صناعة السفن تعاني الإهمال وتحتاج لإنشاء وِرَش بناء عملاقة

  • 9/7/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أشاد مواطنون بجهود الدولة في دعم صناعة السفن، وطالبوا بمزيد من الاهتمام والحفاظ على التراث الحضاري المحلي في هذه الصناعة للحيلولة دون اندثارها، وإبرازها كملمح حضاري، ومنجز ثقافي وصناعي يحسب في قائمة المنجزات الوطنية، كما ثمنوا جهود الورشة الأميرية لصناعة السفن، مؤكدين أنها تحافظ على الهوية القطرية هذا المجال. طالب مواطنون بالتركيز على الاهتمام بالسفن وصناعة أعداد كبيرة ومختلفة منها وإنشاء وِرَش بناء عملاقة، بالإضافة إلى التركيز الإعلامي على هذا المنتج المهم، الذي يستحضر تاريخ المنطقة، ويُبْقي أمجاد الزمن القديم. وأكدوا أن السفن والمحامل الخشبية الجميلة التي تزين السواحل القطرية على كورنيش الدوحة تربطهم بالماضي الأصيل وتجعلهم يشعرون بالسعادة، مشيرين إلي أن هذه السفن والمراكب التي تعد من التراث القطري الأصيل بأبوابها الخشبية القديمة، يحتضنها بحر الدوحة في لوحة تعكس الجمال الحقيقي الذي كان في الزمن القديم محوراً لحياة الأجداد كما كانت وسيلة لكسب الرزق من خلال رحلات الصيد والبحث عن اللؤلؤ. وقالوا: «إن هذه الصناعة كانت منتشرة في قطر وفي منطقة الخليج بوجه عام منذ القدم لكنها شهدت تراجعاً ملحوظاً في مرحلة اكتشاف البترول وتطور نمط الحياة الاقتصادية مشيرين إلي أن صناعة السفن، كانت تعتمد في الأساس على الأخشاب المستوردة من الهند، لافتين إلي أن أهم أنواع السفن التقليدية في قطر هي البتيل والعاشوة والجالبوت والسمبوك والبغلة. إحياء التراث في البداية قال المواطن يوسف الملا: «من الواجب الحفاظ على تراثنا القديم والذي من أعظمه صناعة السفن القطرية التي صنعها وتوارثها أجدادنا للحيلولة دون اندثار هذه الصناعة والحرفة والإرث الحضاري، مطالباً الجهات المسؤولة بالمحافظة على الموروث المحلي والخليجي حتى تبقى هذه الصناعة والأنشطة البحرية وتعود إليها الحياة. وأشاد «الملا» بالورشة الأميرية لصناعة السفن، مشيراً إلي أنها نحاول المحافظة على الهوية القطرية بمواصفات قطرية خاصة أن لديها وثائق لصناعة كل من سفن (السنبوك والشوعي والجالبوت) وهي أنواع للسفن التي تتميز بها الصناعة القطرية عن غيرها من دول الخليج الأخرى مشيراً إلي أنها تقوم بصناعة السفن الخشبية فقط. وأوضح أن هذه الورشة تقوم أيضاً بصناعة سفن خشبية للرياضات البحرية حيث يتم جلب جميع الأخشاب المستعملة في بناء السفن من الهند، وتتولى مهمة صناعة الموروث الذي لا زال على نفس الصيغة السابقة إلى جانب مساعدة المجتمع القطري المعتمد على السفن الخشبية من خلال المرافق الموجودة في مدينتي الخور والوكرة، خاصة فيما يتعلق بعمل صيانة السفن. عمر المهنة يصل لآلاف السنين الدعم مهم لإنقاذ التراث ومن جهته قال حسن المنصوري وهو أحد ملاك السفن والمهمتين بصناعتها في الحقيقة: «إن الاهتمام بصناعة السفن أمر مهم، كما أن الدعم مطلوب حتى يبقى الصيادون والبحّارون مهتَمّين بها، ولا يتركون هذه المهن التي تعتبر جزءاً من تاريخ المنطقة وموروثها، ومكتسباتها الحضارية التي تباهي بها الدول والشعوب الأخرى. وأضاف: أن صناعة السفن في قطر وفي الخليج عموماً تسمى «القلافة»، ولذلك من يصنع السفينة يسمى قلافاً، وقَلَف السفينة أي قام بخرز خشبها بالألياف، وجعل في خلالها القار، وعادة ما كان يعمل القلّاف في هذه المهنة من طلوع الشمس وحتى غروبها دون توقف إلا للصلاة أو تناول طعام الغداء، داعياً إلى ضرورة أن يكون «القلّاف» قد التحق بهذه المهنة منذ طفولته وترعرع في وسط السفن حتى يتقن مهنته. وشدد على أهمية هذه الصناعة لما لها من دلالات معنوية في حياة الأبناء عما كانت عليه حياة مَن قبلهم، وهي تعد مفخرة وإنجازاً لأبناء الخليج منذ آلاف السنين، مشيراً إلى أن الشكل الحالي للسفن لم يأتِ محض صدفة أو وليد اللحظة، بل جاء من خلال عمل وتطوير للصناعة التي تعتبر من المهن اليدوية الشائعة منذ القدم. أنواع السفن القديمة من جهته أوضح محمد الكعبي: أن السفن القطرية القديمة كانت عدة أنواع مثل «البقارة «وتتميز بأن المقدمة فيها منحنية لأعلى ومدببة ودقيقة في نهايتها والساطورة، وتتكون من لوح مستقيم مرتفع ومقوس في النهاية المصبوغة باللون الأسود من أعلى مع دائرة بيضاء أسفلها، ويوجد للسفينة البوم صاريان أو ثلاثة (دقل)، وهى تستخدم لأعمال النقل والتجارة، كما تستخدم للسفر. أما السفينة «الجالبوت» فكانت تستخدم أساساً في أغراض الغوص على اللؤلؤ، وتتميز بمقدمة عمودية مستقيمة، مؤخرة مستعرضة، وقال: إن «البتيل» من أولى السفن التي صاحبت عملية الغوص على اللؤلؤ في الخليج العربي، وتمتاز بسرعتها، وبمقدمتها المقوسة للأمام، فضلاً عن مركب «الشوعي» وهي نوع شائع في الاستخدام، ولا زال حتى وقتنا هذا لصيد الأسماك والتجارة. وتابع: أن السفينة السمبوك يتميز بخطوط انسيابية وبمقدمة مستقيمة ومقوسة قليلاً، ومؤخرة مربعة الشكل ولها قدرة عالية على الانزلاق سريعاً فوق سطح البحر، وكانت من أكبر السفن وأكثرها استعمالاً في منطقة الخليج كسفينة ترتاد المحيطات لجميع الأغراض. أما» البغلة» فكانت من السفن الكبيرة التقليدية، وتمتاز بطولها ومثل جميع السفن التقليدية قديماً كانت تسير بالأشرعة.. وأخيراً «القلص» فهو قارب خشبي صغير، ويجر عادة خلف السفن الأكبر، وكان يستخدم أساساً لنقل صغار تجار اللؤلؤ أي «الطواويش» بين سفن الغوص، ويطلق على هذا القارب أحياناً اسم (هوري الطواش).;

مشاركة :