في الرابع عشر من سبتمبر/أيلول 2016، ستبحر سفينة النساء إلى غزة من ميناء برشلونة وعلى متنها ناشطات وحقوقيات من المجتمع المدني من النساء فقط.المبادرة قام بتنسقيها التحالف الدولي لأسطول الحرية الذي سبق له وأن نظم عديد المبادرات في السابق،بهدف ما يقول منظموه:كسر الحصار على قطاع غزة. هدف المبادرة،حسب المنظمين ممن قابلتهم يورونيوز،هو التعبير عن التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وتسليط الضوء على ما تقوم به المرأة في غزة من أجل الدفاع عن حقوقها. في نهاية حزيران/يونيو من العام 2015،لم تفلح السفينة ماريان السويدية على بلوغ غزة، بعد اعتراضها من قبل البحرية الإسرائيلية،وكانت تعرف المبادرة بأسطول الحرية الثالث. لتسليط الضوء عن هذه المبادرة الجديدة،قمنا بمقابلة، الأستاذ إيهاب لطيف عضو الهيئة التنظيمية لتحالف أسطول الحرية. فإلى اللقاء: لطيف:سنتحدى الحصارمن خلال الوسائل السلمية* يورونيوز،عيسى بوقانون: ما هو شعوركم بعد أن أنصفتكم إحدى المحاكم الإسرائيلية بشأن الإفراج عن السفينة إيستيل التي كانت تحتجزها الحكومة الإسرائيلية، هل هو تأييد ضمني لمشروعكم ؟ إيهاب لطيف،عضو الهيئة التنظيمية لتحالف أسطول الحرية: سنتحدى الحصار الإسرائيلي غير القانوني،واللاإنساني المفروض على قطاع غزة،وعبر كل الجبهات،وبمقدار ما أتيح لنا من فرص ومن خلال الوسائل السلمية.على الرغم من أن نظام العدالة الإسرائيلية معيب ، فإننا سنستمر في استخدامه كاحدى الوسائل لمواجهة الحصار.أما الانتصار الحقيقي، فإنما سيكون فعلا حين يرفع الحصار بشكل كامل ودون شرط أو قيد. سفينة “النساء إلى غزة”..رسالة الأمل والتضامن https://t.co/6vn2Jxu5aj pic.twitter.com/ECwPXhrDFN euronews عــربي (@euronewsar) 29 juillet 2016 يورونيوز: -هل يمكننا الحديث عن تقاسم في الأدوار بين الرجال في المشاركة في هذه المبادرة المحفوفة بالمخاطر؟ إيهاب لطيف،عضو الهيئة التنظيمية لتحالف أسطول الحرية: يتعلق الأمر بمهمة ترتبط بالنساء،ثم إن النساء هن من يكن على ظهر السفن المبحرة صوب غزة،فهن يجابهن مهمة محفوفة بالتحدي والصعوبة،بغية إظهار الدعم الكامل للمرأة الفلسطينية في غزة،وفي جميع أنحاء فلسطين قاطبة. وهذا لا يعني أن الرجال لا دور لهم في هذا المشروع برمته. فنحن نعمل على قدم وساق معا، وكل من جهته. سواء تعلق الأمر بالرجال أو بالنساء،فهم جميعهم يبذلون قصارى جهدهم وعبر المواقع التي يوجدون بها ، من أجل أن يكون مشروع سفينة النساء إلى غزة،مشروعا ناجحا بكل المقاييس. يورونيوز: -وما هي الآليات الواجب اتباعها حتى تكون مبادرة سفينة نسائية ناجحة بنظركم؟ لطيف:نحتاج إلى الإعلام وصناع القرار لإيصال أفكارنا السلمية إيهاب لطيف،عضو الهيئة التنظيمية لتحالف أسطول الحرية: كما قلت آنفا ،فإن النجاح الحقيقي،إنما يكمن في الرفع الكامل للحصار دون قيد أو شرط ، لذلك فنحن بحاجة إلى العالم،إلى وسائل الإعلام وصناع القرار وإلى السياسيين،وغيرهم،حتى يشهدوا على وجود هذا الحصاركما يرونه فعلا بأم أعينهم،ويمارسوا الضغط على إسرائيل،بكل الوسائل المتاحة لديهم، حتى تضع حدا للحصار. نحن نسلط الضوء على المشكلة عبر مثابرتنا في عملنا ومن خلال السبل السلمية،الممهورة بالتحدي،للوصول إلى المبتغى.مهما يكن المطلوب صعبا،فإننا نعمل للوصول إلى الهدف المرتجى،ويتم ذلك أيضا عبر دعوتنا إلى الجميع في أنحاء العالم قاطبة،ممن يؤمنون بالعدالة وحقوق الإنسان،ليساندونا في مهمتنا. ذلك الدعم هو الفرصة الفضلى حتى تكون المهمة مكللة بالنجاح. يورونيوز: - المرأة تناضل في كثير من الدول من أجل كسب القوت و تحقيق ذاتها، لم التركيز على غزة فقط؟ إيهاب لطيف،عضو الهيئة التنظيمية لتحالف أسطول الحرية: نضال المرأة في غزة أمر على قدركبير من الاعتبار ،وأعتقد أن ظلما ينتاب المرأة هنالك، حيث تعاني أكثر من الرجل،في الخليل و في العام 2009،قالت لي امرأة فلسطينية وهي تحاورني: لقد كنت أنا وزوجي،متحديين للاحتلال طوال حيتنا،اليوم،يقبع زوجي في غياهب السجون،ومنذ عشر سنوات،أما أنا فأستمر في النضال بمفردي،حتى أربي أطفالي الأربعة،فهم بحاجة إلى الأكل و المشرب و الملبس،إنني أطمح إلى أن ينشأ أطفالي ضمن القيم التي نؤمن بها،وأعتقد أن حياته هي أسهل بكثير من حياتي أنا شخصيا. لست قادرا على أن أضيف أشياء أخرى إلى ما قالته هذه المرأة . يورونيوز: وهل إن معاناة المرأة في غزة هي أكثر من تلك التي يعاني منها الرجل في ذات البلد؟ لطيف:سفينتا النساء،تطمحان إلى تسليط الضوء عن المعاناة وتحدي الحصار أيضا إيهاب لطيف،عضو الهيئة التنظيمية لتحالف أسطول الحرية: أعتقد أن إجابتي السالفة،تشمل هذا السؤال ذاته،فزوجات من قتلوا أو أعطبوا أو سجنوا من قبل إسرائيل،في غزة،أو في الضفة الغربية،يواجهن ظروفا عصيبة للغاية،فسفينتا النساء إلى غزة، إنما تريدان عبر الإبحار صوب غزة حتى تسلط الأضواء على هذه القضايا فضلا عن تحدي الحصار أيضا. يورونيوز: هل إن استراتيجية أهداف تحالف أسطول الحرية قد شابها تغيير بنظركم بعد نجاح ليدي ليلى في إيصال مساعدات من تركيا في حزيران الماضي؟ إيهاب لطيف،عضو الهيئة التنظيمية لتحالف أسطول الحرية: قطعا لا ، فنحن نعمل بمثابرة ووفق ضمائرنا دون انتماء للحكومات كما أنه ليس لدينا حسابات ينبغي أن نراعيها لمطامح دبلوماسية،قد تلجأ إليها الحكومات، وتضعها بنظر الاعتبار.أنا لا أقول: إنني لا أقدر ما قامت به الحكومة التركية من أشياء كثيرة ومبادرات جمة في سبيل دعم غزة،منذ سنين خلت.لكن هدفنا الذي نطمح إليه إنما هو، ليس تقديم المساعدات إلى غزة بقدر ما تتمثل مهمتنا في أن ينعم الشعب الفلسطيني بالحرية ويتمتع بحقوقه الإنسانية ويتم ذلك عبر سياق شامل، يتسع إلى استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الكاملة يورونيوز: هل واجهتكم صعوبات في اختيار نساء قائدات للسفن حتى غزة؟ إيهاب لطيف،عضو الهيئة التنظيمية لتحالف أسطول الحرية: لا تقل صعوبة و لا هي مختلفة عن تلك التحديات التي واجهناها في الماضي،للحصول على قائدي سفن من الرجال ، أو بحارة. لدينا طاقم إبحار (ربانتان وبحاره) سيقود السفينتين ونحن نثق فيهن،بشكل كامل،وأنا شخصيا لا يحذوني أدنى شك في قدراتهن،للإبحار وقيادة السفينتين، ليس فقط عبر رحلة في عباب البحر الأبيض المتوسط بل في أية رحلة تجوب العالم. لطيف:السفينتان تريدان الوصول إلى قلوب العالم قاطبة يورونيوز: -هل تتوقعون أن (أمل) و (زيتونة ) ستصلان إلى غزة هذه المرة؟ إيهاب لطيف،عضو الهيئة التنظيمية لتحالف أسطول الحرية: السفينتان اللتان ستبحران صوب غزة، ستصلان إلى قلوب العالم قاطبة،بغض النظر أي ميناء،ستبلغان بارادتهما الحرة ، أو في حال اعتراضهما بالقوة. يورونيوز: وفي حال فشلت المبادرة، هل ثمة مشاريع أخرى في الأفق؟ إيهاب لطيف،عضو الهيئة التنظيمية لتحالف أسطول الحرية: سفينتا النساء إلى غزة لن تفشلا،فلقد تكللت مهمتهما بالنجاح فعلا لاننا نجري هذه المقابلة الآن ،ولأننا أجرينا العديد من المقابلات الاخرى .فنحن لا نبحر سياحة من ميناء نحو آخر، بل نبحرالى الضمائر الحية لنشدد على الظلم،وعدم مشروعية الحصار،عبر تحدينا له،وسنستمر في هذا العمل،حتى يتم رفع الحصار بالكامل. يورونيوز: الأستاذ إيهاب لطيف،أذكر أنك عضو الهيئة التنظيمية لتحالف أسطول الحرية، و ناشط حقوقي تقيم بمونتريال : شكرا لك على هذه التوضيحات إيهاب لطيف:شكرا لك، أستاذ عيسى.
مشاركة :