الحوار السياسي في الكونغو الديمقراطية.. مشاورات «الفرصة الأخيرة»

  • 9/6/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الحوار السياسي بين السلطات والمعارضة في الكونغو الديمقراطية، الذي انطلق قبل أيام، برعاية وساطة إفريقية، يعد «الفرصة الأخيرة» للخروج من المأزق السياسي والأمني، وأملاً جديداً لتحديد جدول توافقي للانتخابات، التي يقاطعها أبرز ائتلاف معارض في البلاد، وهو «تجمع القوى من أجل التغيير». وعقب لقاء جمع عدداً من أعضاء الائتلاف برئيس الكونغو برازافيل «دينيس ساسو نغيسو»، في العاصمة الكونغولية كنشاسا، الجمعة الماضية، جدد الحزب رفضه الانضمام إلى الحوار السياسي الذي دعا له الرئيس الكونغولي «جوزيف كابيلا» في نوفمبر 2015، في ظل عدم تلبية مطالبه المتمثلة في «الإفراج عن المعتقلين السياسيين، وإعادة فتح القنوات التلفزيونية المقربة من المعارضة، ووضع حد للملاحقات القضائية ذات الطابع السياسي التي تستهدف المعارضين». وتظل مشاركة الائتلاف المعارض الذي يتزعمه «إيتيان تشيسكيدي»، في الحوار، كفيلة بتمكين «الكونغو الديمقراطية» من الخروج من براثن أزمة توشك على «اتخاذ منزلق دراماتيكي حقيقي»، وفق «ديودوني وندو»، أستاذ العلوم الاجتماعية في جامعة «كمبونغوست» بكينشاسا. تصوّر علله «وندو»، في تصريحه بالاشتباكات الدامية التي وقعت في يناير 2015، عقب الإعلان عن مشروع قانون يمهد الطريق لولاية رئاسية جديدة «غير دستورية» لجوزيف كابيلا، حسب تعبير «وندو»، ما يجعل هذه المبادرة «تطوراً مبدئياً مشجعا. وفي ذات الصدد، تابع الأستاذ الجامعي الكونغولي قائلا: «هذه الشروط وضعت السلطة أمام معادلة صعبة: إما الاستجابة إلى هذه المطالب ومواجهة خطر فقدان ماء الوجه، أو التشبث بموقفها، مقابل عرقلة العملية (الحوار) بأسرها» وأشار في السياق نفسه، إلى أن السلطات الكونغولية، شرعت بإطلاق سراح عدد من المعارضين السياسيين خلال الأسابيع الأخيرة، برعاية الاتحاد الإفريقي الداعم للحوار. من جانبه، لفت دبلوماسي تابع للاتحاد الإفريقي، حسن الإطلاع على الملف الكونغولي، إلى أن «حواراً حقيقياً يخوضه منذ عدة أسابيع، إديم كوجو (الوسيط الإفريقي)، الذي لم يتخلله اليأس حيال انضمام حزب التجمع إلى الحوار الجاري». وأضاف الدبلوماسي، الذي فضل عدم الكشف عن هويته بالقول: «مشكلة الثقة مطروحة، في هذا الخصوص، ونحن نأمل إضافة إلى دعم الاتحاد الإفريقي، في أن يتوصل مسار الحوار إلى إقناع تجمع (إيتان) تشيسكيدي بأن المشاورات ليست مناورة هدفها تمكين كابيلا من البقاء في منصبه». ورفعت المعارضة نسق ضغوطاتها السياسية، من خلال تنظيم مظاهرات الخميس الماضي، في العاصمة كينشاسا، استجابة إلى دعوة حزب «تجمع القوى من أجل التغيير»، قبيل ساعات من انطلاق الحوار. وتهدف المشاورات التي من المنتظر أن تستمر 15 يوماً إلى إعداد جدول توافقي للانتخابات، علاوة على النظر في المسائل المتعلقة بإدارة البلاد بعد انتهاء الولاية الدستورية الثانية والأخيرة للرئيس، جوزيف كابيلا.;

مشاركة :