رواية شعبية توارثتها الأجيال أيام تجارة القوافل تقول : أن أحد طرق القوافل الهامة كانت تعترضها ( رفصة ) والرفصة تطلق على المطلع الصعب والقصير الذي يعترض مسار الطريق ويمثل عائقاً تعجز القوافل عن تجاوزه بيسر وسهولة وكانت تلك الرفصة تدفع بأصحاب القوافل الى تغيير الجمل الذي يسير في المقدمة عسى أن يكون أحدها أقوى وأكثر جرأة لتجاوز تلك الرفصة وطالت المدة وتعددت المحاولات حتى جاء أحد رجال القوافل التي يتسم بالحكمة وحسن التدبير فاقترح ان تزال تلك الرفصة من الطريق حتى لو كلف ذلك الكثير من الجهد بدلاً من ضياع الوقت في تغيير الجمال ،وفعلاً تم إزالتها وانتهت المشكلة وسلكت الطريق. ولعل تلك القصة ذات الدلالة تذكرني بحال التعليم لدينا الذي أصبح من أكبر المعضلات التي تواجه الحركة التنموية في بلادنا من حيث ضعف المخرجات وتدني مستوى المهارات وعدم مواءمة المخرجات لمتطلبات السوق ،بالإضافة الى ضمور القيم والسلوكيات عند أفراد المجتمع ،بالرغم من المحاولات المتكررة التي يبذلها قادة البلاد رعاهم الله لإصلاح هذا النظام لما يمثله من أهمية بالغة في مختلف المجالات الحياتية ،ولكن بالرغم من تلك المحاولات والتجارب التي يطرحها كل وزير عند توليه مقاليد الوزارة إلا أن الحال لم يتغير بل ازداد سوءاً . ولعلي من خلال خبرة الطويلة في هذا الميدان أقول إن تعليمنا يستوجب الإسراع في تنفيذ الإجراءات التالية : -إعادة صياغة الأنظمة واللوائح التي يقوم عليها في تسيير كافة مدخلاته حيث إنه نظام متقادم جداً ولايتفق أبداً والعصر الذي نعيشه . -أن تُستبدل ببعض القيادات العاملة في الإدارات العليا والوسطى ، قيادات شابة قادمة من الخارج بعد أن تسلحت بأحدث المعارف والمهارات . -أن يعاد تأسيس البنية التحتية التي يتمثل الجزء الأكبر منها في المدارس وأن تتولى شركات كبرى بناء مدارس حديثه مجهزة بكافة التجهيزات. -أن يعاد النظر في مناهج وأساليب تأهيل المعلمين في كليات التربية وتكثف عمليات تدريبهم على يد مدربين من الخارج فواقع كليات التربية لدينا مخجل ومؤسف ولانتوقع أن تفرز لنا إلا الفشل . - أن تجتث بعض العقليات المتحجرة المتزمتة من الميدان التعليمي كونها تمثل عائقاً متقادماً يقف دوماً حجر عثرة في طريق البحث عن المسايرة العالمية . -أن تستعين الوزارة بهيئة استشارية عالمية تتضمن في عضويتها الكثير من خبراء التعليم وقياداته في مختلف المسارب التعليمية والتربوية العالمية والتي كان لها الأثر البالغ في تطوير التعليم ببلادها والإفادة من تلك الخبرات وجعل توصياتها قيد التنفيذ الفوري .
مشاركة :