية، معتبرة أنها تؤدي إلى تطهير سياسي واتني. وقال منسق الهيئة رياض حجاب إن النظام السوري، المدعوم من حلفائه الروس والإيرانيين، يواصل بلا هوادة خطة خبيثة ترمي إلى تنظيم تحولات ديموغرافية كبيرة على صعيد سوريا. وبات الجيش السوري منذ بداية ايار/مايو 2014 يسيطر على مجمل مدينة حمص بعد انسحاب حوالى الفي عنصر من مقاتلي الفصائل من احيائها القديمة بموجب تسوية بين ممثلين عنهم والسلطات اثر حصار خانق تسبب بمجاعة ووفيات. وفي اواخر العام 2015، بدأ تنفيذ اتفاق جديد لاخراج المقاتلين من حي الوعر، آخر نقاط سيطرتهم في هذه المدينة. الا انه لم يستكمل. -مبادرة سياسية- من جهة أخرى، أعلن دي ميستورا عن إعداد مبادرة سياسية ستكون مهمة، وبرأينا ستساعد الجمعية العامة على النظر بشكل أوضح إلى المشاكل السورية. لكنه رفض أن يقدم في الوقت الحالي أي تفاصيل حيال المبادرة، مشيرا إلى أنه سيتم تفصيلها في الأسبوع الذي يسبق انعقاد الجمعية العامة السنوية. ولفت دي ميستورا الى ان نيوزيلندا، التي ترأس مجلس الأمن حاليا، حددت الواحد والعشرين من أيلول/سبتمبر موعدا لعقد اجتماع رفيع المستوى بشأن سوريا. ومنذ بداية العام، عقدت جولات عدة من مفاوضات بين أطراف النزاع السوري الذي أودى بأكثر من 290 ألف شخص خلال خمس سنوات، إلا أنها لم تسفر عن نتائج. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف أعلنا الجمعة الماضي، بعد محادثات استغرقت ساعات في أحد فنادق جنيف، عن إحراز تقدم في اتجاه توضيح مسار التوصل إلى وقف لإطلاق النار في سوريا، مشيرين في الوقت نفسه إلى مسائل تقنية ما زالت بحاجة للحل. -محادثات أميركية روسية- وللتوصل الى ذلك، بدأ خبراء من البلدين الأربعاء مناقشات في مقر الأمم المتحدة في جنيف، وفق دي ميستورا الذي أوضح أنها ستستمر حتى الجمعة أو صباح السبت. وأشار المبعوث الأممي إلى أن المناقشات الجارية حاليا بين الولايات المتحدة وروسيا على مستوى رفيع جدا وعملاني جدا، ستستمر للتوصل إلى ما هو اكبر من هدنة 48 ساعة التي طلبتها الأمم المتحدة في حلب. وأوضح أن المحادثات الروسية الأميركية تجري بشأن وقف للأعمال القتالية على نطاق أوسع وأهم. وحذرت الأمم المتحدة مؤخرا من كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد العاصمة الاقتصادية السابقة لسوريا. وتشهد مدينة حلب منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة بين قوات النظام التي تسيطر على الاحياء الغربية والفصائل التي تسيطر على الاحياء الشرقية. وتؤيد روسيا، التي تدعم الرئيس السوري بشار الأسد، هدنة انسانية لمدة 48 ساعة لإيصال المساعدات إلى السكان.
مشاركة :