أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقرار وزير الدفاع المصري المشير عبدالفتاح السيسي الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية، وتمنى له النجاح خلال لقائهما أمس بالعاصمة الروسية موسكو. ونقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية للأنباء عن بوتين قوله "أعلم أنك اتخذت قرارا بالترشح لرئاسة مصر، وهذا قرار مسؤول بأن تتولى هذه المهمة من أجل مستقبل الشعب المصري، وأتمنى لك بالنيابة عن نفسي وعن الشعب الروسي النجاح في هذه المهمة". ووجه بوتين حديثه للسيسي قائلا: "استقرار الشرق الأوسط يعتمد على استقرار مصر، وأعتقد أنك بخبرتك قادر على حشد جميع المؤيدين، وتوحيد جميع فئات المجتمع المصري، وروسيا ستسعى من جانبها لرفع حجم التبادل التجاري مع مصر من نحو 3 إلى 5 مليارات دولار سنويا". وكانت أنباء قد ترددت أول من أمس مؤكدة إبرام صفقة تبيع بمقتضاها موسكو لمصر معدات عسكرية تتراوح قيمتها ما بين مليارين إلى 4 مليارات دولار. إلى ذلك، نقلت الوكالة عن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، قوله إنه ناقش مع السيسي مشروعات لتوسيع تبادل الوفود، وإجراء مناورات مشتركة، وتدريب رجال القوات المسلحة المصرية في جامعات وزارة الدفاع الروسية، وأن السيسي رد قائلا: "زيارة روسيا تمنح بداية جديدة لتطوير التعاون العسكري بين البلدين، الذي كان دائما مؤسسا على المصالح المتبادلة"، مضيفا أن "العالم يمر بوقت صعب وعلى الأخص ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من اضطراب، ونحن نواجه تحديات متعددة في مصر، والإرهاب أكثرها خطورة، ونحن نبذل أقصى الجهود للسيطرة على الموقف". من جانبه، قال وزير الخارجية السفير نبيل فهمي، إنه بحث مع نظيره الروسي سيرجي لافروف العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة في المجالات العسكرية والاقتصادية والثقافية، مضيفا في مؤتمر صحفي "تم بحث القضايا الإقليمية وبينها الأزمة السورية، والمسار الفلسطيني، وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، إضافة لقضية الإرهاب، وتناول النقاش العلاقات الثنائية وتنمية العلاقات الاقتصادية، في إطار انعقاد اللجنة الثنائية بين البلدين الشهر المقبل". في المقابل، أعرب لافروف عن أمله في زيادة التعاون التجاري وزيادة العلاقات العسكرية بين البلدين، وأعرب عن دعم بلاده "الكامل لمصر بعد ثورة 30 يونيو 2013"، مضيفا "الهدف الرئيس للاجتماع هو مكافحة الإرهاب"، مشيرا إلى أن بلاده تسعى لمحاربته بكافة الطرق. من جهته، قال مدير الشؤون المعنوية الأسبق اللواء أركان حرب سمير فرج في تصريحات إلى"الوطن"، "صفقة الأسلحة التي تم الاتفاق عليها بين مصر وروسيا هي الأكبر منذ حرب 73، إذ تبلغ ملياري دولار، والأسلحة المتفق عليها هي الأحدث في الترسانة العسكرية الروسية"، وأضاف "المؤسسة العسكرية تعمل على توفير قطع الغيار للأسلحة الروسية في الجيش المصري، وأغلب إنتاج المصانع الحربية المصرية من الأسلحة الروسية التي تحتاج إلى الحصول على برامج التطوير الخاص بها". وتابع "أهمية زيارة السيسي تكمن في إنهاء الأمور العالقة في صفقة الأسلحة، التي توقفت عندها المحادثات المبدئية بين الجانبين، إضافة إلى تحقيق مطالب المؤسسة العسكرية، التي كانت تحلم بتنوع مصادر الأسلحة وهو الأمر الذي يحسب للسيسي في تلك المرحلة". وبدوره، قال الأمين العام لحزب التجمع مجدي شرابية، في تصريحات إلى "الوطن"، "صفقة الأسلحة الروسية ستعيد التنوع إلى أسلحتنا مرة أخرى، خاصة وأن مصر تعاني من تأخر في السلاح مقارنة بإسرائيل، وذلك في ظل إصرار الولايات المتحدة على منح إسرائيل الأسلحة المتقدمة، التي تتفوق على الأسلحة التي توردها لنا واشنطن بجيلين أو أكثر، ولكن الوضع سيكون مختلفا بعودة علاقتنا مع روسيا التي ستساوينا في التسليح مع إسرائيل". من جهة أخرى، قال الملحق الصحفي للسفارة الأميركية بالقاهرة مفيد ديك، إن السفارة على تواصل مستمر بالسلطات المصرية لكشف ملابسات القبض على أحمد عليبة، أحد موظفي السفارة المحليين، الذي تم القبض عليه يوم 25 يناير الماضي. وقال: "حتى الآن لم نتوصل إلى طبيعة الاتهام الذي تم القبض على الموظف بسببه، وحسبما وصلنا حتى الآن، فلا يوجد اتهام واضح موجه له، وعليبة يعمل كملحق صحفي مثل العديد من الموظفين المحليين الذين تستعين بهم السفارات الأجنبية في مصر، أو مثل الموظفين الأميركيين في سفارة مصر بواشنطن". ورفض ديك التطرق إلى ما نشرته بعض وسائل الإعلام الغربية، بأنه كان مسؤول ملف الإسلام السياسي بالسفارة الأميركية، أو أنه كان حلقة الوصل بين السفارة وجماعة الإخوان المسلمين.
مشاركة :