الجمهور يرسم لوحة رائعة في المدرجات

  • 9/7/2016
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

محمد سيد أحمد (أبوظبي) مشهد أعاد ذكريات خليجي 18 ومباراة استراليا الحاسمة في الطريق إلى أولمبياد لندن 2012، أعاده الجمهور أمس بمدرجات ستاد محمد بن زايد ملعب الانتصارات الذي ازدان بعشاق الأبيض الذين أوفوا بالعهد، وأكدوا أنهم جاهزون دائما لتلبية النداء في كل الأحوال والظروف عندما يناديهم الوطن الغالي. جمهور كان يدرك قوة المنافس، لكنه وقف خلف نجومه حتى اللحظة الأخيرة ، نعم خرج حزينا، لكنه لم يفقد الأمل في المنافسة على احد البطاقتين. لم تقف حرارة الطقس والرطوبة عائقا أمام تدفق الجماهير إلى الاستاد قبل أكثر من ساعتين من بداية المباراة، ليثبتوا في مشهد رائع يدل على عشق الوطن حتى النهاية. كم كان رائعا تصدر لافتة كبير في المدرجات المقابلة للمقصورة الرئيسة للملعب، وهي تجمع نجوم الأبيض وجمهورهم الكبير في صورة معبرة لخصت كل معاني الحب والوفاء المتبادل بين جيل الذهب الذي أسعد الشارع الرياضي في مراحل مختلفة عبر المنتخبات الوطنية بدءا من الناشئين. لم يكن أمس يوما عاديا للوسط الرياضي وبشكل خاص الجمهور الذي تلاشت ألوان أنديته جميعا ليسود ألوان الأبيض الموشح بالأحمر في تحية حب وإجلال للوطن ورجاله، الذي لم يفقد الجميع الأمل في الرهان عليه في بلوغ أعلى المراتب وتشريف كرة القدم بالدولة بحجز مقعد لها في المونديال القادم، ليعيد سيرة جيل 90 من جديد ويؤكد أن الإمارات ولادة دائما للمبدعين في شتى المجالات، وقادرة في كل حقبة أن تهدي الوطن رجالا يرفعون راية الدولة في المحافل الكبيرة مهما صعبت وعظمت التحديات. ضجت مدرجات الاستاد مبكرا بالأهازيج والتشجيع بينما يتخلل ذلك أنشودة نعم نستطيع يصدح بها إبراهيم العبيدلي، وتجاوب معها الجمهور العريض الذي ضاقت به المدرجات في لوحة سريالية مشبعة بألوان الحب والوفاء وقيم دار زايد الخير، التي تعطي أبناءها دعما وحبا واهتماما من قيادتها الرشيدة ليترجم ذلك بوفاء وتلاحم بين أبناء الوطن الواحد في كل المناسبات الكبيرة، والتي كان من بينها مباراة الأمس وهي وإن كانت مباراة كرة قدم لكنها ترجمت ما يحمله أهل هذا الوطن لكل ما يرمز له. الأمس لم يكن يوما عاديا ليس عند الشباب فقط، فقد تدافع الجميع من محبي كرة القدم شيبا وشبابا وصغارا ونساء ورجالا جميعهم من أجل أن تبقى راية الوطن عالية خفاقة على الدوام. لقد خسرنا مباراة ، وفقدنا ثلاث نقاط لكن تبقي 24 نقطة في الملعب، والمؤكد أن هذا التلاحم الرائع بين اللاعبين والجماهير يمنحنا الحق في التمسك بفرصتنا في المنافسة على بطاقة التأهل الى مونديال روسيا .. حتى الرمق الأخير .

مشاركة :