التفوق الوهمي

  • 9/3/2016
  • 00:00
  • 57
  • 0
  • 0
news-picture

يلاحظ في المسابقات الرياضية لجوء بعض الدول الى الاستعانة بلاعبين أجانب ومنحهم الجنسية من أجل تحقيق الانجازات الرياضية وخاصة الميداليات في الألعاب الأولمبية. هل تساهم هذه السياسة في تطوير الرياضة أم هي حل مؤقت؟ وهل تختلف هذه السياسة عن سياسة استقطاب العلماء ومنحهم الجنسية؟ الآراء تختلف حول هذه القضية. لكن الأمر الواضح أن الاستعانة باللاعب الأجنبي قد يحقق انجازا مرة أو مرتين أو أكثر لكنه ما لم يكن جزءا من استراتيجية وخطط للتطوير الشامل تتضمن اكتشاف المواهب ورعايتها مبكرا بالإعداد والتدريب والمشاركات، إن لم تكن كذلك فهي مجرد حل مؤقت وبهرجة إعلامية. أما الاستعانة بالعلماء والخبراء في المجالات المختلفة واستثمار وجودهم من خلال برامج التعليم والتدريب ومراكز البحوث، فهذه سياسة تخدم الدول التي تملك استراتيجية واضحة للتنمية بشكل عام، وتنمية الموارد البشرية بشكل خاص. إن استقطاب الكفاءات بشكل عام هو عمل ايجابي إذا كان يساهم في الاثراء العلمي والمهني، ولكنه إجراء خاطئ إذا كان يعطل القدرات الوطنية ويكرس الاتكالية، وعقدة الأجنبي في الدول النامية. الاستقطاب يجب ألا يكون من أجل حلول مؤقتة. وهذا يقال عن الرياضة وغير الرياضة. إن أبرز العلماء، وأمهر الرياضيين لن يقدموا عملا للمستقبل بدون وجود البيئة المناسبة المحفزة على الابداع والتفوق. رأي آخر يقول إن الدول المتقدمة صارت تستعين باللاعبين المجنسين حتى في كرة القدم، وهذا يعني أن سياسة الاستعانة بالمجنسين لا تختص بدول معينة. بل إن دولا متقدمة حققت بطولات عالمية بقدرات لاعبين مجنسين من دول نامية! هل هذا يعني أن الجميع يبحثون عن الحلول السريعة، والتفوق حتى ولو بصفة مؤقتة؟ من يرد الإجابة يجدها في تاريخ المسابقات الرياضية الدولية، وفي تاريخ الألعاب الأولمبية. أما التقدم في العلوم والصناعات والأبحاث فهو سر التفوق في كل مجال. Yousef_algoblan@hotmail.com

مشاركة :