بكين - ا ف ب: أكد الرئيس باراك أوباما أمس أن بلاده ملتزمة بجلب منفذي المحاولة الانقلابية ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام العدالة، متحدثاً خلال لقاء بينهما على هامش قمة مجموعة العشرين في هانغتشو بالصين. وقال أوباما "سنضمن أن تتم مقاضاة الأشخاص الذين قاموا بهذه الأعمال". وتتهم أنقرة الداعية الإسلامي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله جولن بأنه وراء المحاولة الانقلابية التي جرت في يوليو. وتزايدت التوترات بين أنقرة وواشنطن، الحليفتين في حلف شمال الأطلسي، منذ المحاولة الانقلابية ضد أردوغان في 15 يوليو، والتي أطلقت بعدها أنقرة حملة قمع واسعة وطالبت بتسليمها جولن. ويؤكد مسؤولون أمريكيون أنهم سيسلمون جولن إذا قدمت تركيا دليلاً على ضلوعه. ويعتبر اللقاء في هانغتشو الأول بين أوباما وأردوغان منذ المحاولة الانقلابية. وقال أوباما إن واشنطن ملتزمة بـ"التحقيق وجلب منفذي هذه الأعمال غير الشرعية أمام العدالة"، مطمئناً أردوغان إلى تعاون بلاده مع السلطات التركية. من جانبها أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن الأمل في أن ترفع تركيا قريباً الحظر المفروض على النواب الألمان بالتوجه إلى قاعدة أنجرليك العسكرية، رداً على قرار نيابي ألماني يعترف بالإبادة الأرمنية. وقالت المستشارة الألمانية بعد لقاء عقدته أمس خلال قمة مجموعة الـ20 في هانغتشو بالصين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، "أعتقد أن من الممكن أن تكون لدينا خلال الأيام المقبلة أخبار سارة في ما يتعلق بهذا الطلب المبرر بالكامل". ويعتبر تبني البوندستاج (مجلس النواب الألماني) في يونيو قراراً يصف المجازر التي ارتكبتها السلطنة العثمانية ضد الأرمن مطلع القرن العشرين بأنها إبادة، واحداً من مصادر التوتر الكثيرة في العلاقات الألمانية-التركية في الأشهر الأخيرة. ورداً على ذلك، منعت أنقرة النواب الألمان من الوصول إلى قاعدة انجرليك العسكرية في جنوب تركيا، حيث يتمركز جنود ألمان في إطار التصدي لتنظيم داعش . وكانت ميركل والمتحدث باسمها ووزير الخارجية، أشاروا إلى أن لا تأثير قانونياً للقرار المذكور. لكن مصادر الخلافات ما زالت كثيرة. وتهدد تركيا بوقف العمل بالاتفاق مع الاتحاد الأوروبي الذي قيد تدفق المهاجرين إلى أوروبا، إذا لم يتم استثناء مواطنيها من تأشيرات شنجن. لذلك ترفض أنقرة تطبيق بعض الشروط التي يفرضها الأوروبيون للاستفادة من هذا الاستثناء. ولم يستسغ النظام التركي أيضا منع أردوغان في يوليو من التحدث عبر الفيديو خلال تظاهرة في ألمانيا لأنصاره. ولا تنظر أنقرة أيضا بعين الرضى إلى الانتقادات الألمانية الموجهة إلى الاعتقالات الجماعية في تركيا بعد الانقلاب الفاشل.
مشاركة :