لبنان لا وطن لا رئيس لا حكومة !

  • 9/4/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أصدرَ جون بولوك كتابه ( موت بلد ) في ١٩٧٧/٤/٢٨م عن الحربِ الأهليةِ اللُبنانيةِ ، ومنذُ ذلك الوقت يعيش لبنان حالةً من الموت السريري ولا سيَّما بعد انخراط (حزب اللات !) الإرهابي الفارسي في إبادة الشعب السوري وتدمير سورية ، فتعطيل الحياة السياسية والدستورية بدءاً من عدم انتخاب رئيس للجمهورية وعم تشكيل حكومة جعلت لبنان يدخل العناية المركزة في كل مرافقه السياحية والاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية ، فلبنان اليوم يعاني تدنياً حاداً في موسم الاصطياف الذي يؤدي إلى غياب الاستثمارات والحركة الإقتصادية والمالية التي كانت تشكل ركيزة كبيرة في الاقتصاد اللبناني على مرّ السنوات الماضية ، انعكاسات تورط (حزب اللات) الإرهابي الفارسي في إبادة الشعب السوري وتدمير سورية لم تنعكس سلباً على الداخل اللبناني فحسب، بل كانت لأضرارها الخارجية انعكاسات كبيرة تأتي في أولوياتها علاقته بأشقائه العرب وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، فإلى متى سيبقى لبنان في موتٍ سريري ؟ وكيف يمكن أن يستعيد دوره الريادي المحلي والعربي ؟ ووفقاً لوجهةِ نظرِ رئيس هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية ـ السعودية إيلي رزق فإن ذلك لن يتحقق إلا بعودة (حزب اللات) الى لبنان الوطن - كحزب سياسي لا ديني أو إرهابي عسكري - وابتعاده عن الهيمنةِ الفارسية الشيعية الإيرانية . ولا تزال هناك بعض القوى السياسية في لبنان تمعن في تكبيد البلاد المزيد من الخسائر على كل الأصعِدةِ ، وتُؤدِّي بلنان إلى أن يخسر علاقاته السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والمالية والأمنية ليس فقط مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي بل مع كل الدول العربية والمجتمع الدولي حتى أضحت كل الدول والحكومات تصف لبنان عندما تأتي على ذكره بـ (الدولة الفاشلة) نتيجة تقاعس القوى السياسية وغياب الولاء الوطني لإعلاء مصلحة لبنان أولاً ولإعطاء الدور الحقيقي له، وتغييبه عن كل المصالح الآنية الأخرى والتي تمعن بتدخلاتها الخارجية في الشؤون الداخلية لدولٍ عربية وخليجية وتساهم في زعزعة الاستقرار في تلك الدول أما اليوم، فعلى الجميع أن يعي أن لبنان لن يكون أبداً أكبر قوة عسكرية أو سياسية في المنطقة ولكن بإمكان لبنان أن يكون أكبر قوة اقتصادية ومالية وتجارية في المنطقة ويفيد الخريجين اللبنانيين الذين يناهز عددهم 35 ألف خريج سنوياً، وهو يحقق نمواً حتى في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة، لكننا نرى لبنان اليوم بكافة مؤسساته الدستورية رهينة لدى (حزب اللات) حيث إن أهم استحقاق دستوري مثل انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة بيد (حزب اللات) ، ونعي أنه في السياسة اللبنانية فلدى كل القوى السياسية الحق في تبني أو تقديم أي مرشح تريده، ولكن ليس لديها الحق أبداً في إقناعه بعدم النزول الى مجلس النواب وعدم التغيّب عن جلسات انتخاب الرئيس و إكمال النصاب البرلماني . ولن يعودَ موسم السياحة في لبنان، إلى سابقِ عَهدِهِ إلا بِتَخَلِّي (حزب اللات) وابتعاده عن الإرهاب والطائفية وانخراطه في العمل السياسي وتخلصه من الهيمنة الفارسية الإيرانية ، كما أنَّ العلاقات اللبنانية ـ السعودية لم تَعُد إلى سابق عهدها والمسؤولية تقع على كافة القوى السياسية اللبنانية لِعَدم جدِّيتها في التعامل مع هذا الملف في ظل الرؤية الجديدة لقيادة المملكة العربية السعودية الحكيمة والواعية التي تسعى جاهِدةً للإنتقال بالمملكة الى نظام متطور يتناسب مع متطلبات القرن الواحد والعشرين فعلى لبنان أن تَكون لديه قيادات تعي هذا التغيير النوعي وتتعامل معه بكل إيجابية، حيث إن هناك تحديات كبرى تواجه المملكة العربية السعودية تتمثل في مواجهة مشروع التوسع والتمدد الفارسيين الإيرانيين في المنطقة، وتدخل الميليشيات المسلحة ل (حزب اللات) الإرهابي الفارسي في تنفيذ عمليات إرهابية ابتداء من الأراضي اليمنية ضد الأراضي السعودية أو البحرينية أو الكويتية أو غيرها من دول الخليج العربي ، وعلى جميع القوى السياسية الوطنية اللبنانية أن تقف متحدةً في مواجهة استماتةِ (حزب اللات) الإرهابي الفارسي في الاستفراد بالقرار اللبناني وتغيير صورة لبنان الحقيقية من العربية إلى الفارسية . لقد أرسى اتفاق الطائف دعائم تؤكِّدُ أن الوطن شراكة للجميع، والشراكة تعني مشاركة الجميع في القرار لا أن يستفرد (حزب اللات) بالقرار مُستَغِلاً دجل مقاومته العبثية التي جلبت الخراب والويلات على لبنان وألبسته ثوب الحِداد مِراراً ، أو عبر تدخلاته السافرة في المستنقع السوري والتي لم تأت على لبنان إلا بالويلات والمصائب، حيث فتحت الساحات اللبنانية على صراعات مع منظمات لم نسمع بها من قبل، وأصبحت الساحة اللبنانية - التي تعاني من وجود أكثر من مليوني نازح سوري على أرضيها - تُربةً خِصبةً لحرب أهلية جديدة لن يكون وقودها هذه المرة منظمة التحرير (الفلسطينية !) وإنما الشعب السوري ، ولكن الشعب اللبناني بكل مُكوناته وأطيافه المسيحية والدرزية والمسلمة يؤمن بأن ما بين المملكة العربية السعودية ولبنان وما جمعه الله لن يفرقه (حزب اللات) الإرهابي الفارسي ، والشعب اللبناني يَخاف الله ولا يخاف (حزب اللات) الإرهابي الفارسي . عبدالله الهدلق

مشاركة :