القاهرة: وليد عبد الرحمن كشفت بعثة الآثار المصرية - الإسبانية المشتركة عن اكتشاف تابوت خشبي نادر يرجع لعصر الأسرة الـ17 بالبر الغربي في الأقصر (صعيد مصر)، وقالت مصادر آثارية لـ«الشرق الأوسط»، إن «طول التابوت متران، وعرضه 50 سم، وارتفاعه 42 سم، وغطاؤه مزخرف بنقوش وكتابات». وذكر وزير الدولة لشؤون الآثار، الدكتور محمد إبراهيم، أن التابوت لا يزال محتفظا بمومياء صاحبه حتى الآن، وهي بحالة جيدة من الحفظ، كما يحمل غطاؤه نقشا مكتوبا بالهيروغليفية بطول التابوت، يبين اسم صاحبه. وأوضح وزير الآثار أن أهمية التابوت المكتشف تكمن في أنه من التوابيت النادرة، المعروفة باسم التوابيت الريشية نظرا لما يحمله غطاؤها من زخارف على شكل ريش طائر، مشيرا إلى أن الكشف عن ألقاب ووظائف صاحب التابوت لا يزال يحتاج إلى المزيد من الدراسات، في حين تدلل المعاينة الأولية على أنه ربما كان من كبار رجال الدولة في هذا العصر. مضيفا أن «الكشف حققته البعثة الإسبانية بالتعاون مع (الآثار) أثناء إجراء الحفائر المنظمة التي تجريها في الجزء الشمالي من جبانة طيبة الأثرية، وتقع أسفل الفناء الأمامي لمقبرة جحوتي المشرف على خزائن الملكة حتشبسوت (1502 - 1482ق.م) من عصر الدولة الحديثة، وتحديدا بالطبقات الأرضية التي تعود عناصرها الأثرية إلى عصر الدولة الوسطى الفرعونية». من جانبه، قال عبد الحكيم كرار، مدير منطقة آثار الأقصر، إن أعمال الحفائر تمكنت من اكتشاف ثلاثة أبيار للدفن، ثبت أن اثنين من بينها جرت سرقتهما، أما الثالث فوجد في حالة سليمة وهو عبارة عن بئر تهبط لمسافة 4 أمتار تنتهي بغرفة في الناحية الجنوبية، كانت مغلقة بالطوب اللبن وعند إزالته وجد التابوت الخشبي بطول الغرفة. وأكد خوسيه جلان، رئيس البعثة الإسبانية، أن البعثة تجري حفائرها الأثرية بمنطقة زراع أبو النجا منذ 13 سنة، وكانت البعثة قد كشفت في العام الماضي عن تابوت خشبي لطفل صغير يبلغ خمس سنوات، يرجع إلى عصر الأسرة السابعة عشرة ومجموعة كبيرة من الأواني الفخارية، إلى جانب مجموعة من تماثيل «الأوشابتي» المصنوعة من الخشب والملفوفة بلفائف من الكتان وجدت بجوار تابوت الطفل. في سياق آخر، بحث الدكتور محمد إبراهيم، وزير الدولة لشؤون الآثار، آليات توقيع وثيقة تأمينية شاملة ضد الأخطار كافة، التي تلحق ببعض المتاحف الأثرية على مستوى محافظات مصر. وأكد أن هذه الخطوة تأتي في إطار خطة الوزارة، لإعداد منظومة تأمينية متكاملة لحماية مبني المتحف والمقتنيات الأثرية المعروضة بها. وأشار الدكتور إبراهيم إلى أنه طالب بتشكيل لجنة برئاسة رئيس قطاع المتاحف ورئيس قطاع التمويل بعضوية سمية بنيامين، رئيس الإدارة المركزية للشؤون المالية والإدارية، للوقوف على تفاصيل الوثيقة وإعداد بنود الاتفاق، الذي يتضمن توفير التأمين اللازم لحماية التراث الأثري. ويتعرض عدد من المتحف لأخطار كبيرة، وفي مقدمتها المتحف القبطي ومتحف الفن الإسلامي، ومتاحف النوبة وأسوان والأقصر، ومتحف التحنيط، ومتحف قصر المنيل، ومتحف المجوهرات الملكية، والمتحف القومي بالإسكندرية.
مشاركة :