مؤتمر الشيشان وطاقية قاديروف! | شريف قنديل

  • 9/3/2016
  • 00:00
  • 51
  • 0
  • 0
news-picture

منعاً للخلط أو الإساءة أو الخطأ لن أتحدث هنا عن العلماء الذين ذهبوا للشيشان متكبِّدين المشاق ليُحدِّدوا لنا مَن هُم أهل السنة والجماعة. كما لن أتحدث عن الذين ذهبوا والذين أفتوا والذين دعوا والذين موَّلوا. والأهم من ذلك أن الزاوية خاصة بالشأن السياسي وليس شيئاً آخر، ثم إن هيئة كبار العلماء شخَّصت بل حسمت الأمر وهي تقرر في بيان موجز أن «كل من أوجب فتنة أو أورث فرقة فليس من الدين في شيء وليس من نهج السنة في شيء». غير أنني شاهدتُ حديثاً تعقيبياً على المؤتمر أجراه «خيرى رمضان» مع «رمضان قاديروف» رئيس الشيشان، ومن خيري لرمضان يا قلب لا تحزن! والحق إن مقدمة المذيع قبل حديث الضيف كفتني أو أنقذتني من الخطأ أو الشطط حيث تقول المقدمة: إن الرجل وهب حياته للدفاع عن روسيا ومواقف روسيا.. وأن الرجل شارك في العديد من أفلام الأكشن في هوليود!! في ضوء هاتين الحقيقتين مضى الحديث الذي أكد فيه الرئيس الشيشاني أن: «الطاقية السوداء التي يضعها على رأسه وليس جسده ولا شخصه كافية وحدها للقضاء على تنظيم داعش خلال شهرين فقط».. وأن روسيا التزمت القوانين الدولية وهي تقضي على التطرف في سوريا.. وأن حكومة روسيا تدافع عن الإسلام والمسلمين. لقد تمنيت عقب مشاهدة حوار الرئيس الشيشاني أن يطلب العلماء الذين حضروا المؤتمر أو يناشدوا راعي المؤتمر أن يمنح الأمة والعالم «طاقيته» التي أكد أنها كفيلة بالقضاء على داعش في شهرين. ويقيناً لو أنهم فعلوا، ولو أنها كذلك، لحقق المؤتمر ما لم تحققه كل المؤتمرات. لقد تعلل الرجل بعدم الذهاب لسوريا للقضاء على داعش في أقل من شهرين بظروف قيادته للدولة، فضلاً عن الأسرة، وهنا كان على المشاركين في المؤتمر إصدار فتوى أو رخصة تجيز له السفر بدلاً من تلك الوثيقة المريبة. لقد أكد الرجل الذي جدد التزامه بالعهد «على يد المشايخ»، والذي يُصلِّي على النبي آلاف المرات، ويستعمل المسبحة الإلكترونية ليعرف عدد الأذكار، أنه خادم للإسلام والمسلمين؛ وفي ظني وظن كثيرين أن أعظم خدمة تُقدّم للإسلام والمسلمين الآن، هي نزع أو محو غطاء داعش.. ومن ثم فقد فشل المؤتمر حتى في استعارة الطاقية، وليس فقط في حسم القضية. أما مسألة تحديد من هم أهل السنة والجماعة، فلدينا هيئة عتيدة لكبار العلماء في مكة المكرمة بالقرب من بيت الله الحرام -وليس من الكرملين- تُحدِّد -بل حددت- لنا وللأجيال القادمة مِن بعدنا، من هم أهل السنة والجماعة. لقد فرَّق بيان الهيئة بين «مَن يُوجبون الفتنة ويُورِّثون الفرقة»، وهؤلاء ليسوا من الدين في شيء.. وبين مَن يسعون لـ»بناء الصف وتوثيق اللحمة وتقرير الإنصاف في العدل وفي القول وفي الحكم». sherif.kandil@al-madina.com

مشاركة :