اهتزت بريطانيا وما زالت، نتيجة الكشف عن فضيحة أخلاقية لحقت برئيس لجنة الداخلية في مجلس العموم النائب كيث فاز، بعد تورّطه في علاقة جنسية مع مثليين بولنديين استأجرهما خصيصاً لممارسة الجنس معهما في شقة خاصة به شمال لندن. ويعتبر منصب فاز، أحد أهم المناصب في الجهاز التشريعي البريطاني والذي من خلاله حاز على سطوة كبيرة جعلت منه شخصاً يخشى الجميع من اليمين واليسار الاقتراب منه، لكن شاءت الظروف أن يسقط في فضيحة من شأنها أن تكلفه كثيراً فتقضي على مستقبله العائلي والمهني ويخسر منصبه ومقعده في مجلس العموم. وغطت أخبار فضيحة فاز على أخبار مشاركة رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي والوفد المرافق لها في قمة العشرين في الصين والأخبار عن الكلام غير السار الذي سمعته ماي من الرئيس باراك أوباما في أول لقاء لهما بعد توليها رئاسة الوزراء على هامش القمة، على خلفية انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فيما يرى المراقبون السياسيون أن ما نشر حول فضيحة فاز حتى الآن ليس إلا قمة جبل من الجليد ما زال المخفي منه أعظم. وتابع البريطانيون باهتمام شديد ما ستسفر عنه فضيحة فاز الذي عدل أمس، عن قرار سابق اتخذه أول من أمس، بالاستقالة من منصبه رئيساً للجنة الداخلية البرلمانية، وقال إنه يريد في البداية التحدث إلى أعضاء اللجنة قبل تقديم استقالته من المنصب. فخلال ساعات قليلة صباح الأحد، انهارت الصورة المرسومة لدى الرأي العام عن شخصية فاز القوية والمتزوج من المحامية ماريا فيرنانديز وله منها ابن وبنت، اثر نشر صحيفة «صنداي ميرور» الموالية لحزب «العمال» البريطاني المعارض، الذي ينتمي إليه فاز، قصة تورطه في علاقة جنسية مع مثليين بولنديين استأجرهما خصيصاً لممارسة الجنس معهما في شقة خاصة به شمال لندن، حيث تبين أن البولنديين كانا مدسوسين عليه من قبل الصحيفة وقاما بتسجيل وقائع جلسة الجنس معه بالصوت والصورة فاستخدمت مقاطع فاضحة منها في التقرير الذي نشرته الصحيفة، لدرجة أن فاز لم يتمكن من إنكار التهم التي وجهتها «صنداي ميرور» إليه. وسعى رئيس «العمال» جيرمي كوربن للتخفيف من وقع الفضيحة باعتباره تصرف فاز مسألة شخصية وأنه لم يرتكب أي جرم يستحق المعاقبة عليه، لكن ثبوت أن فاز، الذي يتولى من خلال منصبه مراجعة القوانين البريطانية في شأن ممارسة الدعارة في بريطانيا وإمكانية تعديلها، قد ضبط متلبساً في استئجار الخدمات الجنسية لشابين بولنديين يمارسان الدعارة وهي مخالفة وفقاً للقانون البريطاني. وذكرت وسائل الإعلام البريطانية أن فاز صرح في أكثر من مناسبة، تعليقاً على موضوع ممارسة الدعارة، أنه ليس من العدل معاقبة الأشخاص الذين يدفعون المال للنساء أو الرجال الذين يمارسون الدعارة. وعلاوة على الجوانب الأخلاقية والقانونية للفضيحة، هناك جوانب سياسية لها أبعاد خطيرة على مستقبل «العمال»، حيث انفجرت فضيحة فاز في وقت تجري داخل الحزب عملية انتخاب رئيس جديد له، بعد تحدي النائب أوين سميث زعامة كوربن للحزب واضطرار الحزب لإجراء انتخابات جديدة حول المنصب. فكيث فاز، أحد وجوه حزب «العمال» البارزين، فضّل الوقوف على الحياد في المعركة على رئاسة الحزب، في حين أن غالبية زملائه نواب الحزب في مجلس العموم هاجموا كوربن وأيدوا سميث، لذلك، فسقوط فاز نتيجة الفضيحة قد ينعكس سلباً على حملة كوربن للاحتفاظ برئاسة الحزب، ما يُفسر وقوف كوربن إلى جانب فاز والدفاع عنه. يشار إلى أن مثليي الجنس يحظون بتعاطف شديد من جانب وسائل الإعلام في بريطانيا وكون كيث فاز مثلياً لا يضيره بشيء، بل يُكسبه تأييداً في أوساط المثليين الذين يحتلون مناصب بارزة في الحياة السياسية والمهنية والاجتماعية في البلد. وكانت بريطانيا اهتزت أخيراً بفضيحة أخلاقية كان بطلها جون ويتنغديل، وزير الثقافة الذي تبين أنه رغم أنه متزوج، أقام علاقة غرامية مع «عاهرة متسلطة» داوم على زيارتها وتلقى الضرب على يدها قبل ممارسته الجنس معها. ورفض كاميرون فصل ويتنغديل من منصبه واعتبر أن تصرف الوزير مسألة شخصية، لكن تريزا ماي سارعت لفصل ويتنغديل من منصبه عندما أصبحت رئيسة للوزراء في يوليو الماضي.
مشاركة :