جنيف: مينا العريبي بعد انتهاء الجولة الثانية من المفاوضات مع النظام السوري، على الائتلاف الوطني السوري بحث خياراته السياسية في الفترة المقبلة.. في هذا السياق، أكد سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، عبد الحميد درويش، وهو عضو في الوفد المفاوض للائتلاف، لـ«الشرق الأوسط»، أن الائتلاف عازم على مواصلة العملية السياسية ما دامت مجدية. وردا على سؤال حول ما إذا كانت المحادثات ستستمر في المستقبل المنظور، قال «أعتقد أنها ستستمر حتى لا يكون أي من الجانبين مسؤولا عن توقفها»، مضيفا أن «الجانب الحكومي لا يريد التفاوض بشكل جدي، ومن الصعب أن يتغير.. لأنهم لا يقبلون شركاء». وشرح درويش، وهو يمثل الأكراد في عملية التفاوض في جنيف، صعوبة العملية الحالية، قائلا «صعب الآن بعد كل هذا القتل والتخريب والدمار أن يقبلوا (النظام) بشراكة حقيقية، ليس فقط التنازل حتى الشراكة لا يقبلونها». هذه وجهة نظر يعبر عنها كل أعضاء الائتلاف الذين التقتهم «الشرق الأوسط» في جنيف خلال الجولتين الماضيين من المفاوضات. ولفت درويش إلى إمكانية بحث قضية الإرهاب، وهذا ما تصر عليه الحكومة السورية، علما بأن هذه القضية بنفس تعقيد قضية الانتقال السياسي. وقال «حتى إذا اتفقنا على بحث الإرهاب، فإن هذه القضايا ليست سهلة وتستهلك العشرات من السنين. هناك قواعد قوية للمسلحين في سوريا الآن وليس من السهل، مثلما يعتقد مثلا (رئيس الوفد المفاوض من جانب النظام) بشار الجعفري أو غيره، أنه بكلمتين وبعض العمليات العسكرية سينهون الأمر». وحذر قائلا «إذا لم نتوصل إلى اتفاق قريبا، سيسيطر الإرهابيون على جميع أنحاء سوريا، عندها ستقع الطامة الكبرى». وفي ما يخص سير المفاوضات والمخاوف من عدم انعقاد جولة ثالثة، قال درويش «منذ البداية كان هناك قلق وتوتر أثناء المفاوضات، والنظام كان متوترا جدا في المفاوضات وكان استفزازيا، وبدأ بالشتائم السياسية، مثل اتهامنا بأننا عملاء وخائنون وغير ذلك». وأضاف «ما أعنيه هو أنه، بشكل عام، بداية المفاوضات لم تكن موفقة»، مشيرا إلى الاستفزازات خلال جلسات التفاوض. وقال درويش إن رئيس مفاوضي النظام كان يحاول استفزاز وإثارة وفد المعارضة، موضحا «قلت له (الجعفري) إن هذا الترهيب والظلم الذي تتبعونه غير مقبول، نحن نحتاج إلى روح مختلفة». واستدرك قائلا «علينا ألا ننسى أن هناك أطرافا من الائتلاف أيضا يستفزون ويلعبون على الحبال. علي قول ذلك كي أكون صادقا مع نفسي ومع الآخرين»، موضحا «يجب ترك هذه الأساليب والتركيز على التفاوض الحقيقي، هذا ما جئنا هنا من أجله». وأوضح درويش كيف أنه «حتى الجلسات غير الموفقة لم تحدث»، مشيرا إلى أن لقاء الإبراهيمي مع وفدي المعارضة والنظام لم يستغرق أكثر من 45 دقيقة ولم تعقد جلسة الخميس الماضي. ولفت درويش إلى أنه يخشى أن يمنع طرفا الصراع حلا «لأنه كلما تطورت الحرب استفادوا منها». وفي ما يخص موقف الأكراد في المفاوضات، قال درويش «في المفاوضات أنا أمثل سوريا وأمثل الأكراد.. وأكثر من كل العرب أمثل العرب أيضا». ونفى أن تكون هناك خطط لتقسيم سوريا، يدفع إليها بعض الأكراد. وقال «أبدا، الأكراد لن يقسموا سوريا، والدروز لن يقسموا سوريا، والعلويون إذا لم تقع ضدهم مجازر لن يقسموا سوريا». وبسؤاله عن الإدارة الذاتية التي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وهو على خلاف مع درويش وحزبه، اكتفى درويش بالقول «إنها ليست إدارة قومية، ليست لها صفة قومية». لكنه أضاف «أنا ضد هذا التوجه، أنا مع إدارات محلية لتخدم كل سوريا وليس في منطقة واحدة». وبسؤاله عن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي يترأسه صالح مسلم، ومن يدعمه، قال درويش «الحكومة، لا شك في ذلك، ولا يمكن أن ينفوا ذلك.. إنهم يعترفون بذلك». وأضاف «إنني على تواصل مع الحزب، ولا يوجد عداء بيننا، لكنه لا يستطيع تغيير توجهه، إذ فيه خصائص محددة ويرفض أن يشرك أحدا في الحكم».
مشاركة :