متابعة: إيمان عبدالله آل علي مع انتظام الطلبة في المدارس تنتشر مجموعة من الأمراض، نتيجة سهولة انتقال العدوى، واللافت أن هناك أمراضاً سريعة الانتشار في البيئة المدرسة، ووصلت إلى حد الوباء في سنوات سابقة، ومن مسببات ذلك انتشار حشرة القمل التي تعيش في شعر رأس الإنسان وطيات ملابسه، حيث تواجدت هذه الآفة الضارة بنسبة كبيرة في بعض المدارس، إضافة إلى أمراض البرد والجدري والرمد التي تنتقل بسهولة بين الطلبة.. فما السبيل لحمايتهم من تلك الأمراض؟ وما طرق الوقاية؟ وما هي البرامج التي تقدم لنشر التوعية والتثقيف الصحي على المستوى المدرسي؟ وهل هناك تعاون كبير بين أولياء الأمور والهيئة التمريضية؟ بالأخص أن أولياء أمور الطلبة هم من يتحملون عناء مصاريف الأطباء الذين تصل كشفية الواحد منهم إلى 150 درهماً بأقل تقدير، ناهيك عن ثمن الأدوية. قالت د. فاطمة الأميري اختصاصية، رئيس قسم العيون في مستشفى القاسمي والكويت: في أول شهر دراسي يزيد إقبال الطلاب والأطفال على أقسام العيون بسبب انتشار أمراض العيون في الأوساط المدرسية، ونود هنا أن ننبه الطلبة وأولياء أمورهم بمراجعة المستشفى حين يشعرون بذلك، خاصة عند ظهور الحساسية في العيون والرمد وغيرها من الأمراض، لا سيما أن الاهتمام بالعيون في فترة الإجازة تكون شبه معدومة. وأشارت إلى أن الغبار في المدارس يؤثر في الطلبة، ما تسبب في انتشار أمراض الحساسية للعيون، وكثير من الأهالي يعاني أطفالهم مشاكل في العيون ولا ينتبهون لذلك. وأكدت أهمية تعقيم المدارس والانتهاء من عمليات التنظيف قبل استقبال الطلبة، وعلى أولياء الأمور عدم السماح لأبنائهم بالذهاب للمدرسة في حال إصابتهم بالرمد حتى لا تنقل العدوى للطلبة الآخرين، وأضافت: يجب التركيز على الفحص الدوري لعيون طلبة المدارس خاصة في مرحلة الروضة والمرحلة الابتدائية، لمعرفة مشاكل الطلبة في المراحل الأولى والتدخل السريع وتحويلهم على المستشفيات. الساعة البيولوجية وأكد د. أسامة اللالا استشاري الجهد البدني والصحة في وزارة التربية والتعليم، أن من أكثر الأمور التي تسبب المشاكل وتؤدي إلى ضعف المناعة لدى الطلبة انقلاب الساعة البيولوجية نتيجة قلة ساعات النوم الليلي وزيادة ساعات السهر، ما يؤدي إلى انخفاض المناعة وزيادة احتمالية الإصابة بالأمراض مع قلة التركيز. وقال: يترتب على الآباء قبل بدء الدوام المدرسي بأسبوع إعادة تنظيم النوم لدى أبنائهم والاستيقاظ باكراً، لكي تعود عملية النوم والاستيقاظ إلى وضعهما الطبيعي، لأن الخلل في الساعة البيولوجية سيؤدي إلى خلل في كافة إيقاع الحياة. انتقال الأمراض وقال صالح شبايطة - فني مسؤول تمريض -: إن انتقال الأمراض بين الطلبة لا تعد ظاهرة، وتنتقل الأمراض نتيجة التواصل الدائم بين الطلبة في الفصل والطابور، وأيضاً بسبب تغير درجات الحرارة، ويجب التركيز على نظافة اليدين والنظافة الشخصية، والابتعاد عن الطلبة المرضى حتى لا تنتقل العدوى لهم، والممرض في المدرسة يتابع الحالات مباشرة، من خلال الطابور الصباحي والزيارات الدورية على الفصول، إضافة إلى تنظيم محاضرات توعوية وتثقيفية على مدار العام. ولفت إلى أن الأمراض الموسمية تنشأ بحكم تغيرات متفاوتة في درجة الحرارة، تسهم في نشاط بعض أنواع البكتيريا والفيروسات المسببة للأمراض، وتنعكس تأثيرات ذلك على الطلبة. وأشار إلى أن أكثر الأمراض انتشاراً مع المدارس الجدري والزكام والسعال والرمد، والحصبة لدى الأطفال. إعياء الطلبة عبدالأحد محمد - فني مسؤول تمريض - أكد أن عودة الطلبة من الإجازات بعد السفر إلى الدول الأوروبية قد ينجم عنه إعياء لدى الطلبة، ويتضح ذلك في الأسابيع الأولى من الانتظام الدراسي، بحيث نجد حالات تعاني مشاكل في المعدة، وضربات الشمس ونزيف الأنف. وقال: الأمراض التي تنتشر في البيئة المدرسية على مدار العام تتمثل بالإنفلونزا وأمراض البرد والجدري والرمد، والقمل بنسبة بسيطة لا تكاد تذكر في مدارس الذكور، ويجب على الأهالي التركيز على مسألة الغذاء الصحي والمتوازن، والابتعاد عن الوجبات السريعة التي تزيد من نسبة السمنة لدى الأطفال. وأشار إلى أهمية مراعاة التهوية الجيدة في الفصول الدراسية، لكي يتعلم الطالب في بيئة آمنة صحية، والتبريد العالي يقلل من فرصة نقل العدوى، أما الحرارة فهي بيئة خصبة لنقل البكتريا. انتشار القمل وأكدت مصدر فضلت عدم ذكر اسمها، أن أبرز الأمراض التي تنتشر في الوسط المدرسي في بداية العام المدرسي الجدري والحصبة والحصبة الألمانية، ومرض فيروسي يصيب اليد والرجل والفم. وقالت: في العام الماضي انتشر القمل بشكل كبير في بعض المدارس، حتى تحول الأمر إلى وباء، فهناك مدارس وصلت النسبة فيها إلى 100%، ومدارس أخرى أقل، فلم نستطع الحد منها، وتم اتباع إجراءات جديدة للحد من انتشار القمل بين الطلبة، من خلال برنامج تثقيفي للأطفال في المدارس ولأولياء أمورهم وللكادر المدرسي، ومن الناحية العلاجية أصبح هناك صلاحيات أكبر للمرضى، بحيث يتم صرف الشامبو للطالبة المصابة ولجميع أفراد عائلتها، رغم أنه في فترات كانت تصرف فقط للطالبة من دون العائلة، وهذه الإجراءات جعلتنا نسيطر على عدم انتشار المرض بشكل أكبر، وهناك أهالٍ غير متعاونين أبداً مع الممرضة، وهذا يحد من العلاج النهائي، وهناك عوائل لديها أبناء في المدارس الحكومية وآخرون في الخاص، وبالتالي لا يوجد اهتمام بتلك الأمور في المدارس الخاصة، مما ينقل المرض من جديد للابن الآخر الذي قد تعالج، وأيضاً لا يوجد تعاون في حلق شعر الابن إذا اكتشف وجود القمل في رأسه. التثقيف الصحي وأكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن دليل التثقيف الصحي الموجه لطلبة المدارس أسهم في تسهيل مهمة المثقف الصحي والكادر التمريضي في المدارس الحكومية في إيصال المعلومة بشكل تفاعلي مبني على مشاركة الطلبة، بما يحدث التأثير المطلوب في السلوكيات الصحية لإكساب الطلبة مهارات تمكنهم مستقبلاً من تبني أنماط حياة صحية. وأشارت إلى أهمية تبني نمط حياة صحي ونشر الثقافة الصحية بين أوساط طلبة المدارس الذين يمثلون نواة المستقبل، وتجنب كل ما من شأنه التأثير في الصحة العامة والتحصيل العلمي. وأكدت أن اعتماد دليل التثقيف الصحي الموجه للطلبة مبني على المهارات التفاعلية بين الطالب والمثقف الصحي، ويتكون الدليل من قسمين يحتوي القسم الأول على خطط للدروس تشرح بشكل مفصل كيفية تنفيذ الدرس والمواد المطلوبة والمدة الزمنية والمرحلة العمرية المستهدفة من الموضوع، كما يشتمل كل درس على ملحقات مثل استبانات وأنشطة تفاعلية، أما القسم الثاني فيأتي على شكل قرص مرن يحتوي على عروض تقديمية للعرض أثناء الدرس وبعض مقاطع الفيديو التثقيفية المتعلقة بمادة الدرس، ويحتوي الدليل على 18 درساً تثقيفياً باللغة العربية، ويتطلع فريق العمل إلى إضافة مواضيع تثقيفية أكثر وترجمة الدليل إلى اللغة الإنجليزية مستقبلاً، ويعتمد الدليل على الأسلوب التفاعلي باستخدام ألعاب وتمثيليات وأسئلة وتغذية راجعة لجعل المادة أكثر جذباً للطلبة، ولتحقيق الفائدة المرجوة من تحسين المهارات وتبني السلوكيات الصحية. أمراض المدارس أجمع المختصون أن هناك مجموعة من الأمراض تنتشر في الأوساط المدرسية، ومن وأبرزها التهاب العين وهو مرض شديد العدوى، وينتقل بسهولة عن طريق اللمس واستخدام أدوات الآخرين، والطلبة كثيراً ما يستخدمون أغراض زملائهم، وانتشار القمل وهو من مسببات الأمراض بين الطلبة، وقد لا ينتبه الأهالي لذلك، وهو عبارة عن حشرة تعيش في الشعر وتنتقل من الطفل إلى الآخر بمجرد حك فروة الرأس والمشاركة في اللعب، وشكلت وباء في العام الماضي حسب الإحصائيات، إذ كانت النسب عالية في بعض المدارس وصلت إلى 90%، ومن الأمراض أيضاً السعال والبرد وينتقل بشكل كبير بين الطلبة، وينصح الأطباء ببقاء الطفل المصاب في البيت خاصة إذا كان مصاباً بالحمى ليخضع لراحة تامة، مع الحرص على استشارة الأطباء، ومن الأمراض التي تنتشر في المدارس، الجديري المائي وهو ينتقل بين الأطفال عن طريق العطس أو السعال، ويجب عدم الذهاب للمدرسة، ومن بينها التهابات اللوزتين، ويصاب الأطفال كثيراً بهذا المرض نتيجة اتباع عادات خاطئة مثل تناول المشروبات شديدة السخونة وشديدة البرودة أو ارتداء الملابس الثقيلة والتعرض لتيارات الهواء بعد خلعها، وكذلك النزلة المعوية وهي تحدث نتيجة تناول الأطعمة الفاسدة أو الملوثة وهي في الأغلب تحدث مع الأطفال الصغار نتيجة عدم معرفتهم الجيدة بجودة الطعام، ومن الأمراض أيضاً انتشار الحصبة بين الأطفال، وكذلك الأمراض الجلدية. طرق الوقاية قدمت مجموعة من الأطباء عدداً من النصائح للوقاية من الأمراض تتمثل في الآتي: الامتناع عن تناول الأغذية المكشوفة لأنها تكون عرضة للأتربة والحشرات، وأن يهتم الطالب بغسل يديه بالماء والصابون قبل الأكل وبعده، وغسل اليدين بشكل مستمر؛ لأن هذا يقيه من التقاط الفيروسات المختلفة، كما يجب أن تكون فصول المدرسة ذات تهوية جيدة، وعند إصابة الطالب بمرض معدٍ يجب مراجعة المستشفى لأخذ العلاج اللازم، ويجب بقاؤه في المنزل؛ لكي لا يعدي زملاءه الآخرين وإبلاغ إدارة المدرسة حتى يتخذوا احتياطاتهم، وتذكير الطلبة بكافة الإجراءات الصحية للوقاية من الأمراض من قبل الممرضين العاملين في المدارس، والتأكد من حصول الطالب على كافة التطعيمات التي تقيه من الأمراض، والاهتمام بنوعية الطعام الصحي؛ لأنه من أهم العوامل التي تقلل انتقال الأمراض، وعدم انتقال الشخص من مكان حار إلى آخر شديد البرودة بشكل مفاجئ لأن ذلك يزيد من خطر الإصابة بالأمراض الموسمية، مع الاهتمام بالتعقيم الجيد للمدرسة تفادياً للأغبرة والفيروسات.
مشاركة :