اهتمت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية بخبر قتل طائرة أميركية للقيادي بتنظيم الدولة أبو محمد العدناني، ورأت في مقتله انتكاسة أخرى ضمن سلسلة ضربات خطيرة طالت عدة قيادات تنظيمية كبيرة، مثل أبو عمر الشيشاني وأبو علي الأنباري. وأضافت الصحيفة: رغم أن الولايات المتحدة ركزت كثيرا في جهود مكافحة الإرهاب على الضربات التي تستهدف زعماء تنظيمات إرهابية، فإن محللين يرون أنه لم يتضح بعد ما إذا كان لهذه الضربات أثر فعال كبير في كبح جماح المجموعات المتطرفة جميعها. وأوضحت الصحيفة أن تنظيم الدولة على وجه الخصوص يستند في هيكله على مرونة قصوى أمام الهجمات التي يتعرض لها. سيث جونز خبير شؤون الإرهاب في مؤسسة «راند» الأميركية، يعتقد أن موت العدناني في حد ذاته يمثل تغييبا لأحد أهم القادة الميدانيين والاستراتيجيين لتنظيم الدولة، لكن -يضيف جونز- أنه من المرجح أن يستبدل العدناني ويحل محله قائد آخر كما جرت العادة مع مقتل زعماء آخرين. وكانت وكالة أعماق التابعة للتنظيم قد أعلنت مقتل العدناني أثناء تفقده لعمليات عسكرية في محافظة حلب، حيث يتعرض التنظيم لهجمات العديد من خصومه وهم: تركيا والولايات المتحدة وروسيا الذين يهاجمون مسلحيه جوا، فيما تهاجمه على الأرض من عدة اتجاهات مجموعات سورية معارضة تدعمها الولايات المتحدة وتركيا وميليشيات كردية مدعومة أميركيا. وتابعت نيويورك تايمز القول: إن العدناني كان من رواد تنظيم الدولة وقد جعله ذلك موضوعا لتكهنات متكررة حول مقتله وجرحه، آخرها في يناير الماضي عندما أعلنت قوات عراقية أنه جرح جراحا خطيرة في ضربة جوية، لكن التقرير ثبت خطؤه فيما بعد. ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم، إنه من غير المرجح أن ينشر تنظيم الدولة معلومات خاطئة على قنواته الرسمية حول مقتل زعيم مهم كالعدناني. وتقول الصحيفة إن مقتل العدناني قد يدفع بتغييرات جذرية داخل الصفوف القيادية في تنظيم الدولة، فقد كان الرجل مستهدفا من قبل الجيش الأميركي وقوات مكافحة الإرهاب لحوالي عامين، فيما رصدت وزارة الخارجية مكافأة قيمتها 5 ملاين دولارت لمن يدلي بمعلومات عنه. ولفتت الصحيفة إلى أن العدناني كان يرأس وحدة العمليات الخارجية لتنظيم الدولة التي تعد جزءا مميزا داخله، ويرأسه هو مباشرة أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم، الذي كان -بحسب تقارير- يعد العدناني لخلافته. حول العدناني يقول مايكل سميث محلل شؤون الإرهاب بشركة «كرونوس أدفيزوري» الأميركية ومؤلف كتاب حول العمليات الخارجية لتنظيم الدولة: «خلال العقد الماضي، لم يكن هناك قائد فعال ومدافع عن أنشطته في الساحة المتطرفة ومثل العدناني، عندما يتعلق الأمر بتخطيط وإلهام هجمات ضد الغرب». وختمت الصحيفة بالقول: إن إرث العدناني الذي خلفه من مقاطع فيديو ومواد صوتية ربما يبقى تأثيره بعد زوال «الخلافة الإسلامية» إذا ما تحررت مدن كبرى من قبضته كالرقة والموصل.;
مشاركة :