ما سر الرائحة الكريهة للملابس الرياضية؟

  • 9/4/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يتساءل البعض عن سبب الرائحة الكريهة التي تعلق بملابس الرياضة بعد ممارسة التمرينات الرياضية، وللإجابة عن هذا السؤال، أُجريت دراستان في جامعتي ألبيرتا وغينت لمقارنة التباين في رائحة العرق باختلاف الخامات المصنوعة منها الملابس واستعان القائمون على الدراستين بمحللي روائح لاختبار روائح خامات متعددة من الملابس، وتوصلوا إلى أن الملابس المصنوعة من البوليستر (وهو نسيج صناعي) تكون رائحتها أسوأ من الأنسجة الطبيعية مثل القطن والصوف بعد ممارسة الرياضة وذلك وفقا لما ورد في موقع بي بي سي. ولا يرجع أمر الرائحة برمته إلى العرق فحسب، إذ أن العرق في حد ذاته لا رائحة له، وتنتج رائحة العرق بواسطة نوع من البكتيريا يعيش على الجلد، ويتغذى على نوع من الزيوت التي تخرج مع العرق في مناطق مثل الإبط والفخذ، مادفع الباحثين لمعرفة السبب وراء الرائحة النفاذة التي تتشبث بالأنسجة الصناعية. وأجريت تجربة لمعرفة ما إذا كانت الملابس القطنية أو المصنوعة من الأنسجة الصناعية لها تأثير على بكتيريا الجلد، ومن ثم تؤثر في رائحة العرق، وشارك متطوعون في تمرينات رياضية مكثفة، وهم يرتدون قمصانا من أنسجة صناعية أو الأقطان الخالصة، وتجنبوا استخدام مزيلات رائحة العرق، وجمع الباحثون مسحة من إبط كل مشارك قبل وبعد التمرين، وكذلك القمصان التي ارتداها المشاركون أثناء أداء التمرينات. وحلل العينات كل من أندرو ماكباين وغافين همفريز من جامعة مانشستر في بريطانيا واكتشفا وجود 300 نوع مختلف من البكتيريا تسكن إبط المشاركين في الدراسة، وكانت البكتيريا الأكثر شيوعا هي بكتيريا المكورات العنقودية، وهي المرتبطة برائحة الجسم العادية، وكذلك البكتيريا الوتدية، التي تتسبب في روائح أكثر بشاعة. ويرجح البحث أن بكتيريا المكورات العنقودية أكثر شيوعا في إبط النساء، في حين تزيد البكتيريا الوتدية في أجسام الرجال. ولكن عند دراسة تباين التأثير على بكتيريا الإبط باختلاف الخامات، توصل العلماء إلى أن الفرق طفيف، ورغم اكتشاف وجود الكثير من البكتيريا الوتدية على الجلد، إلا أنها لا تنتقل إلى القمصان باختلاف المادة المصنوعة منها، ويشير كل هذا إلى أن بكتيريا الجلد ليست هي السبب في تغير رائحة الملابس، وأن ثمة خواص في الملابس المصنوعة من الأنسجة الصناعية نفسها تجعل رائحتها أسوأ. ودرست راتشيل ماكوين، من جامعة ألبرتا في كندا، خامات الأنسجة الصناعية وأنسجة القطن والمارينو، وتوصلت إلى أن أحد أسباب اختلاف رائحة العرق في كل منها هو اختلاف تركيبها وطريقة تعاملها مع المؤثرات المختلفة، مثل الرطوبة. والخامات الطبيعية، مثل القطن، تمتص الرطوبة، بما في ذلك المركبات نفاذة الرائحة التي تفرزها البكتيريا، وبالتالي تعلق هذه المركبات في النسيج بعيدا عن أنوفنا وفي المقابل، لا تمتص الأنسجة الصناعية الرطوبة، وبدلا منها فإنها تجتذب المواد الزيتية ويعني هذا بقاءها على سطح الأقمشة، واستخدامها بواسطة البكتيريا المسببة للرائحة. كما توصل الباحثون في جامعة غينت إلى أن بكتيريا ميكروكوكس المسببة لرائحة العرق الشديدة تنمو في الأنسجة الصناعية، لكنها لا تنجذب إلى القطن أو الجلد. لذا، عندما تنبعث من حقيبة الملابس الرياضية رائحة كريهة لملابس مصنوعة من أنسجة صناعية، يجب أن ندرك أن المتهم الحقيقي هو تلك الأنسجة نفسها، والتي توفر بيئة خصبة لانتعاش البكتيريا المسببة لهذه الروائح.

مشاركة :