كانت العراق في الفترة الزمنية الذهبية مهد العلم والعلماء ، وكانت تسرق بجمالها عيون العشاق والشعراء ، وتخطف قلوب المفكرين والآدباء ، لأنها من الدول التي نهضت بها الحضارة الإسلامية بسبب ماتمتلكه من إرثٍ عظيم ، من الناحية العلمية التي كان يختزنها علماؤها أو من ناحية الموارد الثمنية التي كانت تكتنزها أرضها الطاهرة ، التي تلوثت فيما بعد بسبب المدّ الإيراني لأجندته داخل بلاد الرافدين ، ولم تكتفي بذلك بل شردّت الآلاف ، وقتلت الآلاف ، وصنعت لها من التنظيمات والمليشيات الإرهابية التابعة لها التي هي أشد تطرفاً من غيرها، ونشرت الطائفية بشكل غير طبيعي بل ومحزن في نفس التوقيت . عندما نعود لفترة زمنية بعيدة نرى أن العلاقة السعودية العراقية لا تخلوا من المشحانات قليلاً من الناحية السياسة والتي تحدث مع جميع الدول ، لكنها تظل من أفضل العلاقات في تاريخ البلدين ، وأما العلاقة الأخوية بين الشعبين من أشهر العلاقات العربية. إن عودة العلاقات الثنائية بعد أزمتها التي تدهور بها حال الشعب العراقي ، يثبت أن الروح الأخوية لاتزال ، ولكن بسبب مايحصل في العراق في الوقت الراهن من تدخل إيراني ، لابد من تعييّن سفير بفطنة وذكاء السفير ثامر السبهان ، الذي بدوره يحاول عرقلة أي تحرك إيراني داخل المنطقة ، ولخبطة الأوراق ليضمن سلامة الشعب العراقي من مكرهم ، ومحاولة مد يد العون لمن يريد ، وبسبب الضغط الإيراني على الحشد الشعبي التابع لهم الذي بدوره ضغط على وزير الخارجية العراقي حيدر العبادي ، لمطالبة السعودية بتغيير سفيرها لدى العراق بدون أسباب تُذكر ، ولأن السبهان كان مصدر القلق الأول للحشد الشعبي أُدرج أسمه ضمن من يريدون اغتيالهم ! السؤال الآن معقول أن إيران تريد اغتيال السفير السعودي السبهان ؟ الإجابة لهذا السؤال أوضح من الشمس في رابعة النهار . فإيران التي دوماً تحاول زعزعة أمن الخليج ، وفرض نظام ولاية الفقيه في المنطقة ، دبرت لعدة اغتيالات سابقة لمن هم من السلك الدبلوماسي السعودي ، وبحسب صحيفة SkyNews أنه في عامي 89 و 90 م تورطت طهران في اغتيال أربعة دبلوماسيين سعوديين في تايلاند ، وفي عام 2011م أُتهمت إيران في إغتيال الدبلوماسي السعودي حسن القحطاني في مدينة كراتشي الباكستانية ، وفي العام نفسه أحبطت واشنطن أيضاً محاولة لإغتيال السفير السعودي حينها عادل الجبير ، وفي عام 2015م أكدت مصادر أمنية لبنانية عن إحباط محاولة إيرانية لإغتيال السفير السعودي في لبنان علي عسيري ، الذي طور كثيراً من العلاقات السعودية اللبنانية ، فليس من المستغرب في الوقت الراهن أن تغتال ثامر السبهان !
مشاركة :