أكدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء أن توظيف المآسي والأزمات لتوجهات سياسية وانتماءات فكرية، ورفع الشعارات والمزايدات والاتهامات والتجريح، ليس من الكياسة ولا من الحكمة والحصافة. وقالت رداً على البيان الختامي للمؤتمر، الذي عُقد بمدينة غروزني في الشيشان بعنوان: “مَن هم أهل السنة”: “الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء تحذر من النفخ في ما يشتت الأمة ولا يجمعها، وعلى كل من ينتسب إلى العلم والدعوة تقع مسؤولية أمانة الكلمة ووحدة الصف، بخلاف أهل الأهواء الذين يريدون في الأمة اختلافاً وتنافراً وتنابذاً يؤدي إلى تفرق في دينها شيعاً ومذاهب وأحزاباً، وما تعيشه الأمة من نوازل ومحن يوجب أن يكون سبباً لجمع الصف والبعد عن الاتهامات والإسقاطات والاستقطابات، فهذا كله يزيد في الشُّقة ولا يخدم العالم الإسلامي، بل ينزع الثقة من قيادات العلم والفكر والثقافة”. وشددت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء على أن كل ما أوجب فتنة أو أورث فُرقة فليس من الدين في شيء، وليس من نهج محمد صلى الله عليه وسلم في شيء، الذي تنزّل عليه قول الله تعالى: “إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء”. وقالت، “إن محكم كتاب الله عز وجل وسُنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم تنص على أنه لا عز لهذه الأمة ولا جامع لكلمتها إلا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن أمة الإسلام أمة واحدة، وتفريقها أحزاباً وفرقاً من البلاء الذي لم تأت به الشريعةُ، وعلى الإسلام وحده تجتمع الكلمة، ولن يكون ذكر ومجد لهذه الأمة إلا بذلك، قال الله تعالى: “وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون”. ولفتت إلى أن الفقهاء والعلماء والدعاة ليسوا بدعاً من البشر، فأنظارهم متفاوتة، والأدلة متنوعة، والاستنتاج متباين، وكل ذلك خلاف سائغ، ووجهات نظر محترمة، فمن أصاب من أهل الاجتهاد فله أجران، ومن أخطأ فله أجر، معتبرة أن الخلاف العلمي -في حد ذاته- لا يثير حفائظ النفوس، ومكنونات الصدور إلا عند مَن قلّ فقهه في الدين، وساء قصده ونيته. ونبهت إلى أن “الوقت ليس وقت تلاوم، وعلينا -وخصوصاً المنتسبين إلى العلم والفكر والثقافة- أن نكون أكثر حصافة ووعياً، فإن الذين لا يريدون لهذه الأمة خيراً يراهنون على تحويل أزماتنا إلى صراعات وفتن سياسية ومذهبية وحزبية وطائفية. فلننتظم صفاً واحداً في ضوء قوله سبحانه”: “وأَطِيعُوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين”. وطالبت بالحرص “في عالمنا الإسلامي على بناء الصف، وتوثيق اللحمة، وترسيخ المشترك، مع تعزيز الإنصاف والعدل في القول والحكم، في محيط من المحبة وسلامة القصد. قال الله تعالى: “إنما المؤمنون إخوة”. وقال صلى الله عليه وسلم: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً”. يذكر أن توصيات مؤتمر غروزني، الذي حمل عنوان: “مَن هم أهل السنة والجماعة؟”، وحضره شيخ الأزهر وعدد من كبار رجال الدين من أنحاء العالم، اعتبرت أن أهل السنة والجماعة هم “الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علماً وأخلاقاً وتزكية”.
مشاركة :