الاعتزال المفاجئ... هل هو موضة تجتاح الوسط الفني بين الوقت والآخر، أم رغبة حقيقية تنتاب بعض الفنانين، وتدفعم إلى اتخاذ القرار الصعب؟ سؤال قديم، لكنه يتجدد على ألسنة النقاد والمتابعين للساحة الفنية هذه الأيام، خصوصاً بعدما باغت عدد من الفنانين، خلال الفترة الماضية، الوسط الفني والجمهور على السواء، بإعلانهم اتخاذهم قرارات بالاعتزال، ومن دون أن يصرحوا بأسباب واضحة لذلك، على عكس سنوات سابقة، كان يبرر فيها الفنان المعتزل أو الفنانة المعتزلة لجمهوره قرار الابتعاد عن الساحة، إذ كانت الأسباب تتراوح عادةً بين الحجاب والمرض والانشغال بالعلاقات الشخصية أو عدم توافر جديد يقدمه الفنان لجمهوره. غير أن إقدام عدد من النجوم على الاعتزال أخيراً أثار دهشة النقاد وغضب الجمهور أيضاً، ما حداهم على أن يصفوا الأمر أحياناً بأنه مجرد «موضة»، وأخرى بأنه رغبة في استعطاف الجمهور، أو جذب انتباهه. وكان من بين الفنانين الذين أعلنوا اعتزالهم المطربة شيرين عبدالوهاب، والمطربة ساندي، والفنانة دوللي شاهين، والغريب أنهن وغيرهن صرحن بقراراتهن الاعتزالية عبر «السوشيال ميديا». الناقدة الفنية المصرية ماجدة موريس علقت على الظاهرة بقولها «إن اعتزال بعض الفنانين من دون أسباب واضحة يؤكد محاولاتهم لفت انتباه الجمهور وجذب الأضواء إليهم من جديد»، مضيفةً: «هذه الفكره تقلل من شعبيتهم لدى الجمهور على عكس ما يهدفون إليه من وراء نشر أخبار اعتزالهم». وتابعت «أن قرارات الاعتزال تشير إلى عدم القدرة على مواصلة الفنانين لمشوارهم الفني وتحقيق نجاح جديد، ولذلك من الأفضل أن يركزوا على كيفية التجديد والوصول إلى الجمهور بشكل مميز ومغاير»، مؤكدةً «أن اصحاب المواهب الحقيقية مستمرون في مجالاتهم وناجحون بفضل موهبتهم الحقيقية التي استطاعت أن تحجز لهم مكانة في قلوب الجمهور». ويرى الناقد المصري محمود قاسم أنه «ربما تكون قرارات الاعتزال لأسباب مقنعة، ولكن عدم الكشف عنها للجمهور يضع الفنانين في دائرة الاتهام بأنهم يهدفون إلى إثارة الانتباه حولهم، وخاصة الفنانين الذين تراجعوا عن قرارات اعتزالهم، وعادوا ليستأنفوا مشوارهم الفني مرة أخرى». ويؤكد «أن فنانين كُثراً لجأوا في الفترة الماضية إلى قرارات الاعتزال كنوع من مسايرة الموضة، ولكنها مع الأسف أصبحت موضة سلبية تقلل من نسبة نجاحهم ورصيدهم الفني خلال مسيرتهم»! في الإطار نفسه، قال الناقد الفني طارق الشناوي «إن انتشار أخبار اعتزال الفنانين خلال الفترة الحالية، صار أمراً مفهوماً للجمهور الذي بدأ يعي الهدف الذي يرغب الفنانون في تحقيقه من وراء جذب الانتباه إليهم، حيث يلجأ إليها الفنانون بعد الشعور بتراجع قدرتهم على تحقيق مزيد من النجاح، أو عدم تقديم ما يطلبه منهم الجمهور، أو ما يتماشي مع الذوق السائد حالياً». وأضاف لـ «الراي» أن «البعض ربما يلجأون إلى هذه الموضة رغبة في قياس مدى شعبيتهم لدى الجمهور، ودرجة تمسكه بهم، وربما بهدف محاولة إثارة تعاطفه، وخاصة قرارات الاعتزال التي تُعلَن بشكل غير رسمي، أي من خلال المواقع الإعلامية، والدليل على ذلك هو عدول عدد كبير من الفنانين عن اعتزالهم خلال الفترات الماضية، وللأسف وسائل الإعلام لها دور كبير في الترويج لهذه الأخبار قبل التحقق منها».
مشاركة :