أشارت نتائج دراسة حديثة إلى أن خفض ضغط الدم إلى ما دون المعدلات الشائعة قلل بصورة كبيرة من الاصابة بالأزمات القلبية ومخاطر الوفاة الناجمة عنها لدى البالغين في سن 50 عاما وما فوق ذلك. لكن كبار أطباء القلب نصحوا بتوخي الحذر البالغ في كيفية تطبيق هذه النتائج على الممارسة الفعلية على نطاق واسع. ويمكن السيطرة على ارتفاع ضغط الدم- الذي كان يطلق عليه في السابق «القاتل الصامت»- بعدد كبير من العقاقير يباع معظمها ضمن نوعيات زهيدة الثمن نسبيا من العقاقير التي يجري تصنيعها دون أن تحمل الترخيص الرسمي للشركة الأم ويعاني نحو 70 مليون أمريكي من ارتفاع ضغط الدم. وينقسم أعضاء المجتمع الطبي بشأن ما إذا كان هناك مستوى معين لضغط الدم المثالي لمرضى ارتفاع الضغط. وشملت الدراسة- التي جرت تحت إشراف الحكومة الأمريكية- 9300 مريض وجرت على مدى خمس سنوات على مرضى يعانون من ارتفاع ضغط الدم وتوقفت الدراسة بعد نحو عامين من بدايتها بعد أن لاحظ مراقبون مستقلون الفوائد الجمة المتعلقة بتجنب الوفاة وعوامل الخطر الأخرى. وقارنت النتائج المبدئية بين مرضى تم خفض ضغط الدم لديهم إلى ما دون 120 لضغط الدم الانقباضي وبين مرضى يصل لديهم هذا الرقم إلى 140. وأعلنت النتائج في سبتمبر الماضي أي بعد شهر من وقف الدراسة. وكشفت تفاصيل الدراسة خلال المؤتمر عن فوائد خفض ضغط الدم الانقباضي. وكان المستهدف عادة هو أن يكون ضغط الدم الانقباضي 140 وأن يكون الانبساطي 90 وكان عدم التوافق على هذين الرقمين هو الدافع الرئيسي لإجراء هذه الدراسة. وقال الباحثون في الدراسة التي نشرت نتائجها خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لأمراض القلب في اورلاندو بولاية فلوريدا: إنه عند اتباع هذا الأسلوب تراجعت الأزمات القلبية بنسبة 38 في المائة وقلت الوفيات الناجمة عن أمراض القلب بنسبة 43 في المائة. وتعكف لجنة من الجمعية الأمريكية لأمراض القلب والكلية الامريكية لعلوم القلب على وضع إرشادات جديدة لعلاج ارتفاع ضغط الدم- بعد مراجعة وبحث جميع الأدلة المتاحة- ومن المتوقع نشر نتائج هذه الجهود العام القادم. وقد تمثل نتائج هذه الدراسة نقطة تحول تنطلق منها جهود لتغيير أساليب العلاج والممارسات الطبية المتبعة.
مشاركة :