عندما تمرض البحرين

  • 9/2/2016
  • 00:00
  • 37
  • 0
  • 0
news-picture

ترقد البحرين، وبالذات المنامة، هذه الأيام على سرير المرض، كل ذلك لأن شاعرها الكبير والتاريخي علي الشرقاوي، يرقد على سرير المرض، وسرير الأمل بالله. تعالوا نعود بعجلة الذاكرة إلى الوراء كثيرا، ونتذكر كأجيال الثمانينات وبداية التسعينات الميلادية ربما، بدايات اللوعة الأولى، والعشق الأول، والدندنة الغنائية الأولى، وصدقوني ألّا وجه سيرتسم في مرآة الذاكرة الوجدانية الأولى مثلما يرتسم وجه علي الشرقاوي، وخالد الشيخ يدندن لنا وفينا أغنيته الخالدة: "أبكي على البمبرة وأبكي على التينة وأبكي على من ذبح قلبي بسكّينه". لا كلمات تهزّ الوجدان في الثمانينات مثلما كانت تفعل بالذوق العام كلمات الشعراء الغنائيين الكبار، أمثال فائق عبدالجليل وعبداللطيف البنّاي وساهر من الكويت، وبدر عبدالمحسن وإبراهيم خفاجي من السعودية، وعلي الشرقاوي وحيدا وواحدا من دولة الماء والأغاني، دولة البحرين. صوت علي الشرقاوي الشعري الغنائي كان بمفرده موازياً لكل الأصوات الشعرية الغنائية في البلدان الأخرى، وكانت أهم سمة للقصيدة الغنائية الشرقاوية، تميّزها بحالة من الشجن البحري، فهو شاعر القصيدة التي ولدت على الماء، وفي الماء، ومن الماء. الشرقاوي ليس شاعرا عاميا كغيره من الشعراء الذين لا يملكون سوى كتابة النص الشعري، فهو إضافة لكونه شاعرا عاميا، هو شاعر فصحى ترجمت كثير من أعماله للغات عالمية، وكذلك هو مسرحي جميل، وممن انشغلوا أيضا بأدب الطفولة. أهيب جداً بالأحبة، مسؤولي الثقافة والشعر بالبحرين، بتكريم كبير يليق بشاعر كبير، ولمسة وفاء يستحقها وهو مُعافى، فكيف به وهو على سرير المرض. إذا كان كل الشعراء يكتبون قصائدهم على (بحر) واحد، فالشرقاوي هو الوحيد الذي يكتب قصائده على (بحرين).

مشاركة :