سيطرت أجواء من التشاؤم على مفاوضات "جنيف2"، بشهادة وفديّ النظام والمعارضة، على السواء اليوم الجمعة، ففي حين قال لؤي الصافي، المتحدث باسم الائتلاف السوري المعارض، إنه لم يتم الاتفاق بعد على جولة ثالثة للمفاوضات، أعلن فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، أن المفاوضات لم تحقق تقدمًا يُذكر. ونفى الصافي، تحديد جلسة ثالثة للمفاوضات، ردًا على سؤال يخص الأنباء التي شاعت اليوم الجمعة، عن لقاء مرتقب غدًا السبت بين طرفي الحوار. وأوضح الصافي أن المفاوضات بين النظام والمعارضة متعثرة، مشيرًا إلى أن هذ الأمر ليس سرًا ولا يخفى على أحد، على حد قوله. وأضاف الصافي أن نظام الأسد لم يقدم أي رد إيجابي على مذكرة الائتلاف، مطالبا كل الشرفاء في العالم للدفع نحو استمرار الحل السياسي، مؤكدا في الوقت ذاته أنه "ليس هناك من جدوى من مواصلة المفاوضات مع الوفد الحكومي الحالي". وفي المقابل أعلن المقداد، في تصريح صحفي أن الطرف الآخر، يشير إلى الائتلاف، جاء بأجندة غير واقعية، مصرا على البدء بالمفاوضات ببند مكافحة الإرهاب، على حد قوله. ويرى المقداد ومن خلفه النظام السوري أن إسرائيل تقف وراء كل ما حدث في سوريا، مؤكدا استمرار تشاور حكومته مع موسكو. وقال المقداد، إن النظام السوري مستعد لمناقشة المرحلة الانتقالية بعد الاتفاق على مكافحة الإرهاب، وأن مناقشة موضوع الإرهاب يخضع لازدواجية المعايير"، حسب تعبيره. وقال المقداد في المؤتمر الصحفي: "نعبر عن أسفنا العميق لأن هذه الجولة لم تقدم جديدا". من جانبه، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم "مستعدون للاستمرار في هذه الجولة لتطبيق جنيف 1 ومواصلة الحوار حول إنهاء العنف ومكافحة الإرهاب. وسنحضر الجولة المقبلة عندما يتم الاتفاق على موعدها". ووفقا لوكالة رويترز قال مسؤول أمريكي كبير اليوم الجمعة، إن وفد الحكومة السورية كان "يراوغ في كل خطوة على الطريق" في محادثات السلام في جنيف وإن واشنطن تتوقع من روسيا الضغط على دمشق للانخراط بجدية في محادثات السلام. الجدير بالذكر أن المعارضة السورية تقترح تشكيل هيئة حكم انتقالية تتولى الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار على جميع الأراضي السورية تحت رقابة الأمم المتحدة تمهيدا لإنهاء الحرب، ويشمل المقترح طرد كل المسلحين الأجانب من سوريا والسماح بدخول مساعدات إنسانية والتوصل لحل سياسي، لكن وفد النظام السوري يرفض مناقشة المقترح معتبرا أنه يدخل ضمن القضايا السياسية التي لم يحن وقتها بعد، ومرجحًا الأولوية لمكافحة الإرهاب في سوريا. وتجاوز عدد القتلى في سوريا أكثر من 5 آلاف منذ انطلاق جلسات مؤتمر السلام "جنيف2" ، مع استمرار تدفق اللاجئين لدول الجوار، حيث تجاوز عدد اللاجئين السوريين في لبنان 900 ألف لاجئ وفي تركيا 300 ألف من الذين يقطنون المخيمات وفي الأردن تجاوز 250 ألفا معظمهم في مخيم الزعتري.
مشاركة :