أبوظبي: الخليج قال خلدون المبارك، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة مبادلة الاستثمارية، إن دمج مبادلة وآيبيك ستنتج عنه شركة موحدة بأصول تصل إلى 460 مليار درهم، ليضع الكيان الجديد بين أكبر الأجهزة الاستثمارية المملوكة لحكومات في العالم. وأكد خلدون المبارك أن الاندماج شهادة لرحلة بناء الشركتين ليصلا إلى ما وصلا إليه من النجاح اليوم. لم يستبعد المبارك في حديث لسكاي نيوز عربية مزيداً من الاندماجات والاستحواذات، قائلاً في رد على سؤال حول احتمال حدوث اندماجات أخرى في أبوظبي بعد الإعلان عن اندماج مبادلة وآيبيك واندماج مصرفي أبوظبي الوطني والخليج الأول، من وجهة نظري الشخصية، لا شك. وتعد مبادلة، أحد أكبر الصناديق الاستثمارية في المنطقة ذات قاعدة استثمارات متنوعة من الطاقة المتجددة إلى أشباه الموصلات، مروراً بقطاعات عقارية ومالية، وآيبيك، الشركة الاستثمارية في مجالات استثمار مختلفة، الكيانان الأكبر من حيث تنوع الأصول، وجزء أساسي من استراتيجية أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة لتنويع الاقتصاد بعيداً عن الاعتماد على النفط. وفي هذا المجال قال المبارك: حين تكون إيجابيات الدمج واضحة فهي في مصلحة الشركات المعنية والملاّك. نحن في عالم تنافسي والحجم فيه مهم. وكلما شكلنا قدرة تنافسية أكبر، كان ذلك في مصلحة الشركات المعنية. وأضاف لا يتعلق الأمر بقيمة الأصول فقط، وحجم الكيان الموحد، ولكن نوعية تلك الأصول. وتوقع الرئيس التنفيذي لمبادلة إتمام عملية الدمج في الفترة ما بين الربع الأخير من العام الحالي والربع الأول من العام القادم 2017. وعن خطط ما بعد الاندماج قال: من المبكر الحديث عن استراتيجية الكيان الجديد، سيكون ذلك في الوقت المناسب، لكن عملية الدمج تتم ضمن أسس وخطط مدروسة. كيانات اقتصادية متينة وأشار خلدون المبارك إلى أن دمج مبادلة وآيبيك أسهل وأقل تعقيداً من عملية دمج مصرفين مثلاً لأن هناك مالكاً واحداً هو حكومة أبوظبي. وقال إن قرار الدمج ليس مبنياً على ظروف اقتصادية حالية، أو سابقة، أو مستقبلية، مؤكداً للدمج منطق واضح، وهناك اتفاق بين مبادلة وآيبيك على أن الشركة الموحدة أفضل للمالك ولمصالح وإدارة الشركتين. وأضاف: ننظر في أبوظبي لتكوين كيانات اقتصادية ومتينة، وخلال السنوات الماضية بنيت الشركتان على أسس قوية ومتينة، ووضع الشركتين قوي ومحافظهما الاستثمارية ممتازة. ومعاً تتكون شركة قوية ومتينة تعطينا إيجابيات في التنافس عالمياً أكثر من كوننا شركتين منفصلتين. الأوضاع العالمية تتطلب الحذر وحول الأوضاع الاقتصادية الحالية وتراجع أسعار النفط، قال المبارك إن عام 2015 كان صعباً، وكانت التوقعات بصعوبة العام الحالي أيضاً، مضيفاً عن التقلبات في الأسواق والأوضاع الاقتصادية العالمية أنها دورات اقتصادية، نعايشها ونتعامل معها. وأضاف مع ما يجري في الصين وأسعار النفط وانتخابات في أكثر من بلد لها تأثير عفي الاقتصاد، نتوقع عاماً صعباً وتحديات كبيرة، وكل الشركات الاستثمارية حول العالم تتأثر بهذه الأوضاع. وأضاف أنه ربما يكون هناك بعض التحسن العام المقبل لكن الوضع يتطلب الحذر والحكمة ويتطلب نظرة مستقبلية بعيدة الأمد في إدارة الاستثمار. وقال في مبادلة تعاملنا مع 2015 ونتعامل مع 2016 بهذه النظرة.. وللفترة المقبلة 2017 وما بعدها، نتطلع أولاً للتحديات وكيفية مواجهة هذه التحديات، لكننا ننظر في الوقت نفسه للفرص. فلا يجب أن ننظر نظرة سلبية للصعوبات والتحديات، فتلك التقلبات وهذا الوضع الاقتصادي العالمي يخلق الفرص أيضاً، وعلينا إيجاد تلك الفرص والاستثمار فيها. مواصلة نهج التنوع الاقتصادي وأكد خلدون المبارك، الرئيس التنفيذي لمبادلة استمرار النهج الذي أنشئت على أساسه، وهو التنوع الاقتصادي في أبوظبي ودولة الإمارات. وأشار إلى أن إنشاء مبادلة كان بهدف التنوع الاقتصادي والاستثمار في مجالات جديدة وخلق فرص عمل هنا في الإمارات والدخول في مجالات جديدة حول العالم، لم تكن تستثمر فيها من قبل، وقال: اليوم دخلنا صناعة الطيران، ولم تكن هذه الصناعة موجودة من قبل. أصبحت الآن موجود ولها استراتيجية واضحة من خلال شركة ستراتا. وأضاف في مجال الألمنيوم، من خلال شركة الإمارات للألمنيوم، أصبح لدينا في الإمارات منصة عالمية عبر دمج شركة الإمارات للألمنيوم ودوبال مما كوّن منصة عالمية هي خامس أكبر منتج للألمنيوم في العالم. وقال من خلال هذه المنصات الموجودة في دولة الإمارات أصبحت لدينا صناعة، ولدينا تكنولوجيا نملكها نحن، واستطعنا الاستثمار في دول أخرى مثل غينيا، في مناجم البوكسايت، وأكملنا الدائرة لصناعة الألمنيوم من إنتاج البوكسايت إلى صناعة الألمنيوم. آيبيك ومبادلة للتنمية.. كيانان عملاقان بمحفظة استثمارية متنوعة تخطط إمارة أبوظبي، التي تستأثر بحوالي 6% من احتياطي النفط في العالم، لدمج أكبر صندوقين سيادييّن بحوزتها لتشكيل محفظة أصول تزيد على حجم الصندوق الاحتياطي الروسي بواقع الضعف، وباستثمارات متنوعة تتراوح بين النفط والمواد الكيميائية وصولاً إلى تصنيع الرقائق وإنتاج الألبومات الموسيقية. ومن شأن اندماج شركة الاستثمارات البترولية الدولية آيبيك مع شركة مبادلة للتنمية أن يشكل كياناً ضخماً بأصول تبلغ 135 مليار دولار ومحفظة ديون تزيد على 42 مليار دولار. ويعد الاندماج المرتقب جزءاً من استراتيجية أبوظبي لخفض التكاليف وتعزيز حيازاتها بعد انخفاض أسعار النفط، كما أن هذا الكيان الجديد سيكون انتاجه النفطي يزيد على الإنتاج الإجمالي لجمهورية ليبيا. وتركز آيبيك على تكرير النفط وإنتاج الطاقة، في حين تشمل حيازات مبادلة للتنمية محطات لإنتاج الكهرباء وتصنيع أجزاء الطائرات. وفيما يلي بعض الشركات التي تمتلكها كل من مبادلة وآيبيك: * مبادلة للتنمية: 1- ستراتا للتصنيع، وهي شركة لتصنيع قطع غيار الطائرات، تتخذ من العين مقراً لها، ومن عملائها إيرباص وبوينغ. 2- مبادلة للبترول، وهي شركة تستكشف النفط والغاز الطبيعي في الشرق الأوسط وإفريقيا ووسط وجنوب شرق آسياً، بما في ذلك تايلاند. 3- غلوبال فاوندريز، وهي شركة لتصنيع وإنتاج أشباه المواصلات والمعالجات، تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها. 4- الإمارات العالمية للألمنيوم، وهي شركة مملوكة مناصفة لمبادلة للتنمية ومؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، وتعد من بين أكبر 5 منتجين للألمنيوم في العالم. 5- شركة الإمارات للصناعات العسكرية (إديك)، وهي منصة وطنية رائدة متكاملة للصناعات والخدمات العسكرية، توفر مرافق عالمية المستوى والتكنولوجيا وخدمات الدعم. وتمتلك مبادلة حصة فيها بنسبة 60%. 6- مصدر، وهي ذراع تابعة لحكومة أبوظبي، تهتم بتطوير وإنتاج الطاقة المتجددة، كما لديها استثمارات خارجية منها مزارع للرياح في المملكة المتحدة. 7- دولفين للطاقة، حيث تستحوذ مبادلة على حصة فيها بنسبة 51%. * شركة الاستثمارات البترولية الدولية آيبيك: 1- آبار للاستثمار، وهي شركة استثمارية متنوعة تتخذ من أبوظبي مقرا لها. في العام 2008، استحوذت شركة الاستثمارات البترولية الدولية آيبيك على حصة في آبار للاستثمار، ثم زادت حصتها تدريجياً لتصل إلى 97.82% في الوقت الراهن. 2- بورياليس، حيث تمتلك آيبيك الحصة الأكبر من أصول الشركة والتي تبلغ 64%، فيما تمتلك شركة أو إم في الحصة المتبقية والتي تبلغ 36%. كما أسست بورياليس شركة بروج للبتروكيماويات بالشراكة مع شركة أبوظبي الوطنية للبترول أدنوك. 3- كومبانيا اسبانيولا دي بتروليوس، وهي شركة اسبانية للطاقة مملوكة بالكامل لآيبيك منذ العام 2011، وتنشط الشركة في مجال التنقيب عن النفط والإنتاج والتكرير وإنتاج البتروكيماويات.
مشاركة :