أظهر مسح نشرت نتائجه أمس، نمو نشاطات الأعمال (القطاع الخاص) في منطقة اليورو في آب (أغسطس) بأضعف وتيرة منذ بداية العام الماضي، ما يشير إلى أن اقتصاد الكتلة المتعثر يفقد الزخم المحدود الذي حظي به. ويأتي التباطؤ مع عرض الشركات تخفيضات كبيرة على رغم ارتفاع تكاليف المدخلات ما يزيد من مخاوف صانعي السياسات. وبلغت القراءة النهائية لمؤشر «ماركت» المجمع لمديري المشتريات للمنطقة 52.9 نقطة في آب، وذلك دون التوقعات الأولية البالغة 53.3 نقطة وأقل من مستواه في تموز (يوليو) البالغ 53.2 نقطة. والمستوى هو الأدنى منذ كانـون الثـاني (يناير) 2015. وقال كبير الخبراء الاقتصاديين لدى «أي إتش إس ماركت» كريس وليامسون: «الصورة الكلية مستقرة، في ما عدا النمو البطيء بنسبة 0.3 في المئة في الربع الثالث، وهو رقم معدل يشير إلى أن الاقتصاد يخسر أكثر مما يكسب زخماً». وضعف أيضاً نمو قطاع الخدمات، إذ سجل مؤشر مديري المشتريات للقطاع 52.8 نقطة، ملامساً أدنى مستوى في 17 شهراً الذي سجله في حزيران (يونيو)، ليقل عن مستوى تموز البالغ 52.9 نقطة والتوقعات الأولية البالغة 53.1 نقطة. ومع سلبية التوقعات إلى حد ما، تراجع مؤشر التفاؤل بين شركات الخدمات إلى أدنى مستوياته منذ أواخر 2014. وسجل مؤشر توقعات الأعمال 60.7 نقطة، انخفاضاً من 60.9 نقطة في تموز. وارتفعت مبيعات التجزئة في منطقة اليورو بأكثر من المتوقع في تموز لتسجل أكبر زيادة شهرية هذا العام بعد تصويت بريطانيا لمصلحة الخروج من عضوية الاتحاد الأوروبي في الشهر السابق. وأفاد مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي (يوروستات) بأن مبيعات التجزئة التي تعد مقياساً لإنفاق الأسر ارتفعت 1.1 في المئة على أساس شهري و2.9 في المئة على أساس سنوي في تموز بما يفوق توقعات السوق بكثير في الحالتين. وتوقع اقتصاديون استطلعت وكالة «رويترز» آراءهم زيادة المبيعات بوتيرة أقل عند 0.6 في المئة على أساس شهري و1.9 في المئة على أساس سنوي. وتعد الزيادة البالغة 1.1 نقطة مئوية في تموز أعلى زيادة شهرية هذا العام وتفوق ضعفي الزيادة البالغة نسبتها 0.4 في المئة التي جرى تسجيلها في أيار (مايو) بما يمثل أقوى أداء منذ بداية 2016 حتى الآن. وتأتي زيادة مبيعات التجزئة في الشهر التالي للاستفتاء البريطاني على الانفصال في 23 حزيران لتعطي إشارة إلى أن معنويات المستهلكين لم تتضرر في شكل فوري من التصويت لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي. وسجلت مبيعات التجزئة الشهرية في الاتحاد الأوروبي ككل أقوى أداء لهذا العام في تموز إذ زادت واحداً في المئة خلال الشهر بعدما سجلت انخفاضاً نسبته 0.2 في المئة في حزيران. وفي بريطانيا زادت المبيعات 1.3 في المئة في تموز بعدما انخفضت 0.8 في المئة في حزيران. وفي منطقة اليورو تلقت المبيعات الشهرية دعماً كبيراً من زيادة مشتريات المستهلكين من وقود السيارات بنسبة 1.8 في المئة. وارتفعت مبيعات تجزئة منتجات الأغذية والمشروبات والتبغ 1.1 في المئة. وزادت مشتريات السلع غير الغذائية مثل المنسوجات وأجهزة الكمبيوتر 0.4 في المئة على أساس شهري بعد تسجيل زيادة نسبتها 0.7 في المئة في حزيران.
مشاركة :