تحوّلت مدينة هانغتشو شرق الصين، إلى مدينة أشباح عشية افتتاح قمة مجموعة العشرين في حضور زعماء أكبر عشرين دولة اقتصادية في العالم، بعدما شجعت الحكومة السكان على مغادرتها بإعلانها عطلة لمدة أسبوع، وعززت إجراءات الأمن. وغاب الازدحام المعهود عن الطرق والمراكز التجارية المزدحمة عادة في الشارع الرئيسي وسط هانغتشو التي يقطنها تسعة ملايين شخص، وتضم مقر مجموعة «علي بابا» التجارية العملاقة. كما توقفت أعمال البناء، وهو أمر غير مألوف في دولة يكاد العمل يكون مستمراً فيها على مدار الساعة، وأغلق أكثر من 200 مصنع للصلب على مشارف المدينة ضمن مساعي الحكومة للحد من التلوّث خلال القمة التي تستمر يومين. وأغلقت السلطات متنزه بحيرة وست ليك الذي تشتهر به المدينة، وقدمت قسائم سفر مجانية قيمتها عشرة بلايين يوان (1.5 بليون دولار) لتشجيع السكان على زيارة مناطق جذب خارجها. وأيضاً، أمرت السلطات المطاعم بإرسال عامليها القادمين من منطقة شينغيانغ (غرب) التي تشهد شنّ إسلاميين متشددين هجمات، الى ديارهم خلال هذه الفترة. وتفقّد شرطيون شوارع يجوبها رجال وصفوا أنفسهم بأنهم حراس أمن متطوعون. ومنع اثنان من هؤلاء المتطـــوعين مراسلين صحافيين من التــصـــوير بكاميــــرات الفيديو في مناطق سكنية، بحجة أن هذا الأمر غير مسموح. وقال ليو وين تشاو، وكيل العقارات في هانغتشو: «الأمور الآن غير مريحة نوعاً ما، لكن يمكن أن نفهم السبب، فزعماء أكبر 20 دولة في العالم سيحضرون القمة، ويجب أن نضمن أمنهم». وفور وصول الرئيس الأميركي باراك أوباما الى هانغتشو، التقى نظيره الصيني شي جينبيغ. ومن المقرر أن يجتمع مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في غمرة توتر العلاقات بين أنقرة وواشنطن إثر الانقلاب الفاشل الذي شهدته تركيا في 15 تموز (يوليو) الماضي، وتدخلها عسكرياً في سورية. وترافــــق ذلك مع إعلان الرئيس الصيني شــي ونظيره التركي أردوغان أنهما اتفقا على تعميق التعاون بين بلديهما لمكافحة الإرهاب، ووضعا جانباً خلافات سابقة في شأن طريقة معاملة الصين سكانها من أقلية الأويغور المسلمة الناطقة بالتركية. وسافر مئات وربما آلاف من الأويغور الحريصين على الفرار من الاضطرابات في منطقة شينغيانغ سراً عبر جنوب شرقي آسيا إلى تركيا، التي يرى كثر منهم أنهم يشتركون معها في علاقات دينية وثقافية. لكن بكين تعتبر أن «بعض الأويغور انتهى بهم الأمر بالقتال إلى جانب متشددين في العراق وسورية»، من دون أن يمنع ذلك أنقرة من تعهد إبقاء أبوابها مفتوحة أمام المهاجرين الأويغور الفارين. وأبلغ شي نظيره التركي خلال اجتماعهما، أنه يُقدر تشديد تركيا على أنها لن تسمح باستخدام أراضيها لتنفيذ أعمال تضر بأمن الصين، فيما اعتبر أردوغان أن «محاربة الإرهاب قضية تستغرق وقتاً طويلاً». الى ذلك، يلتقي أوباما اليوم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، في أول لقاء رسمي بينهما منذ تولّي ماي منصبها في تموز، إثر الزلزال الذي أحدثه تصويت الناخبين البريطانيين في استفتاء لمصلحة مغادرة الاتحاد الأوروبي. وكان أوباما من أشد الداعين الى بقاء بريطانيا في الاتحاد، وحذّر خلال زيارته لندن في نيسان (أبريل)، من تداعيات التصويت لمصلحة خروج المملكة المتحدة من الكتلة الأوروبية. وبعد انتهاء قمة مجموعة العشرين، يتوجه أوباما الى لاوس التي تستضيف قمة رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان).
مشاركة :