اللغط الذي صاحب اجتماع مجلس الادارة والجمعية العمومية لنادي الطائف الأدبي بشأن مناقشة التقرير المالي للعام المنصرم يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن الانتخابات على الرغُم من قناعتي بها من حيث المبدأ إلا أنها لم تأت بالأكفاء على الإطلاق لتسنُم دفة المشهد الثقافي إلا في النُزر اليسير من الأندية ؛ ولعل هذا يعود بالدرجة الأولى كما ذكرت في بعض الأطروحات السابقة حول هذا الموضوع إلى أن الانتخابات لُعبة لا يُتقنها المثقفون ؛ لذلك لُعبت في عُتمة الليل وجاءت بأشخاص ليس لهم حضور يشفع تواجدهم والأدهى والأمّر بأنهم يقودون الأندية فيمارسون أدواراً يفتقدون لأبسط مقوماتها ، الأمر الذي أدى إلى تقهقر الفعل الثقافي في الكثير من الأندية وجعلها تؤدي الحد الأدنى لمتطلباته . لا يخفى على الجميع أن مُجرد الاختلاف حول أوجه صرف الميزانية في معقل من معاقل الثقافة إذا ما أخذنا في الاعتبار بأن العمل التطوعي في المشهد الثقافي هو الأصل لسبب بسيط هو أن الثقافة هَمٌّ ذاتي لخدمة المُجتمع والارتقاء بنمط التفكير وإشاعة التنوير بين أفراده ، أما إذا انشغل المشتغلون بالثقافة والأدب وتنازعوا أمرهم بينهم حول الأمور المادية فأُجُزِم بأنهم أبعد ما يكون عن روح الثقافة وتجسيدها كمكون إنساني يرتقي بالذوق ويعمل على الرفع من مستوى الوعي الجمعي . الانحياز لمواد اللائحة المُتجمدة عند الرد على استفسارات أعضاء الجمعية العمومية حول أوجه صرف الميزانية والتذرع بأن أسئلتهم لا يوجد مُستند رسمي يدعمها يعكس إقصائية في موقع يُفترض أن تكون لغة الحوار في أرقى درجاتها ، كما أن الشفافية مطلب حتمي بين الجمعية العمومية بصفتها الرقابية وبين مجلس الإدارة بصفته التنفيذية ولكن الخلاف الذي حدث بين طرفي المعادلة في المشهد الثقافي الطائفي في اجتماعهم الأخير يحمل دلالات غير صحية في التعاطي مع كل ما يخدم الثقافة ؛ فالمفترض أن يكون مجلس الإدارة أكثر احترافية في التعامل مع مثل هذه المواقف ، بحيث لا يترك مجالاً للشكوك حول أدائه المالي ، أما الأداء الثقافي فهو وللأسف لم يخرج عن الفعاليات الروتينية التي لفظها الزمن ، وغُيبت الملتقيات والتظاهرات التي تعكس حراكاً فكرياً نوعياً ، وما حفل تسليم جائزة سيد البيد إلا شاهداً على إنزواء النادي عن قادة الفكر والثقافة الذين يجب أن يكونوا موجودين في تكريم قامة شعرية أعادت للشعر السعودي هيبته ، وصنعت مجداً لا يختلف عليه نقاد المشرق والمغرب . د . محمد الثبيتي @dmohammadalthob [emailprotected] رابط الخبر بصحيفة الوئام: أدبي الطائف : مُتخلِّف ثقافياً مُخْتَلِف مالياً
مشاركة :