طهران - حسام نبوي - موفد لجنة الإعلام الرياضي : خسر منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بهدفين للاشيء أمام نظيره الإيراني في المباراة التي جرت بينهما مساء أمس باستاد ازادي، في الجولة الأولى للتصفيات النهائية لكأس العالم 2018 ضمن المجموعة الأولى. وجاءت الخسارة بطريقة دراماتيكية غير متوقعة، وبخطأ قاتل وفادح من حارس مرمى منتخبنا كلود أمين الذي أهدى المنتخب الإيراني فوزاً غير مستحق في الوقت بدل الضائع، وبعد أداء جيد لمنتخبنا استطاع من خلاله أن يكون نداً لمنافسه الإيراني أمام جماهيره التي وصلت إلى 80 ألف متفرج، صمتوا أمام أداء منتخبنا. وكانت المباراة في طريقها إلى التعادل السلبي، رغم الأداء الجيد لمنتخبنا الذي أهدر بعض فرص الفوز باللقاء، لكن رفض كلود أمين هذا التعادل وهذه النقطة الثمينة وأهدى في الدقيقة 94 كرة سهلة إلى الهجوم الإيراني الذي ظل عاجزاً عن الوصول إلى مرمى منتخبنا، ليحرز الهدف الأول، وترتبك صفوف العنابي، ويقع الحارس في خطأ يسفر عن الهدف الإيراني الثاني في الدقيقة العاشرة من الوقت بدل الضائع. لم يستحق العنابي الخسارة خاصة وقد تفوق في كثير من الأوقات على المنتخب الإيراني، وكان أقرب منه إلى المرمى وأهدر فرصاً سهلة خاصة فرصة حسن الهيدوس في الدقيقة الأخيرة من عمر الشوط الأول. الشوط الأول ضغط الفريق الإيراني بقوة مع الدقائق الأولى من المباراة بحثاً عن هدف مبكر، ودافع منتخبنا بقوة من أجل الحفاظ على نظافة شباكه، وحاول في نفس الوقت مبادلة منافسه الهجمات حتى لا يمنحه الفرصة للسيطرة على مجريات اللعب. وسيطرت على المباراة منذ بدايتها روح الحماس من لاعبي المنتخبين، وظهرت الرغبة من الجانبين في تحقيق الفوز، لذلك لم تنحصر الكرة في الوسط نجح العنابي بعد مرور 12 دقيقة في تهديد مرمى إيران بأول محاولة حقيقية بقيادة سباستيان الذي مر وانطلق من اليسار وسدد قوية في أحضان الحارس، وفي الدقيقة 20 تصل كرة أمامية إلى حسن الهيدوس في اليمين مرّ من الدفاع وتوغل في المنطقة وسدد بيسراه ضعيفة في أحضان الحارس، ولو مرر لسباستيان لكانت فرصته أفضل بمرور الوقت فرض العنابي سيطرته نسبياً على مجريات المباراة وكان الأكثر استحواذاً على الكرة ، وحاول الوصول إلى المرمى الإيراني عبر الأجناب بقيادة الهيدوس في اليمين وعلي أسد في اليسار. لم يظهر المنتخب الإيراني بمستواه المعروف ولم يكن في حالته المعهودة في الجانب الهجومي، واختفى كثيراً لكن لم يستغل العنابي هذه الحالة الإيرانية وأهدر أكثر من كرة كانت كفيلة بوصوله بسهولة إلى الشباك الإيرانية. ظهرت خطورة المنتخب الإيراني للمرة الأولى في الدقيقة 31 من هجمة مرتدة وصلت فيها الكرة إلى علي رضا، على حدود المنطقة سددها صاروخية فوق العارضة مباشرة. ويرد العنابي بهجمة أخطر بعدها بدقيقتين بقيادة الهيدوس الذي مر من اليمين ومرر عرضية تدخل الدفاع الإيراني وأنقذها وحولها ركنية ثانية قبل راس سباستيان. ويهدر حسن الهيدوس أخطر وأقرب فرصة لهز الشباك الإيرانية في الدقيقة 43 بعد هجمة مرتدة سريعة انتهت إلى تاباتا خلف الدفاع انفرد لكنه سددها بغرابة في السماء وهو على بعد خطوات من المرمي الشوط الثاني بادر العنابي بالهجوم والسيطرة مع الدقائق الأولى للشوط الثاني، وسنحت فرصة جيدة لسوريا لكنه تمادى في المراوغة فضاعت منه الكرة داخل المنطقة. وبادرت إيران بالهجوم بعد مرور 13 دقيقة وحصلت على أول فرصة في الدقيقة 58 بتمريرة بينية وصلت سيد أشكان داخل المنطقة في اليسار تباطأ فيها وضغط عليه دفاعنا واجبره على التراجع ، وبعدها بدقيقتين ينطلق جلال حسيني من الوسط ويمر من أحد لاعبينا ويمرر إلى مهدي تاريم سددها بجوار القائم خارج المرمى. بدأ المنتخب الإيراني في زيادة ضغطه الهجومي، وفرض سيطرته على الوسط واندفع بعدد كبير من لاعبيه خلف الهجوم. تراجع العنابي بشكل كبير مع اندفاع المنتخب الإيراني وراء الهجوم، واختفت المحاولات الهجومية العنابية بعد البداية الجيدة وأصبحت الكرة أغلب الوقت في ملعب منتخبنا الوطني. يجري مدرب إيران تغييره الهجومي الأول في الدقيقة 67 باشتراك فهاد اميري بدلاً من سيد أشكان ويرد كارينيو مدرب العنابي بتغيير هجومي باشتراك أكرم عفيف بدلاً من رودريجو تاباتا . يعاود منتخبنا الهجوم ويحصل على فرصة جيدة في الدقيقة 74 من تمريرة أكرم عفيف إلى عبدالكريم حسن في اليسار مر ومرر عرضية أرضية في منتهي الخطورة تدخل الدفاع وأنقذها في الوقت المناسب. وفي الدقيقة 79 وبعد ركنية أربكت الدفاع الإيراني تصل الكرة إلى خوخي بوعلام خارج المنطقة يطلقها قذيفة صاروخية تمر بجوار أعلى القائم الأيسر للمرمى. تشتعل الدقائق الأخيرة من عمر المباراة بسبب الضغط الإيراني الشديد من أجل خطف الفوز الذي كاد يتحقق في الدقيقة 86 لولا إخفاق المهاجم الإيراني في استغلال العرضية برأسه ومرمى العنابي خالٍ من حارسه. خطأ فادح وقاتل في الدقيقة 94 والمباراة تقترب من خط النهاية، تعود كرة سهلة إلى كلود أمين من الدفاع، سددها ضعيفة وبغرابة شديدة تصل إلى أحد مهاجمي المنتخب الإيراني يسيطر عليها ويمررها إلى رضا قوتشان نجاد المنفرد يسددها داخل المرمى بسهولة مسجلاً الهدف الأول. تتوقف المباراة لعدة دقائق بسبب دخول جواد نيكونام مساعد مدرب إيران إلى أرض الملعب ويحدث احتكاك بين لاعبي العنابي وإيران، وتنتهي الأمور بسرعة وتعود المباراة وسط حالة إحباط شديدة للعنابي ولاعبيه، وينتهز الفريق الإيراني الفرصة ويستغل حالة الإحباط والارتباك ويخطف الهدف الثاني عن طريق علي رضا جهانبخش الذي سدد كرة قوية أخفق كلود أمين في التصدي لها وسكنت شباك منتخبنا في الدقيقة العاشرة والأخيرة من عمر الوقت بدل الضائع.
مشاركة :