كارين رزق الله :كفى مجتمعاتنا خداعاً

  • 9/2/2016
  • 00:00
  • 135
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت: ماري نهرا بعلم النفس والخلفية العميقة، كتبت الممثلة والكاتبة كارين رزق الله، مسلسل مش أنا، الذي احتل المراتب الأولى على الشاشات اللبنانية خلال شهر رمضان الفائت، ما دفع بالمؤسسة اللبنانية للإرسال إل. بي. سي إلى إعادة بثه بحلقات موجزة، نظراً لتعلق الناس بالقصة، وحبهم للشخصيات الواقعية. العفوية شكلت العنوان الأبرز للمسلسل، وتجلت بأجمل صورة في تجسيد الممثلين لأدوارهم. عن هذا النجاح والخطوات التالية، كان حوارنا مع كارين رزق الله. * لماذا أعادت ال LBC بث مش أنا في حلقات موجزة، هل في ذلك تأكيد على نجاح العمل، أم كنت تفضلين أن يُعاد كاملاً بعد مدة؟ - هي لفتة مميزة من ال ال. بي. سي وتأكيد على نجاح المسلسل، وإن كنت أتمنى لو أنه أعيد بثه لاحقاً كاملاً. هذه الخطوة هي نتيجة لتعليقات كثيرة وردتنا من مشاهدين لو أن العرض يستمر. كذلك كنت أفضل عدم التطويل في الحلقات النهائية، كما حصل، لكن هذه سياسة المحطة، وهي شأن خاص بالإدارة. * هل بدأت كتابة مسلسل جديد أم بعد؟ - من المبكر المباشرة بالكتابة، لكن هناك أمراً وحيداً مؤكداً في شأن المسلسل الجديد أنه سيكون من بطولة بديع أبوشقرا للمرة الثانية، نظراً للثنائية الجميلة التي شكلناها معاً. * شاهدناك في قلبي دق كوميديانة خفيفة العام الفائت، وفي مش أنا درامية بامتياز. هل قصدت التنويع؟ - موضوع قلبي دق طريف، وهو لايت كوميدي، وكونه أول مسلسل أكتبه لرمضان، ومن بطولتي، فلا يمكنني أن أطل على الناس بالدراما فوراً. في مش أنا نضج أكبر وخلفية عميقة وناحية كبيرة لعلم النفس، حيث أعالج مشكلة الانفصام الذي نعيشه في المجتمع، فنحن نضمر بعكس ما نظهر، وغالباً ما نكون متحفظين وحقيقتنا تختلف عن ظاهرنا. * هناء لها أسبابها لتكون عكس حقيقتها، لكن ما الذي يدعو كارين لتكون عكس حقيقتها؟ - بعض الناس والمواقف يدفعوننا لنكون عكس حقيقتنا. أنا أتصرف وفقاً للظرف الذي أكون فيه. بعض الأشخاص يكونون حقيقيين وعفويين، فلا تحتاجين لقناع لتتماشي معهم، وآخرون يعبرون بطريقة فجة عن أفكارهم فيشكلون صدمة للآخرين الذين يتفاعلون بشكل عفوي وغير متوقع. مشكلتنا أننا لا نعرف كيف نتعامل مع الحقيقة ونكرهها، بل إننا نعتمد الدبلوماسية والمواربة في كلامنا. * لكن قول الحقيقة يجرح، واعتماد البعض الدبلوماسية حفاظاً على مشاعر الآخر؟ - الخطأ أننا في الأساس نرفض الاعتراف بوجود خطأ أو مشكلة ونرفض المواجهة لتصحيح الوضع، وبالتالي فإننا نكره الحقيقة، لأنها تدلنا على الخطأ، وتطلب منا التصحيح. نحن نغلف الحقيقة لأننا نعاني الانفصام والأحكام المسبقة التي هي عدوة الحقيقة. تصوري مثلاً هناك من ينتقدني لأن قامتي قصيرة، وما العيب في ذلك؟ هكذا خلقني الله، كيف أزيد طولي، فهذا أمر لا يمكنني تغييره، وهو ليس بالأمر الذي يدعو للانتقاد. هذا ما يحدث في مجتمعنا، وحيث المظاهر عندنا مسيطرة بشكل غير منطقي وغير مقبول. * في بعض المشاهد شاهدنا دموعك وكانت عفوية كما دموع بعض أبطال المسلسل الذين عبروا بصدق عن انفعالاتهم. هل البكاء سهل؟ - أبداً على الإطلاق. أنا ضد الدموع المزيفة والقطرات التي تُندى على عيون الممثلين أحياناً ليعطوا الانطباع بأنهم يبكون. إذا لم يكن الممثل قادراً على ذرف دمعة حقيقية أثناء المشهد، فلا داعي للدموع المزيفة، ومن الأفضل حينها أن يغير رد فعله أو انفعاله لأن الناس سيلاحظون أن هناك تصنعاً في التمثيل. أنا أضع نفسي في الحالة التي تعيشها الشخصية، وإذا شعرت بأن دموعي ستنهمر فلا أحبسها على العكس، لأن البكاء الفطري والعفوي في التمثيل، دليل نجاح الشخصية. * وما الذي جعل الممثلين ينسجمون في الشخصيات إلى هذا الحد؟ - هو النص أولاً ثم الحوار الذي يتضمن أحاديث عادية وبسيطة تحصل بين الشخصيات بالمفردات والتعابير التي نتداولها في يومياتنا. لا حاجة في رأيي لكي أفلسف لغة الشخصيات، لأنه من المفترض أن يكونوا لسان حال الناس في المجتمع الذي يضم المثقف والجاهل والغني والفقير. الاختلاف في المستويات يعني اختلافاً في أسلوب الكلام، وكل شخصية تتحدث بلغتها. * شاهدنا الكثير من المواجهات بين الشخصيات في مختلف الظروف والمواقف. هل قصدت ذلك؟ - إلى حد ما. أنا ضد المواربة في قول الأمور والدبلوماسية التي نتخفى بها، نادراً ما تكون إيجابية. عندما تواجهت هناء مع صديقتها ندين، مثلاً، كان كلام ندين جارحاً وقاسياً، ولكنه كان حقيقياً. فهل أحد يجرؤ على هذه الخطوة في الواقع؟ كذلك الأمر عندما تواجهت زينة مع زوجها فؤاد، هل من ثنائي يجرؤ على مواجهة مشكلاته كما فعلا؟ * ما رد فعل زوجك فادي وابنتيك عندما شاهدوا المسلسل، وخصوصاً في المشاهد التي تضمنت بعض الحميمية؟ - شاهدنا المسلسل مع بعض. نحن كعائلة لا نساير بعضنا بالرأي خصوصاً ابنتي نادية التي تشبه والدها فادي في قول الحقيقة، كما هي وبصدق. فادي هو من أوحى لي بالموضوع من دون قصد، لأنه شخص واقعي وحقيقي في قول رأيه، ولهذا السبب الناس يتقبلون كلامه بمحبة. أمّا بالنسبة للمشاهد الجريئة فهي لم تتخط الحدود، ولم تتضمن إيحاءات.. كفى كلاماً عن أن مجتمعنا لا يتقبلها في المسلسلات، فيما نحن نشاهد أفلاماً إباحية أجنبية.. الجرأة أتت عفوية في القصة، وفي مكانها.. كل ثنائي يحب أحدهما الآخر، يعبران لبعضهما عن هذه المحبة، كفانا نفاقاً وازدواجية. * هل سنشاهدكم كعائلة مجدداً في مسلسل تلفزيوني؟ - سوف نطل من جديد لاستكمال العقد، من خلال مسلسل عيلة ع فرد ميلة وهناك سيت كوم جديد، أعمل على كتابته، وليس للعائلة دور فيه.

مشاركة :