اتفاق سعودي - روسي .. أسواق النفط تتنفس الصعداء

  • 9/6/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت السعودية وروسيا، أكبر دولتين منتجتين للنفط في العالم، أمس أنهما اتفقتا على "العمل معا" لتحقيق استقرار أسعار النفط، إلا أنه لا اتفاق على تجميد الإنتاج. وخلال لقائهما على هامش مؤتمر قمة العشرين في الصين، عبر المهندس خالد الفالح، وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، ونظيره الروسي ألكساندر نوفاك، في بيان مشترك عن إدراكهما أهمية المحافظة على الحوار القائم بينهما حول التطورات الحالية في أسواق النفط والغاز، وأبديا رغبتهما المتبادلة في توسيع نطاق العلاقات الثنائية بين البلدين بصورة أكبر في مجال الطاقة، وذلك انطلاقًا من حقيقة أن البلدين مسؤولان معًا عن تلبية أكثر من 21 في المائة من الطلب العالمي على النفط الذي يحتاج إليه العالم لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والارتقاء بمستوى المعيشة والمساعدة في تحقيق أهداف التنمية الخاصة بالألفية الجديدة. وبحسب "واس"، فقد صدر عقب الاجتماع بيان مشترك أكدا فيه إدراكهما التحديات الحالية على جانب العرض في أسواق النفط العالمية، بما فيها التراجع الكبير للاستثمارات الرأسمالية الخاصة بإنتاج النفط على نطاق العالم، لاسيما في مجال التنقيب، إلى جانب تأجيل أعداد كبيرة من المشاريع الاستثمارية، ما يجعل السوق إجمالًا أكثر عرضة للتقلبات ويوجد وضعًا غير قابل للاستمرار لكل من المنتجين والمستهلكين على حد سواء. وأضاف البيان أن هناك حاجة ماسة إلى التخفيف من التقلبات الكبيرة التي تضر باستقرار الاقتصاد العالمي ونموه، وفي هذا الصدد، وإدراكًا من الوزيرين أن الحوار البنَّاء والتعاون الوثيق بين كبار الدول المنتجة للنفط يعتبر أمرًا حيويًا لاستقرار سوق النفط وضمان استقرار مستويات الاستثمارات على المدى البعيد، فقد اتفق الوزيران على التعاون بصورة مشتركة فيما بينهما أو بالاشتراك مع المنتجين الآخرين، وعلى مواصلة التشاور حول أوضاع السوق عن طريق تشكيل فريق عمل مشترك للمراقبة، تكون مهمته أن يراجع باستمرار أساسيات سوق النفط ويقدم توصيات بالتدابير والإجراءات المشتركة التي تؤمِّن استقرار سوق النفط وتجعلها قابلة للاستشراف. وصرح الوزيران في البيان المشترك أن البلدين لاحظا أهمية إجراء حوار بناء والتعاون المشترك بين أكبر دولتين منتجتين للنفط بهدف دعم استقرار سوق النفط وضمان مستوى مستقر من الاستثمار على المدى الطويل. وأضاف البيان إنه لتحقيق ذلك اتفق الوزيران على العمل معا بالتعاون مع الدول الأخرى المنتجة للنفط مضيفا أنهما اتفقا على تشكيل "مجموعة مراقبة مشتركة" لتقديم التوصيات الهادفة إلى منع تقلبات الأسعار. ووصف ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي الإعلان بأنه يؤذن بـ"عهد جديد" من التعاون بين روسيا والسعودية، مؤكدا أن ذلك سيكون له "أهمية كبيرة" لأسواق النفط، إلا أنه لم ترد أي تفاصيل في الإعلان عن أي اتفاق لتجميد إنتاج النفط، قبل أسابيع من لقاء بين روسيا ومنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في الجزائر لمناقشة الأزمة. ولم تتمكن كبرى الدول المنتجة للنفط في العالم من التوصل إلى اتفاق حول تجميد إنتاج النفط لأسباب من أهمها الإصرار الإيراني على زيادة مستويات الإنتاج بعد رفع العقوبات الدولية عنها. وقال نوفاك إن موسكو والرياض تناقشان وضع "معايير ملموسة" لوقف تقلبات الأسعار إلا أنه أكد ضرورة السماح لإيران بالعودة الى مستويات الإنتاج التي سبقت فرض العقوبات عليها. من ناحيته صرح المهندس خالد الفالح وزير الطاقة لتلفزيون العربية أنه "لا توجد حاجة الآن إلى تجميد الإنتاج. لدينا الوقت" من أجل اتخاذ هذا الإجراء. والتجميد هو من الاحتمالات المفضلة لكنه ليس ضروريا اليوم، ووضع السوق يتحسن يوما بعد يوم والأسعار تبيّن ذلك". ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي ولي العهد محمد بن سلمان في مطلع الأسبوع الحالي إلى تعزيز التعاون بين البلدين خصوصا في مجال النفط. وقال بوتين "نعلق أهمية كبرى على تعزيز التعاون المتبادل مع السعودية. وهذا الأمر يعني علاقاتنا الثنائية خصوصا أننا أكبر مصدرين للنفط، وكذلك القضايا الدولية"، فيما أكد الأمير محمد بن سلمان أن العلاقات بين المملكة وروسيا "استراتيجية" وأن "التعاون والتنسيق" بين البلدين "بالغ الأهمية". وقال ولي ولي العهد إنه دون مشاركة روسيا والسعودية لا يمكن إرساء سياسة مستقرة في مجال النفط، في وقت تراجعت فيه أسعار الخام بشكل كبير في العامين الأخيرين.

مشاركة :