التقطت كاميرات عالية الدقة في مركبة الفضاء «رشيد» (روزيتا) التابعة إلى «وكالة الفضاء الأوروبية» صوراً للمسبار الفضائي «فيلة» (فيلاي) الذي هبط على مذنب «67 بي/ تشوريوموف – غيراسيمينكو» قبل نحو عامين ليستنفد طاقته لأن بطارياته التي تستقي طاقتها من الشمس كانت في الظل. وقالت الوكالة اليوم (الإثنين)، إن الصور التي التقطت من «روزيتا» من على مسافة 2.7 كيلومتر أظهرت المسبار محشوراً في صدع مظلم في المذنب. وهبط المسبار «فيلاي» على المذنب في تشرين الثاني (نوفمبر) العام 2014، فيما اعتبر إنجازاً رائعاً في الدقة في مجال السفر للفضاء، لكن «فيلاي» الذي يبلغ طوله متراً ارتد مرات عدة قبل أن يعلق في حائط جرف صخري. وتمكن العلماء من الإبلاغ عن مكانه التقريبي على المذنب بفضل بيانات لاسلكية متفاوتة، لكن ليس عن موقعه الدقيق. وأعطوا أملاً هذا العام باستعادة الاتصال بالمسبار. وفي حين لم يتح للمسبار الوقت المأمول للتجارب فإن المعلومات التي جمعها تعيد تشكيل التفكير بشأن المذنبات وساعد المشروع في تشكيل البعثات المستقبلية. وقال العالم المسؤول عن المشروع «روزيتا» مات تايلور في بيان إن «هذه الأنباء الرائعة تعني أن لدينا الآن المعلومات (المؤكدة) المفقودة اللازمة لوضع التجارب العلمية للمسبار في سياقها الصحيح، إذ أننا نعرف الآن أين هذه الأرض في حقيقة الأمر». ومن المتوقع أن يلقي العلماء نظرة على المسبار في وقت لاحق هذا الشهر عندما تلتقط المركبة بعض الصور خلال عمليات تحليق قريبة من المسبار قبل أن تهبط على المذنب نفسه في 30 أيلول (سبتمبر) منهية ملحمة في الفضاء استمرت 12 عاماً. يذكر أن علماء الفضاء أطلقوا على المركبة اسم «رشيد» (روزيتا) نسبة إلى حجر رشيد الذي كان السبب في فك رموز اللغة المصرية القديمة، إشارة إلى أن دراسة المذنب قد تساعد في فهم ألغاز تشكّل المجموعة الشمسية والفضاء عموماً. كما أطلقوا على المسبار الذي انفصل عن المركبة، اسم «فيلة» (فيلاي) تيمناً بجزيرة فيلة الواقعة في نهر النيل بمصر والتي عثر فيها في القرن الـ19 على أول نص هيروغليفي وإلى جانبه ترجمته إلى اليونانية، ما أتاح فك رموز اللغة المصرية القديمة. وتهدف مهمة «روزيتا» إلى فهم أفضل لتطور النظام الشمسي منذ ولادته، إذ أن المذنبات تعتبر من مخلفات المادة البدائية.
مشاركة :