عواصم - وكالات - أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن اتفاق مصدري النفط على تثبيت إنتاج الخام سيكون القرار الصائب لسوق النفط العالمية، معتبراً أنه ينبغي إيجاد حل وسط لإيران من أجل التوصل إلى اتفاق. وفشلت محاولات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجين من خارجها للتوصل إلى اتفاق على تثبيت مستويات الإنتاج في وقت سابق من هذا العام بسبب إحجام إيران عن المشاركة في ظل تطلعها إلى زيادة صادراتها بعدما رفعت عنها العقوبات الدولية. وقال بوتين خلال مقابلة مع وكالة «بلومبرغ» «أعتقد أنه من باب المنفعة الاقتصادية والمنطق سيكون من الصائب إيجاد حل وسط في شأن إنتاج إيران». وأضاف «آمل كثيرا أن يتخذ جميع المشاركين في هذه السوق (والذين يريدون أسعارا عالمية عادلة ومستقرة لموارد الطاقة) القرار الضروري في نهاية المطاف»، مشيراً إلى أنه سينقل موقفه إلى ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي قد يلتقي معه على هامش اجتماع مجموعة العشرين في الصين مطلع الأسبوع المقبل. ونقلت الوكالة عن بوتين «لم نكن نحن من رفضنا تثبيت مستويات الإنتاج بل رفضها شركاؤنا السعوديون الذين غيروا وجهة نظرهم في اللحظة الأخيرة، وقرروا التروي في اتخاذ هذا القرار. إذا تحدثت والأمير (محمد بن سلمان) في هذا الموضوع سأطرح بالتأكيد موقفنا من جديد، ونعتقد أنه (تثبيت مستويات الإنتاج) القرار الصائب للطاقة العالمية». ومن المقرر عقد اجتماع غير رسمي بين «أوبك» والمصدرين من خارجها في الجزائر في وقت لاحق هذا الشهر. وكان الإنتاج النفطي في روسيا (أكبر منتج للخام في العالم) اقترب من مستويات قياسية مرتفعة على مدار العام الأخير، لكنه هبط إلى 10.71 مليون برميل يوميا في أغسطس الماضي، وهو المستوى الأدنى في نحو عام. بيد أن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، قال إنه يجب مناقشة اتجاهات سوق النفط العالمية والوضع العام فيها خلال اجتماع وزراء النفط بالجزائر في وقت لاحق هذا الشهر، لكنه هون من احتمال إجراء مباحثات بخصوص تثبيت إنتاج النفط. وأوضح نوفاك للصحافيين «مسألة التثبيت مسألة منفصلة تحتاج إلى مناقشة منفصلة لأن الوضع اليوم مختلف نوعا ما عما كان عليه في فبراير وفي أبريل»، مشيرا إلى أن الأسعار حاليا عند مستويات أعلى. الرياض من جهته، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إنه متفائل بتحرك منتجي النفط صوب تبني موقف مشترك بخصوص إنتاج الخام. وأبلغ الجبير الصحافيين «نبدأ بعقد ملتقى للأفكار، لكن هناك عملا يجري حاليا، وسنرى ما سيحدث في اجتماع الجزائر. وأنا متفائل». ومن المقرر أن يعقد أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اجتماعا غير رسمي في الجزائر على هامش منتدى الطاقة الدولي الذي يعقد في الفترة بين 26 و28 الجاري، ومن المتوقع أن يسعوا خلاله إلى إحياء اتفاق عالمي على تثبيت مستويات الإنتاج. وقال الجبير «في نهاية المطاف سيتحكم العرض والطلب وقوى السوق في سعر النفط. قد يكون هناك بعض الترتيبات المتعلقة بذلك بين المنتجين، ولكن ليس على حساب السعودية. تخلينا عن سياسة الاضطلاع بدور المنتج المرجح منذ أكثر من 20 عاما». وأضاف «المقترحات التي طرحناها لم تنفذ في الاجتماع الماضي بالدوحة بسبب إصرار إيران على الحصول على شيك على بياض، وأعتقد الآن أن المنتجين الآخرين باتوا يرون أن الموقف السعودي هو الصائب». وفي الأسبوع الماضي قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن بلاده ثاني أكبر منتج في «أوبك» بعد السعودية ستدعم أي قرار لتجميد مستويات إنتاج النفط من أجل تعزيز الأسعار، وإن كان وزير النفط العراقي قال من قبل إن بلاده تريد زيادة الإنتاج. وقالت مصادر في أوبك وقطاع النفط لـ «رويترز» الشهر الماضي إن إيران أيضا تبعث إشارات إيجابية بأنها قد تدعم اتخاذ إجراء مشترك لتعزيز سوق النفط. الأسعار انخفض سعر برميل النفط الكويتي 2.33 دولار في تداولات أول من أمس، ليبلغ 40.26 دولار، مقابل 42.59 دولار للبرميل في تداولات الأربعاء. في المقابل، ارتفعت أسعار النفط العالمية في منتصف جلية أمس، بدعم من ضعف الدولار في الجلسة السابقة وتصريحات روسية تصب في صالح تثبيت مستويات الإنتاج. وزاد سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 23 سنتا إلى 45.68 دولار، بينما ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 19 سنتا إلى 43.35 دولار للبرميل. ورغم تصريحات بوتين ثمة شكوك متزايدة بين المتعاملين في أن يتفق منتجو النفط على تثبيت الإنتاج خلال اجتماع الشهر الجاري. وقال هانز فان كليف الخبير الاقتصادي المعني بشؤون النفط لدى «إيه.بي.إن أمرو» «السيناريو الأرجح هو أنه لن يكون هناك تجميد لنمو الإنتاج مهما كان». «ترك ستريم» أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن اعتقاده بأن مشروع خط أنابيب الغاز (ترك ستريم) سيتم تنفيذه في نهاية المطاف. وقال بوتين «أعتقد أننا سننفذه في نهاية المطاف، على الأقل المرحلة الأولى منه والمرتبطة بتوسيع قدرات النقل وزيادة الإمدادات إلى السوق المحلية التركية». وأضاف أنه ستكون هناك قدرة على إمداد أوروبا أيضا بالغاز لكن هذه الإمدادات ستتوقف على قرار المفوضية الأوروبية.
مشاركة :