نجل أحمد شاه مسعود ... على خطى والده

  • 9/2/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

بعد 15 سنة من ظهوره وهو في سن الثانية عشرة في موكب جنازة والده في بنجشير، يتأهب أحمد شاه مسعود نجل القائد الأسطوري في أفغانستان الذي يحمل الاسم ذاته، للسير على خطى أبيه. وحين وصل إلى ضريح والده بلباس أبيض مع قميص وسروال فضفاضين وأحاط به مجاهدون سابقون ترصد نظراتهم كل تحرك، كان لظهوره وقع المفاجأة بين الحضور تأثراً، إذ ورث الشاب أحمد نظرة والده وإن كانت ملامحه أقل صرامة ووجهه أقل نحافة. ترك «أسد بنجشير» الذي حارب السوفيات ثم «طالبان»، ذكرى عميقة لدى عرقية الطاجيك التي ينتمي إليها. وقتل مسعود في 9 أيلول (سبتمبر) 2001 بيد شخصين انتحلا صفة صحافيين أرسلتهما «القاعدة» وذلك قبل يومين من اعتداءات «11 أيلول» في الولايات المتحدة. وقال نجله أحمد إنه يشعر أن اغتيال والده «وكأنه حدث بالأمس». وروى في الحديقة التي كان يجلس فيها والده، آخر مرور للقائد مسعود في منزل الأسرة، فقد كان يعيش سراً في منطقة في الشمال مع المجاهدين. وقال أحمد إن والده كان لا يتوقف عن ترديد عبارة «آخر المرات» قبيل مقتله. وأوضح: «كان يقول لي تعالى صل معي مرة أخيرة، سبح معي مرة أخيرة، العب معي مرة أخيرة (..) كان ذلك قبل أسبوع من اغتياله». وعند وقوع الاغتيال وجد أحمد، وهو أكبر أخواته الخمس، نفسه في سن 12 سنة ووريثاً وحيداً للهالة البطولية لوالده «وفهمت أنه علي أن أتحول فجأة إلى شخص آخر». وفي يوم تشييع الجثمان، تقاطر كل سكان وادي بنجشير على تلة بازاراك، حيث دفن وسط حال من الفوضى وبين المجاهدين والقرويين الحزينين. وحين ظهر بينهم أحمد ازدحم الجميع حول الوريث. كان طفلاً لكنه يمشي وقد خفض رأسه ووضع يديه خلف ظهره كما كان يفعل القائد مسعود. درس أحمد العلاقات الدولية في «كينغز كوليدج» في لندن، واليوم بلغ سن الـ27 وهو بصدد الانتهاء من إجراءات دبلومه وسيعود في هذا الخريف إلى بلاده. وقال: «درست لأعود»، وأقسم: «ليس لدي أي جنسية أخرى، ولا أملاك خارج أفغانستان ولا استثمارات ولا حسابات مصرفية. كانت حياة والدي هنا وحياة أسرتي ومستقبلي أيضاً». وتدرس شقيقاته أيضاً خارج البلاد، وأربع منهن يدرسن الطب. ويروي أحمد «كان والدي يحرص على دراستنا من دون تمييز بينهن وبيني، بل كان يشجعهن أكثر، وكان ذلك أمراً غير معتاد على الإطلاق».

مشاركة :