مشِّي حالك - يوسف القبلان

  • 2/16/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قال إنه كان في أحد مطارات المملكة الدولية ولا حظ وجود أصحاب سيارات الأجرة الذين يبحثون عن الركاب دون تنظيم وربما دون (نظام) ثم اتجه الى أحد المسؤولين في المطار مقترحاً إيجاد حل أو تنظيم لهذه الخدمة بدلاً من الفوضى، فقال له هذا المسؤول (يا رجال مشّي حالك). إن عبارة (مشي حالك) هي شعار يمثل أحد المعوقات في طريق الجدية والجودة والانتاجية. هو شعار للكسل والاتكالية والفوضى وسوء التنظيم. هذا الشعار سوف يقابلك في مواقع كثيرة ولكن إذا كان مقبولاً في المطار في موضوع سيارات الأجرة فهل نقبل أن نسمعه في أماكن مهمة مثل المستشفيات، أو المدارس، أو في مشاريع الطرق والجسور والأنفاق أو في مجال التغذية أو الدفاع المدني أو الدفاع عن الوطن؟. هذه العبارة تفسر لنا ضعف مستوى المنتجات والخدمات حتى يصل في بعض الحالات الى أقل من الحد الأدنى. اذا تأخرت المشاريع نسمع (مشي حالك) ونسمع نفس العبارة إذا أنجزت المشاريع بمواصفات لا تتسم بالجودة. وقد نسمعها إذا أشرنا إلى مشكلات كبيرة أو صغيرة، مهمة، أو ثانوية. إذا تحدثنا مثلاً عن تطوير التعليم، هل نقول (مشي حالك) مثلما نقولها حين نشير الى سيارة أجرة غير نظيفة وغير لائقة؟ هل أمنح شهادة علمية لمن لا يستحق ثم أقول (مشي حالك)؟ هل أقولها إذا سمعت من يتحدث عن التعصب والعنصرية وتصنيف الناس؟ هل أقولها حين أقرأ الشتائم والاتهامات والاشاعات في وسائل التواصل الاجتماعي؟ إننا اذا أخذنا بهذا الموقف فإننا نعلن الاستسلام والانتماء إلى السلبية، والهروب من المسؤولية والتخلي عن الإصلاح والتطوير والمشاركة. بدلاً من (مشي حالك) نحن بحاجة إلى (حسّن حالك)، و(قوّي حالك)، و(غيّر حالك). نحن بحاجة الى الاتجاهات الايجابية التي تدفعنا لرفض الأخطاء، أو التقصير أو الاهمال في الأداء. عندما تلاحظ وجود أخطار تهدد أمن الوطن فهل تبلغ المسؤول أم تمشي حالك فإن اخترت عدم التبليغ فإنك ما مشيت حالك بل (مشيت) بحال الجميع الى الخطر. هل يمكن أن نتعامل مع الارهاب بكافه أشكاله ودرجاته بمبدأ (مشي حالك)؟ أعود الى صاحبنا الذي بدأنا به هذا المقال، فقد سألته: من هو المسؤول الذي بلغته عن سيارات الأجرة في المطار فقال: موظف الاستعلامات، سألته، وما هي علاقة موظف الاستعلامات بهذا الموضوع، فقال: يا رجال (مشي حالك).

مشاركة :