أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، عن موافقته على لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في العاصمة الروسية موسكو، في إطار إحياء مفاوضات السلام المتوقفة منذ أكثر من عامين. وقال عباس، في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره البولندي، في العاصمة وارسو: «اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لقاء يجمعني بنتنياهو، وقد وافقت على ذلك، وكان من المفترض أن يكون اللقاء يوم 8 سبتمبر (أيلول) الحالي، لكن نتنياهو طلب تأجيله». وأضاف الرئيس الفلسطيني: «لا أدري إلى متى التأجيل، أنا مستعد لهذا اللقاء، لأن الأمر يهمني سواء كان في موسكو أو أي مكان آخر». وتابع: «ما يهمني هو العمل للوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة على الحدود المحتلة عام 1967. والقدس الشرقية عاصمتها، تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل». وكانت «الشرق الأوسط» أشارت أمس، إلى موافقة عباس على هذا اللقاء. وجاء إعلان عباس بعد أيام من الجدل حول شروط فلسطينية لعقد هذا اللقاء، من بينها وقف الاستيطان، وإطلاق سراح الدفعة الأخيرة من الأسرى القدامى، وفق اتفاق سابق. بينما قال مبعوث الرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف، الذي أجرى لقاءات مع كبار المسؤولين الفلسطينيين في رام الله، بعد يوم من لقائه نتنياهو للهدف نفسه، إنه يدرس عرضًا للقاء مع الرئيس عباس في موسكو. ويريد الفلسطينيون إثبات سعيهم للسلام بخلاف نتنياهو. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، في هذا الصدد، إن «الموقف الإسرائيلي يدلل، مرة أخرى، على عدم جدية الحكومة الإسرائيلية في البحث عن سلام عادل، قائم على أساس حل الدولتين على حدود عام 1967، خاصة أمام استمرار الهجمة الاستيطانية والاجتياحات والاعتداءات». وأعلن بوغدانوف من رام الله، أن روسيا تواصل مشاوراتها مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، لبحث «شكل ومضمون اللقاء الذي دعت إليه روسيا بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو، وزمانه». وقال بوغدانوف، عقب لقائه وفدا من القيادة الفلسطينية، ضم الفصائل الفلسطينية كافة، في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله: «نحن مستمرون في المشاورات والاتصالات مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي حول شكل ومضمون اللقاء وزمانه». وأضاف بوغدانوف أن «الموقف الروسي واضح ومعلن ولا رجوع عنه بالاعتراف بدولة فلسطين، ونحن ندعم تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني خصوصا تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة، التي نعترف بها منذ أكثر من ربع قرن». ورأى «أنه من دون تسوية القضية الفلسطينية صعب جدا الحديث عن السلام والأمن والاستقرار في المنطقة». وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، في ختام اللقاء: «إن روسيا تدرك تماما أن السلام في هذه المنطقة يبدأ وينتهي هنا، بسلام بين فلسطين وإسرائيل». وأضاف أن روسيا «تدرك ما يحدث من مخاطر، ووجوب الانتصار على الإرهاب وقوى التطرف وقوى الظلام التي تستخدم ديننا الإسلامي الحنيف كغطاء ولا علاقة لها بالدين». وأبلغ أمين عام الرئاسة الفلسطينية، الطيب عبد الرحيم، بوغدانوف، تأييد السلطة الوطنية الفلسطينية لمبادرة الرئيس بوتين، وتجاوبها مع الجهود الروسية بالكامل، لإخراج عملية السلام من حالة الجمود التي تمر بها، ولدفع هذه الجهود إلى الأمام لتحقيق أهدافها. وأضاف عبد الرحيم، أن دفع عملية السلام إلى الأمام يستلزم الإيفاء بالالتزامات الإسرائيلية بوقف الاستيطان، وإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى، والالتزام بقرارات الشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام، لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية. وأشاد عبد الرحيم، بالجهود التي يبذلها بوغدانوف بهذا الخصوص. وقال إن تجاوبنا مع المبادرة الروسية هو تجاوب صادق. وأكد أن الذي أفشل عملية السلام هو نتنياهو، الذي أفشل جهود «الرباعية الدولية»، ويريد المفاوضات فقط من أجل المفاوضات ولا يريد حل الدولتين.
مشاركة :