انتقد خبراء كرويون، الأداء الفني الذي ظهر به المنتخب السعودي في مباراته الثانية ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، رغم تحقيق الفوز الثاني على التوالي على حساب المنتخب العراقي 2 / 1. وأكد الخبراء أن المنتخب السعودي حقق الأهم من خلال المباراتين «ولكن هناك عاملاً مهمًا جدًا يجب تداركه وهو المستوى الفني، خصوصًا أن الحارس ياسر المسيليم تألق في التصدي للكثير من الكرات الخطرة التي كادت تعزز تقدم المنتخب العراقي في الشوط الأول، وبالتالي من الصعب اللحاق بالنتيجة». وقالوا إنه ليس متوقعًا أن يتكرر سيناريو مباراة الأمس أو حتى مباراة تايلند في الجولات المقبلة، خصوصًا أن هناك مواجهات أمام منتخبات أقوى مثل أستراليا واليابان وحتى الإمارات، وأن المشوار لا يزال في بدايته، ويعتبر الفوزان مهمين نقطيًا ومعنويًا ولكن القادم أصعب بكل تأكيد. وقال المدرب الوطني حاتم خيمي إن المنتخب السعودي نجا من خسارة قريبة منه، ولم ينتفض اللاعبون إلا في الربع ساعة الأخيرة من المباراة، حيث كان للتغيرات التي أجراها المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك أثر واضح، وخصوصًا بعد إشراك فهد المولد، وتغيير موقع اللاعب المخضرم والخبير تيسير الجاسم إلى الجهة اليسرى، والإيعاز لنواف العابد بالتحرك والتوغل كحال المولد، وكذلك اختراقات حسن معاذ، وكل هذه العوامل أو التغييرات الفنية كان لها أثر في إحداث ربكة في صفوف المنتخب العراقي، وارتكاب أخطاء داخل منطقة الجزاء في الوقت الصعب. وأضاف: «من الجميل أننا فزنا ولكن من المؤسف أننا نتفق أننا فزنا بمساعدة الحظ ووقوفه بجانبنا، إلى درجة أن أهدافنا الثلاثة حتى الآن في التصفيات لم تأت سوى من ركلات جزاء ونفذها اللاعب (الشجاع) نواف العابد بنجاح، لا نريد منتخبنا بهذه الصورة الفنية المتواضعة في بقية مباريات التصفيات، لولا التوفيق الذي كان عليه الحارس ياسر المسيليم لاستقبلت شباك منتخبنا عددًا من الأهداف، ولولا التغيرات الفنية الأخيرة، وإحساس اللاعبين بالمسؤولية أكثر لخرجنا خاسرين، ولكن الحمد لله أننا وفقنا في حصد النقاط الستة كاملة من المباراتين، على أمل أن يتحسن المستوى، ويكون اللاعبون أكثر ثقة بأنفسهم والأهم أن يكونوا عازمين على أن نصل إلى الهدف المنشود وهو التأهل لكأس العالم 2018 في روسيا بعد طول غياب عن البطولات الكبرى، وهو لا يليق بالكرة السعودية التي تملك واحدًا من أقوى الدوريات في القارة الآسيوية، عدا وضعه على المستوى العربي». وشدد خيمي على أهمية تذكير اللاعبين الحاليين بأنهم ليس الجيل الذي حقق إنجازات تذكر للكرة السعودية، ولذا عليهم مسؤوليات مضاعفة في المشوار المتبقي، والأنظار ستتركز عليهم أكثر في المباريات الأكثر صعوبة، سواء مع أستراليا أو اليابان أو الإمارات، ومن المهم أيضا أن يستغل المدرب فترة التوقف الحالية للتصفيات لتصحيح الأوضاع الفنية، ومراجعة الأخطاء التي حصلت، والسعي لتصحيحها. كما أنه بعد فترة التوقف يتوقع أن يعود لاعبون مميزون مثل محمد السهلاوي وياسر الشهراني وغيرهما من اللاعبين المصابين حاليًا، والمنتخب يتكون من لاعبين أساسيين في أنديتهم وأكثر قدرة على خدمة المنتخب. من جانبه قال المدرب نايف العنزي إن المنتخب السعودي حقق الأهم في المباراتين الماضيتين ضد تايلند والعراق، وهو الفوز وحصد النقاط كاملة، ولكن إذا لم يتطور المستوى الفني فهناك صعوبة كبيرة في تجاوز هذه التصفيات نحو الهدف المنشود، هناك منتخبات قوية ويصعب أن يهدر مهاجموها الفرص كما حصل في المباراتين الماضيتين، ومن المهم أن يتعزز التنظيم الدفاعي ويكون خط الوسط أكثر نشاطًا وخط الهجوم أكثر فاعلية، في المباراتين الماضيتين كان هناك أشبه بالسيناريو المكرر تألق للحارس ياسر المسيليم، وإبداع للبديل فهد المولد، وثقة في تتويج ركلات الجزاء من قبل النجم نواف العابد. وأضاف: «لا يجب أن ننتظر هذا السيناريو يتكرر طوال التصفيات، هناك مباريات أكثر صعوبة، لا يمكن وضع اللوم بالكامل على النهج الدفاعي الذي ينتهجه المدرب منذ بداية المباريات، وهذا يعود إلى عدم وصول اللاعبين إلى الدرجة الكافية من الانسجام، ولكن مع الوقت وارتفاع المعنويات يجب أن يكون اللاعبون أكثر قدرة على بذل الجهود الكبيرة، وتقديم المستوى الفني العالي، وإذا ما كان اللاعبون قد وصلوا إلى درجة متقدمة من الانسجام فهذا سيريح المدرب وسيجعله يلعب بعدة خيارات فنية، لم يكن قادرًا على نهجها في المباراتين السابقتين». واعتبر العنزي أن المنتخبين التايلندي والعراقي أقل فنيًا من بقية المنتخبات في المجموعة، ومع ذلك كادا أن يفقد المنتخب السعودي عدة نقاط، وخصوصا أن المنتخب العراقي سيطر بنسبة كبيرة في مباراة الأمس، وقد يعود ذلك إلى الانسجام أكثر بين اللاعبين. وتمنى العنزي أن تساهم الروح المعنوية العالية التي بات عليها اللاعبون في المنتخب السعودي، في ظهور الأخضر بشكل أقوى في التصفيات، خصوصا أن حصد النقاط الكاملة قبل فترة التوقف يمثل أمرًا إيجابيًا جدًا. من جانبه أكد المدرب الوطني عمر باخشوين أن المنتخب السعودي كان أقل من المتوقع في مباراة الأمس أمام المنتخب العراقي وحصد الفوز بصعوبة بالغة، حيث كانت المباراة تسير لصالح المنتخب العراقي، ولكن هناك بعض العوامل الفنية المؤثرة التي حدثت في المباراة ساهمت في قلب النتيجة والفوز. وبين باخشوين أن من أهم التدخلات الفنية التي حدثت في المباراة هي دخول فهد المولد وتشكيله مع حسن معاذ جبهة ضاغطة على الجهة اليسرى للمنتخب العراقي، وكذلك التفاهم بين منصور الحربي ونواف العابد، وتحركات تيسير الجاسم، وتغيير المراكز، وهذا ما أحدث خلخلة كبيرة في الدفاعات العراقية، وتسبب في الحصول على ركلتي جزاء توجت بهدفين في الوقت الحاسم. وشدد باخشوين على أن هناك الكثير من العمل يتوجب أن يحصل خلال فترة التوقف الحالية للتصفيات، وخصوصا من حيث تعزيز الانسجام بين اللاعبين، وتقوية خط الدفاع وتعزيز فاعلية الهجوم، كما أن المستوى الفني الذي ظهر به الحارس ياسر المسيليم يمنحنا ثقة أكثر في أن يواصل الأخضر طريقه في التصفيات حتى يحقق الهدف المنشود، وهناك أسماء ينتظر عودتها لتشكل إضافة قوية مثل ياسر الشهراني ومحمد السهلاوي، وستكون فترة التوقف بكل تأكيد مهمة جدًا لمراجعة الحسابات قبل مواجهة منتخب أستراليا في السعودية بعد قرابة الشهر من الآن، ويتوجب أن يكون المستوى الفني أقوى حتى نحصد النقطة التاسعة التي سيكون لها أثر كبير لبلوغ النهائيات القادمة بعد غياب طويل.
مشاركة :