وقعت السعودية وروسيا أمس اتفاقا، من أجل التعاون في سوق النفط، بما في ذلك كبح الإنتاج، وهو ما تسبب في ارتفاع الأسعار بقوة على أمل أن يعمل المنتجان الأكبر في العالم سويا من أجل معالجة تخمة المعروض العالمي من الخام. وقع الاتفاق وزيرا الطاقة السعودية والروسي في الصين على هامش قمة مجموعة العشرين بعد اجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وتم الاتفاق على تشكيل لجنة عمل مشتركة سعودية روسية لتحديد الإجراءات المطلوبة لاستقرار سوق النفط. قال وزير الطاقة والثروة المعدنية السعودي، خالد الفالح، إن تجميد الإنتاج هو من الاحتمالات لكن ليس ضروريا الآن. وبين الفالح أن وضع السوق يتحسن والأسعار تبين ذلك، موضحا أن اللجنة المشتركة السعودية الروسية التي تم تشكيلها ستعقد اجتماعات دورية حسب حاجة السوق. تعاون الجميع وأضاف وزير الطاقة والثروة المعدنية السعودي:نحتاج إلى تعاون الجميع لتحقيق استقرار أسعار النفط، وقال: هذا هو الوقت المناسب لاتخاذ القرار بالتعاون بين البلدين. وبين أن الاتفاق مع روسيا يهدف لتشجيع الآخرين على المشاركة، مضيفا أنه متفائل بأن يتم التنسيق مع مختلف الأطراف في اجتماع الجزائر. تقليل تذبذب الأسواق من جانبه قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إن السعودية وروسيا لديهما الثقل الأكبر في الأسواق، ونعمل من أجل تقليل التذبذب في الأسواق. وأضاف أنه تمت مناقشة الأدوات المتاحة لتحقيق الاستقرار المنشود. وأكد أن البلدين يتجهان نحو شراكة استراتيجية في مجال الطاقة وإن مستوى الثقة المرتفع سيسمح لهما بمواجهة التحديات العالمية. أوبك وروسيا يشار إلى أن أي اتفاق بين أوبك وروسيا غير العضو في المنظمة سيكون الأول من نوعه في 15 عاماً منذ أن اتفقت موسكو على خفض الإنتاج مع المنظمة في بداية الألفية، لكن روسيا لم تلتزم أبدا بوعودها. وفي ابريل/ نيسان كانت روسيا مستعدة لتثبيت الإنتاج مع أوبك، لكن المباحثات انهارت بعدما قالت الرياض إنها لن تقبل الاتفاق إلا إذا شاركت فيه إيران ثالث أكبر منتج للخام في أوبك. وتقول إيران إنها تحتاج لاستعادة حصتها السوقية التي فقدتها خلال سنوات العقوبات الغربية التي رفعت عنها في يناير/ كانون الثاني. وقال بوتين الأسبوع الماضي إن اتفاقاً جديداً بشأن إنتاج النفط قد يتضمن بعض التنازلات فيما يخص الإنتاج الإيراني. وانهارت أسعار النفط لتهبط إلى 27 دولاراً للبرميل في وقت سابق من هذا العام مقارنة مع 115 دولاراً في منتصف 2014 ،لكنها تعافت بعد ذلك إلى نحو 50 دولاراً للبرميل. وقفز سعر خام القياس العالمي مزيج برنت اليوم الاثنين أكثر من 4.7 في المئة متجاوزا 49 دولاراً للبرميل قبل أن يتخلى عن بعض مكاسبه ليجري تداوله بارتفاع ثلاثة في المئة.(رويترز) النفط يعوض بعض خسائره صعدت أسعار النفط الخام دولارا للبرميل لتعوض الخسائر التي منيت بها في الوقت الذي فقد فيه الدولار زخمه. وكانت أسعار النفط هبطت بنحو واحد بالمئة أمس مع تماسك الدولار في الوقت الذي لم تقدم فيه بيانات نمو الوظائف الأمريكية الكثير لتغيير توقعات المستثمرين بأن يقدم مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) على رفع أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة. وارتفع سعر خام القياس العالمي مزيج برنت في عقود نوفمبر تشرين الثاني دولارا إلى 47.26 دولار للبرميل ليتعافى بعد أن سجل الدولار انخفاضا طفيفا أمام سلة من العملات. وكان خام القياس العالمي قد ارتفع عند الإغلاق يوم الجمعة 1.38 دولار. وصعد سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة تسليم أكتوبر تشرين الأول دولارا إلى 45.01 دولار للبرميل. سهيل المزروعي : ندعم أي جهود تُحقق توازن السوق قال سهيل محمد بن فرج المزروعي، وزير الطاقة، إن الإمارات تشيد بالتعاون بين الأشقاء في السعودية وروسيا في قطاع الطاقة وخصوصاً قطاع النفط. وأشار المزروعي على حسابه الرسمي بموقع تويتر، إلى أن هذه الخطوة إيجابية حيث تأتي في ضوء حرص أكبر منتجين للنفط في العالم على توازن السوق ومصلحة كل من المنتجين والمستهلكين. وأكد أن دولة الإمارات بصفتها منتجاً مسؤولاً في منظمة الأوبك حريصة أن تدعم وتساهم في أي جهود مشتركة تهدف إلى تحقيق التوازن في السوق النفطية. ومن المقرر أن تعقد منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) مباحثات غير رسمية في الجزائر في وقت لاحق هذا الشهر ومن المنتظر أن تجتمع بشكل رسمي في فيينا في نوفمبر/ تشرين الثاني. ودعا عدد من منتجي أوبك إلى تثبيت الإنتاج لكبح تخمة المعروض من الخام، كما لمحت السعودية، أكبر منتج في المنظمة إلى رغبتها في التعاون في الوقت الذي تواجه فيه ضغوطا على ميزانيتها وتسعى لطرح جزء من شركة أرامكو الحكومية المنتجة للنفط في البورصة.
مشاركة :