الجزائر " الخليج" في قرية جبلية صغيرة تسمى المعطية، بولاية سطيف شرق الجزائر، توجد عين ماء يتدفق إليها الناس من كل جهة، لتخفيف آلامهم، منبع الماء اكتشفه صاحبه صدفة بعد مدة من حفره بئراً للاستغلال العائلي في حديقة منزله قبل خمسة عشر عاماً، وكان جار العائلة يعاني مرض الكلى منذ مدة، واستحسن شرب مياه هذه البئر، لأنها طبيعية ولا تمر على قنوات معدنية، وكانت المفاجأة السارة، حين تراجعت الآلام عن الرجل، وخلال الفحص الدوري وجد الطبيب أن الحصيات التي كانت تؤلمه، صار حجمها أقل بكثير مما كانت عليه من قبل، وطلب منه عدم التسرع في إجراء العملية الجراحية التي نصحه بها قبل شهور، وسأله عن تفاصيل يومياته، فأخبره بأنه يشرب من منبع ماء منذ نحو 40 يوماً متواصلة، فطلب عينة من الماء وضع فيها حصيات مقابل أخرى في كأس ماء عادي، فتفتت الحصيات في ماء البئر، بينما ظلت على حالها في الكأس الأخرى، عندها خضعت مياه المنبع للتحليل المخبري، وتبين أنها تتوفر على عناصر كيميائية تساعد على تفتيت الحصى وتصفية الكلى والمسالك البولية، ومنها صار بيت صاحب البئر وهو من أعيان عائلة زعبوبي، مقصداً لكل مريض، فقد شاع في كل المنطقة ثم في كل أنحاء الجزائر، أن الشفاء من مرض حصى الكلى، لم يعد يتطلب أكثر من شرب مياه تلك البئر، وتناقل الناس الأخبار عن شفاء كلي للمرضى، بعد شرب هذه المياه، وصارت القرية الصغيرة وجهة للعشرات من الناس يقصدونها يومياً، من كل المناطق للتزود بالماء الشافي، بل إن مياه البئر صارت تنقل حتى إلى فرنسا عبر المهاجرين، الذين يأتون لقضاء العطل في بلدهم، وصار الأطباء في الجزائر، ينصحون مرضاهم بشرب مياه المعطية، لأنها كافية لتفتيت حصى الكلى، ولا يحتاج الأمر إلى علاج طويل وعمليات جراحية، وأكد أحد الطباخين فعالية هذه المياه، وقال إنه اعتاد استغلالها في طهي وجبات التلاميذ بالمطعم المدرسي، وتبيّن أنها فعالة في طهي الحبوب الجافة بسرعة غريبة، وقال صاحب البئر إنه تلقى عروضاً استثمارية من مستثمرين مختصين في إنتاج المشروبات والمياه المعدنية، لكنه رفض التنازل عن العين، وفضل تركها تحت تصرف عامة الناس، للاستفادة منها، وعلاج مرضاهم مجاناً، وبنى عيناً خارج بيته، يتدفق منها ماء البئر، وصارت تسمى عين تفتيت الحجر.
مشاركة :