على مدار يومين متتاليين تنطلق اليوم أعمال قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو الصينية تحت عنوان نحو اقتصاد عالمي ابتكاري ونشط ومترابط. وتأسست المجموعة في 1999 بسبب الأزمات المالية في حقبة تسعينيات القرن الماضي، ويمثل هذا المنتدى ثلثي التجارة في العالم. وتضم المجموعة 20 عضواً هم: الصين والهند وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية من قارة آسيا، وجنوب إفريقيا من إفريقيا، والأرجنتين والبرازيل من أمريكا الجنوبية، وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا من أوروبا، إضافة إلى روسيا وتركيا من خارج الاتحاد الأوروبي، ومن أمريكا الشمالية الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، وأخيراً أستراليا. وسوف تكون هذه القمة فريدة من نوعها لأنها ستكون المرة الأولى التي يجتمع فيها الكثير من قادة العالم على التراب الصيني. ويقول قادة العالم، في أول قمة لمجموعة العشرين تعقد في الصين، إنهم يريدون التركيز في الأساس على سبل دفع الاقتصاد العالمي المتباطئ. غير أن الأزمات تلقي بظلالها على الاجتماع الذي تعقده الدول الصناعية والنامية اليوم وغدا في هانغتشو. الصين محرك النمو رغم تباطؤ النمو الاقتصادي، أعرب الرئيس الصيني شي جينبيج عن اعتقاده بأن بلاده مازالت محركا للاقتصاد العالمي. وقال شي أمام كبار رجال الأعمال عشية قمة مجموعة العشرين في مدينة هانغتشو بشرق البلاد الصين واثقة في قدرتها على الحفاظ على النمو عند سرعة من متوسطة إلى سريعة لتوفير الكثير من الفرص للتنمية في العالم. وأضاف شي أن الصين يجب أن تواصل مسارها من التنمية وإجراء الإصلاحات الضرورية التي تجعل القطاعات الاقتصادية التي تعاني التضخم أكثر تنافسية ووضع المزيد من التأكيد على العلم والابتكار. وخلال القمة التي تستمر يومين، سوف يبحث قادة الدول الصناعية والناشئة عن طرق لتعزيز الاقتصاد العالمي وسط غموض يحيط ببعض القضايا مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأزمة اللاجئين. وبعد عقود من النمو بوتيرة سريعة للغاية، حقق الاقتصاد الصيني نمواً بواقع 9ر6 بالمئة في عام 2015، وهو أبطأ معدل نمو خلال أكثر من ربع قرن. وتبلغ نسبة النمو المستهدف لإجمالي الناتج المحلي الحكومي لعام 2016، من 5ر6 إلى 7 بالمئة وهو ما يتوافق مع توقعات خبراء الاقتصاد. التقى شي رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي أمس وتعهدا بتحسين التعاون الثنائي. خروج بريطانيا تعد قمة مجموعة العشرين أول فعالية كبيرة على الساحة الدولية لرئيسة الوزراء البريطانية الجديدة تيريزا ماي. ويساور أعضاء المجموعة القلق لأن الغموض الذي يحيط بخروج بريطانيا المقرر من الاتحاد الأوروبي، يمكن أن يعرقل التعافي الاقتصادي العالمي. ولم تعلن ماي بعد عن خطط ملموسة لحقبة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. الاقتصاد العالمي تسعى مجموعة العشرين لإجراء إصلاحات هيكلية ووضع سياسات مالية ونقدية للمساعدة على تحريك الاقتصاد العالمي. يشار إلى أن الاقتصاد الصيني الذي يقوده التصدير متضرر على نحو خاص جراء الاقتصاد المتباطئ. كما أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم يجد صعوبة في بدء إصلاحات اقتصادية ضرورية. هانغتشو تخلو من ساكنيها تحولت مدينة هانغتشو الصينية إلى مدينة أشباح قبل وصول زعماء أكبر عشرين دولة اقتصادية في العالم بعد أن شجعت الحكومة السكان على مغادرتها مع تعزيز الإجراءات الأمنية استعدادا لقمة مجموعة العشرين. وفي عشية بدء القمة كانت الطرق والمراكز التجارية في الشارع الرئيسي بوسط مدينة هانغتشو -وهي عادة مدينة مزدحمة يقطنها تسعة ملايين نسمة- خالية إلا من بضع سيارات وأفراد في حين أغلقت المتاجر أبوابها. وتوقفت أيضاً أعمال البناء في المدينة وهو أمر غير مألوف في دولة يكاد العمل يكون مستمرا فيها على مدار الساعة. وتقرر إغلاق أكثر من 200 مصنع للصلب على مشارف المدينة ضمن مساعي الحكومة للحد من التلوث خلال القمة. وقال ليو وين تشاو وكيل العقارات في هانغتشو الأمور الآن غير مريحة نوعاً ما ولكن يمكنك أن تفهم السبب. وأضاف زعماء أكبر 20 دولة في العالم سيحضرون هذه القمة ونحن بحاجة إلى أن نضمن الأمن للأجانب. والمدينة بقعة سياحية كبيرة كما أنها مقر مجموعة علي بابا التجارية العملاقة وتضم مصانع منسوجات ومصانع صلب. وغادر السكان المدينة بعد أن أعلنت السلطات عطلة أسبوعاً بمناسبة القمة وأغلقت متنزه بحيرة وست ليك الذي تشتهر به المدينة وقدمت قسائم سفر مجانية تصل قيمتها إلى عشرة مليارات يوان (1.5 مليار دولار) لتشجيع السكان على زيارة مناطق الجذب خارج المدينة. وقالت مطاعم لرويترز إنه تقرر إرسال عامليها من القادمين من منطقة شينجيانغ بغرب البلاد إلى ديارهم خلال هذه الفترة. وتعكف الشرطة في مطلع الأسبوع على تفقد الشوارع التي يجوبها رجال وصفوا أنفسهم بأنهم حراس أمن متطوعون. ومنع اثنان من المتطوعين مراسلي رويترز من التصوير بكاميرات الفيديو في مناطق سكنية قائلين إن هذا غير مسموح.(د ب أ)
مشاركة :