في الغرب أخذوا الأمور بجدية، أظن أنها جديّة أكثر مما هي عندنا في الشرق. والفوبيا هي المقابل الأجنبي لكلمة (الرهاب) أي الخوف المنبثق من عامل نفسي، كالخوف من الظلام والأماكن المرتفعة، أو السلالم المتحركة، أو محاولة تخطي مركبة وغيرها. وفي بريطانيا بدأوا بتأسيس مراكز نفسية تتعامل مع الخائفين من وقوع تفجيرات، أو تزاحم قاتل، أو انهيار ممر أو جسر أو توقف قطار أنفاق. وازدادت الحالة بعد نفق القنال الإنجليزي، وقال البعض إنه يخشى أن يتوقف القطار وسط الماء ويختنق من فيه بسرعة. ولوحظ أناس يجتازون القنال الإنجليزي كما في السابق بمراكب بخارية ولا يركبون قطارا يأخذهم تحت الماء. واتفق العالم على تعريف الإرهاب بأنهُ: كل عمل عنف بدوافع سياسية أو إيديولوجية موجه ضد غير المقاتلين والمدنيين. بينما يذهب البروفيسور الأسترالي والباحث في الفلسفة السياسية والتطبيقية توني كودي، إلى تعريفه ككل استعمال مُنظم للعنف للاعتداء على أبرياء أو ممتلكاتهم من أجل أغراض سياسية. وارتأت إدارة الولايات المتحدة سنة 1998 تحديده في أعمال العنف المتعمدة التي ترتكبها مجموعات أجنبية أو عملاء سريين ضد أهداف غير مقاتلة بهدف التأثير عادة على جمهور، رغم أن ما يُنظر له كعمل إرهابي في أميركا قد يعد كعمل بطولي أو كفاح من أجل الحرية في مكان آخر. لا نُبالغ إذا قلنا إن كل الناس يخافون على انفسهم من خلل مركبة أو طائرة أو قطار (أيّ متحرّك) لكنهم (أي معظم الناس) في السنين الأخيرة وصلت بهم الحال إلى إلغاء رحلات إلى منتجعات أو مصايف جميلة بسبب (فوبيا) أصابت فردا من العائلة بعد سماعه أو سماعها بواقعة تفجير، فصار يزداد لديها/لديه الارتجاف وخفقان القلب والتعرق عند اقتراب موعد السفر. ويتضمن اضطراب الرهاب من السفر الحديث قلقاً شديداً وارتباكاً في المواقف والأماكن. ويعاني المصابون به خوفاً شديداً ان تسبب اعمالهم وتصرفاتهم إحراجاً لهم أو لذويهم أو خزياً. ويمكن لهذا الخوف أن يكون شديداً لدرجة أنه يتدخل في النشاطات الاعتيادية الأخرى في الأماكن التى قررت الأسرة الذهاب إليها. المصابون برهاب التفجيرات يشعرون بأنهم لايستطيعون التغلب على هذا الخوف، وغالباً ما يقلقون لأيام أو أسابيع. ومن هنا توجّه نفسيون إلى التخطيط لإيجاد مركز أو مراكز تتعامل مع فوبيا الخوف من التفجيرات. 329
مشاركة :