نوه أستاذ القانون في كلية الحقوق بجامعة طيبة بالمدينة المنورة، الدكتور يوسف بن صالح الحديثي، بتصريح سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، في ختام رعايته أمس حفل استعراض قوات أمن الحج المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم حج هذا العام 1437هـ. وأكد "الحديثي" أن المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها تعمل على خدمة الحرمين الشريفين ورعاية قاصديهما، وتوفير متطلبات أداء هذه الرسالة العظيمة كافة بما يرضي الله سبحانه وتعالى أولاً، ويمكّن بالتالي ضيوف الرحمن من تحقيق غايتهم في أداء شعائرهم بكل سهولة وأمان. وقال "الحديثي" لـ"سبق": منذ أن مَنَّ الله - عز وجل - على هذه البلاد المباركة بحكم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- وهي تضع نصب عينيها حماية أعظم بقاع الكون (مكة المكرمة والمدينة المنورة)، ورعاية الحرمين الشريفين، وتأمين حجاج وعمار بيت الله الحرام وزوار مسجد رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وهو على عكس ما فعلته دولة الإرهاب (إيران) بتوجيه من ملاليها حين قصدوا الحرم الشريف قبل ثلاثة عقود، فسفكوا فيه الدماء المعصومة، وأزهقوا الأرواح البريئة، وآذوا المسلمين والمصلين الآمنين. واستدرك: لكن لا عجب؛ فهذه سياستهم على مر الأعوام؛ إذ تحرص بلادهم المنبوذة بناء على مبادئ ثورتهم المشؤومة على تعكير صفو المسلمين في أنحاء المعمورة متعاضدين ومتكاتفين ومتوافقين مع الفِرق الخارجية المارقة التي تتغذى على دماء المسلمين المعصومة. وأكمل: شتان بين بلاد تعمر وتحمي الحرمين، وتحرس زوارهما، وبلاد بأجندات خفية تدعو وتحرض على الدمار والتعكير والترويع. وبيّن أن تسخير الدولة -حماها الله- قواتها للدفاع عن الحرمين الشريفين وحمايتهما يُعد منقبة جليلة، وميزة سامية نبيلة، ومفخرة من مفاخر السعودية وقيادتها وقواتها وشعبها، وهي ما جاءت به المادة الـ(٣٣) من النظام الأساسي للحكم، ونصها (تنشئ الدولة القوات المسلحة وتجهزها من أجل الدفاع عن العقيدة، والحرمين الشريفين، والمجتمع، والوطن). وأشار: السيرة العطرة بتعظيم شعائر الله وحماية مقدسات المسلمين ليست بغريبة على هذه الأسرة الكريمة (أسرة آل سعود) بدءًا من الإمام الملك عبدالعزيز -قدس الله روحه- وأبنائه البررة من بعده (سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله -نور الله قبورهم -) إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -أدام الله عزه- وتابع: بدا ذلك واضحًا جليًّا في النظام الأساسي للحكم؛ إذ أشارت المادة الـ(٢٤) إلى ما نصه (تقوم الدولة بإعمار الحرمين الشريفين وخدمتهما، وتوفر الأمن والرعاية لقاصديهما، بما يمكّن من أداء الحج والعمرة والزيارة بيسر وطمأنينة(. واستعرض الأكاديمي الحديثي جملة من المشاريع العملاقة والأعمال الجليلة التي قدمتها السعودية لعمارة الحرمين الشريفين، وقال: لقد شهد التاريخ - ولا يزال يشهد - حرص الدولة وملوكها الكرام على عمارة الحرمين الشريفين وصيانتهما، وإكرام روادهما منذ أن تطأ أقدامهم هذه البلاد حتى مغادرتهم إياها، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر: أولاً: التوسعات المهيبة للحرمين الشريفين مع تعاقب ملوك السعودية، حتى أضحت تستوعب ملايين المسلمين في لحظة واحدة، وتحت سقف واحد. ثانيًا: العناية الجليلة بالكعبة المشرفة؛ إذ درج ولاة الأمر -حفظهم الله- على غسل الكعبة من الداخل بماء زمزم الممزوج بدهن الورد مرتين في العام، كما أنها تُكسى بحلة جديدة كل حول، أضف إلى ذلك العناية والتطييب اليومي لحجرها الأسود وركنها اليماني. ثالثًا: الجهود الجبارة في توفير ماء زمزم مبرَّدًا وغير مبرد في جميع أرجاء المسجدين الشريفين؛ لإرواء الجموع الهائلة الغفيرة. ويكفي بسقيا الحجاج والمعتمرين شرفًا ما ورد في صحيح البخاري حين أتى الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى العباس - رضي الله عنه - وهم يسقون الناس من زمزم فقال: "اعملوا فإنكم على عمل صالح". وواصل الدكتور "الحديثي": رابعًا: حرص الدولة -حرسها الله- على توفير المصاحف المطبوعة بمجمع الملك فهد في جميع أركان وجنبات المسجدين الشريفين، وبجوارها تفاسير للقرآن الكريم بلغات شرقية وغربية، وبالقرب منها مصحف مطبوع بلغة (برايل) للمكفوفين. وهذا العمل الجليل لن يتم لولا توفيق المولى الكريم ثم السير على نهج مدروس لسنوات تفوق الثلاثين عامًا بمتابعة متواصلة من ولاة الأمر - أدام الله عزهم -. خامسًا: الرغبة الأكيدة من لدن القيادة -حفظها الله- بتعليم زوار المسجدين الشريفين أمور دينهم وتوجيههم؛ إذ ينتشر في أنحاء المسجدين علماء شريعة مبرزون، وكذا موجهون بلغات مختلفة. سادسًا: صيانة ونظافة المسجدين الشريفين وساحتَيْهما. وهذا الأمر معلوم ومشاهَد؛ فلا تكاد تمر ساعة إلا وجحافل آلات النظافة تجوبها يمنة ويسرة. كما أن الصيانة الوقائية مستمرة طوال العام. سابعًا: حسن إدارة الحشود، سواء الطائفون في الحرم المكي أو المُسَلِّمون على الرسول - صلى الله عليه وسلم – وصاحبيه - رضوان الله عليهما -، وحسن تنظيم دخول وخروج المصلين عبر أبواب المسجدين المنتشرة في جميع الجهات. وزاد أستاذ القانون في كلية الحقوق بجامعة طيبة بالمدينة المنورة: بقي أن تتوج النقاط السالفة بمفخرة من مفاخر السعودية وقيادتها وقواتها وشعبها، هي ما جاءت به المادة الـ(٣٣) من النظام الأساسي للحكم، ونصها (تنشئ الدولة القوات المسلحة وتجهزها من أجل الدفاع عن العقيدة، والحرمين الشريفين، والمجتمع، والوطن). وهذه منقبة جليلة وميزة سامية نبيلة أن سخّرت الدولة -حماها الله- قواتها للدفاع عن الحرمين الشريفين وحمايتهما. واختتم "الحديثي" سائلاً الله أن يحرس مقدساتنا ومملكتنا الغالية وقيادتنا وقواتنا وأهلنا، وأن يحفظ حجاج بيته الحرام، ويعيدهم سالمين غانمين، وأن يجزى الله خيرًا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، ومقام وزارة الداخلية ممثلة بوزيرها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، ومقام وزارة الدفاع ممثلة بوزيرها ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء. موجِّهًا التحية لأميرَيْ منطقتَيْ مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأن يسدد الله القائمين على المسجدين الشريفين وعلماءهما، ويبارك في جهود المخلصين خدّام المشاعر المقدسة وحراسها.
مشاركة :