بوتين يكشف عن اتفاق روسي أمريكي وشيك بخصوص سوريا

  • 9/3/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا والولايات المتحدة يمكن ان تتوصلا الى اتفاق تعاون بخصوص سوريا قريبا. في وقت بدأت فيه الجمعة عملية اجلاء اكثر من 300 من اهالي مدينة داريا السورية، الذين نزحوا الى معضمية الشام المجاورة، تمهيدا لنقلهم الى مراكز اقامة مؤقتة في ريف دمشق، وفق ما افاد مصور لوكالة فرانس برس. فيما أحرزت قوات المعارضة مزيدا من التقدم في ريف حماة، حيث خسرت قوات الأسد خطوط الدفاع عن قمحانة ومحردة ومطار حماة العسكري، وبات في وضع لا يمكنها من صد هجمات المعارضة، واستهدفت المعارضة كذلك تمركزات لقوات النظام في بلدة معان، وأعطبت دبابات للنظام، كما سيطرت على بلدة معربس وسعت إلى توسيع نطاق سيطرتها في محيطها، حسب المرصد السوري الذي أشار إلى أن «قوات النظام» تشن قصفا في محاولة لوقف تقدم الفصائل التي سيطرت على مناطق عدة. بينما اعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن جرائم نظام الأسد تحدث نتيجة العجز الدولي الذي بات كضوء أخضر للنظام للاستمرار في القتل، مديناً جرائمه الشنيعة بحق المدنيين العزل، بعد ارتفاع حصيلة استشهاد المدنيين الى نحو 108 أشخاص في عموم سورية يوم أمس الأول، بينهم 19 طفلاً و13 سيدة، ومنهم نحو 50 شهيداً في بلدة صوران بريف حماة كانت قد قصفتهم طائرات النظام على طريق نزوحهم بعد محاولاتهم النجاة من جحيم القصف على منازلهم في البلدة. حل روسي أمريكي وجاء اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة في مقابلة مع وكالة «بلومبرغ»، وبحسب تصريحات نشرها الكرملين على هامش منتدى الشرق الاقتصادي في فلاديفوستوك (اقصى شرق روسيا)، «نتقدم شيئا فشيئا في الاتجاه الصحيح ولا استبعد ان نتفق قريبا على امر ما ونعلنه للمجموعة الدولية». واضاف بوتين «لا يزال من المبكر الحديث عن ذلك لكنني اعتقد اننا نتحرك ونمضي في الاتجاه المرغوب به» مشيدا «بصبر» و«مثابرة» وزير الخارجية الامريكي جون كيري. واضاف بوتين «المحادثات صعبة جدا». وقال «احدى المشاكل الرئيسة هي اننا نصر، وشركاؤنا الامريكيون لا يعترضون على هذا الامر، على ان يتم فصل القسم المسمى معتدلا من المعارضة عن المجموعات الجهادية الاخرى والمنظمات الارهابية مثل جبهة النصرة». «مجلس حماة الحرة» يطلق نداء استغاثة وقال الائتلاف الوطني في بيان له إن «هذه الجريمة تكشف من جديد أن قتل المدنيين يأتي على رأس أهداف نظام الأسد ومخططاته». وأطلق «مجلس حماة الحرة» نداء استغاثة يطالب فيه بالدعم اللازم لاستيعاب عشرات آلاف النازحين ومعلناً تشكيل غرفة طوارئ لإغاثتهم. ولفت الائتلاف الوطني إلى أن «جرائم القتل التي ترتكب بحق أبناء سوريا لم تكن لتقع لولا عجز المجتمع الدولي الذي تحول إلى ضوء أخضر يفتح أمام نظام الإجرام طريقاً عريضاً للاستمرار في القتل والتهجير». وأضاف الائتلاف الوطني إنه «يدين هذه الجرائم التي تأتي في سياق مشروع متكامل، بات مكشوفاً لكل ذي بصيرة، يهدف لتفريغ مناطق محددة من ساكنيها عبر القصف الهمجي». وطالب حكومات الدول الشقيقة والصديقة باتخاذ مواقف وإجراءات عملية تضمن وقف المذبحة الدموية، التي يرتكبها نظام الأسد في سوريا، داعياً هذه الحكومات لتحمل مسؤولياتها بعد أن ثبت بالتجربة المريرة المصبوغة بدماء مئات آلاف السوريين أن الأمم المتحدة غير قادرة على حفظ السلام والأمن. وأشار الائتلاف الوطني إلى أن الأمم المتحدة ربما تكون قد تغاضت عن اتفاقات، فرضها الاحتلال والنظام الخاضع له، تتناقض مع مبادئ حقوق الإنسان، وتخالف ما صدر عنها بالذات من قرارات. إجلاء جديد لسكان داريا ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن اعلام النظام تحدث عن خروج عشرات العائلات استكمالا لتنفيذ اتفاق داريا، الذي توصل اليه مع الفصائل المقاتلة وتم بموجبه السبت الماضي اخلاء داريا بالكامل من المدنيين والمقاتلين على حد سواء. وقال مصور فرانس برس ان عشرات الاشخاص معظمهم من النساء والاطفال بدأوا صباحا الخروج سيرا على الاقدام من معضمية الشام حاملين امتعتهم باتجاه مدخل المدينة، حيث كانت ثماني حافلات تنتظرهم تمهيدا لنقلهم الى مراكز ايواء مؤقتة في ريف دمشق. وتولى عناصر من جيش النظام تفتيش الحقائب والتحقق من ورود اسماء الاهالي في لوائح رسمية. وقالت هويدا اثناء وصولها مع اولادها السبعة الى نقطة تجمع الحافلات باقتضاب لفرانس برس «نزحنا منذ نحو ثلاث سنوات من داريا الى المعضمية ومن المقرر ان نتوجه الى منطقة الكسوة» حيث تقع بلدة حرجلة التي تضم مراكز ايواء مؤقتة لاهالي داريا. واضافت «نأمل ان نرتاح هناك اكثر من هنا». وافادت وسائل اعلام النظام بـ«بدء اخراج 303 اشخاص من اهالي داريا عند مدخل المعضمية تمهيدا لنقلهم الى مركز الاقامة المؤقتة فى حرجلة». وقالت ان الخارجين يتوزعون بين 162 طفلا و79 امرأة و62 رجلا، ويأتي خروجهم لاستكمال بنود الاتفاق. وتوصل النظام والفصائل المقاتلة في مدينة داريا في ريف دمشق في 24 اغسطس الى اتفاق يقضي بخروج 700 مسلح من المدينة الى مدينة ادلب (شمال غرب) واربعة الاف مدني الى مراكز الايواء. وفي اليوم اللاحق، اخلى جيش النظام المدينة بالكامل تطبيقا لبنود الاتفاق. وتحظى داريا برمزية خاصة لدى المعارضة السورية، اذ كانت في طليعة حركة الاحتجاج ضد نظام بشار الاسد في مارس 2011. وتعد من اولى المناطق التي حاصرها النظام في العام 2012. وتسيطر الفصائل المعارضة على مدينة معضمية الشام، التي تحاصرها قوات النظام منذ مطلع العام 2013. وانتقد الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس «إستراتيجية» إخلاء مدن محاصرة في سوريا على غرار داريا. وقال للصحافيين في جنيف «هل ينبغي ان نتجاهل واقع ان هناك في الوقت الراهن استراتيجية واضحة لتطبيق ما حدث في داريا في الوعر (حمص) ومعضمية الشام؟». ونددت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة في المعارضة السورية في بيان باتفاقات تهدئة محلية، معتبرة أنها «تؤدي إلى تطهير سياسي وأثني». سوريون بالقرب من مبانٍ متضررة في داريا في طريقهم للمغادرة

مشاركة :