أعلن الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس، أن مراسم توقيع اتفاق السلام الذي توصلت إليه حكومته مع حركة فارك الماركسية المتمردة الأسبوع الماضي سيحصل في كارتاخينا على ساحل البحر الكاريبي في 26 الشهر الجاري، تمهيداً لإنهاء نزاع مسلح مستمر منذ 52 سنة. وقال وقد بدت عليه علامات التأثر: «هذا ربما أهم إعلان أدلي به في حياتي»، علماً أن حدث التوقيع التاريخي سيُكلل أربع سنوات من المفاوضات بين الحكومة وحركة «فارك». ويعتبر النزاع بين بوغوتا وفارك الأقدم في القارة الأميركية، وشارك فيه على مر السنين متمردون من أقصى اليسار وميليشيات شبه عسكرية من أقصى اليمين والقوات المسلحة على خلفية أعمال عنف مكثفة لتجار مخدرات، وأسفر عن سقوط 260 ألف قتيل على الأقل إضافة الى 45 ألف مفقود و6,9 ملايين نازح. وسيُوقع اتفاق السلام المبرم مع «فارك» في 24 آب (أغسطس) الماضي، بعد مفاوضات شاقة في هافانا بدأت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، الرئيس الكولومبي والقائد الأعلى للتمرد رودريغو لوندونو المعروف باسميه العسكريين «تيمولين خيمينيث» او «تيموشنكو». وبعد مصادقة «فارك» على اتفاق السلام الذي يتألف من 297 صفحة ويتضمن ست بنود رئيسة، هي نهاية المعارك والإتجار بالمخدرات ودفع تعويضات للضحايا والإصلاح الزراعي والمصادقة على الاتفاق، سيُعرض على الكولومبيين في استفتاء شعبي في الثاني من تشرين الأول (أكتوبر). على صعيد آخر، أعلن وفدا الحكومة و «فارك» إلى مفاوضات السلام في كوبا، أن المقاتلين القاصرين في الحركة المتمردة سيباشرون مغادرة معسكراتهم في 10 الجاري «تنفيذاً لاتفاق موقع في 15 أيار (مايو) 2016»، في إشارة إلى اتفاق جزئي مهّد لاتفاق السلام الشامل. وستتولى «يونسيف» أمر هؤلاء الأولاد والفتيان، وسيقيمون في مراكز استقبال موقتة ثم سيخضعون لـ «عملية دمج اجتماعي».
مشاركة :