بدأت السلطات السعودية أمس، تفويج نحو 111 ألف حاج من المدينة نحو مكة المكرمة، تمهيداً ليوم التروية، أول أيام الحج، السبت المقبل، في وقت جدد ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف رفض بلاده مساعي إيران تسييس الحج، أول من أمس، لدى استعراضه القوات المشاركة في تأمين الحج بمشعر منى. وقال ولي العهـــد إن «الممـــلكة العربية السعودية منـــــذ تأسيســـها تعمل على خدمة الحرمين الشريفين ورعاية قاصديهما وتوفير كافة متطلــــبات أداء هــــذه الرسالة العظيمة بما يرضي الله سبـــــحانه وتعالى أولاً، ويمكن بالتــــالي ضــــيوف الرحــــمن من تحقيق غايتــــهم في أداء شـــعائرهم بكل سهولة وأمان، وما تـــــثيره وسائل الإعلام الإيرانية وبعض المسؤولـــــين الإيرانـــــيين لا يستند إلى الصدقية والمــــوضوعية». ولفت إلى أن الإيرانيين «يعلمون، قبل غيرهم، أن المملكة قدمت للحجاج الإيرانيين كبقية حجاج بيت الله الحرام كل التسهيلات، إلا أنه في حج هذا العام تقدمت بعثة الحج الإيرانية بمطالبات تخالف مقاصد الحج، وما تلتزم به بقية بعثات الحج الأخرى، وتعرض أمن الحج والحجاج بمن فيهم الحجاج الإيرانيون للخطر». إلى ذلك، ناقــــش أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل خطة الأمن العام لإدارة حركة المشاة والحشود في المسجد الحرام والساحات المحيطة به، إلى جانب المشاعر المقدسة، مع مــــدير الأمن العام الفريق عثمان بن ناصر المحرج، ونوه بالدور الكبير لرجال الأمن في كل المناسبات، خصوصاً في موسم الحج، واصفاً ما يقومون به من عمل بأنه مدعاة «فخر واعتزاز الجميع». في غضون ذلك، أكد قائد القوات الخاصة لأمن المسجد الحرام في السعودية اللواء أحمد الأحمدي أن الأمن في الحرم المكي «متوفر»، مشيراً إلى أن هذا الموضوع «لا نقاش فيه ولا جدال» وهو بمثابة الخطوط الحمراء التي لا يمكن تخطيها تحت أي ظرف. وجاءت تصريحات الأحمدي في مقابلة أجرتها معه «رويترز» بعد العرض العسكري الرمزي لقوات أمن الحج والقوات الخاصة، الذي حضره ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف وكبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين أول من أمس. وأوضح الأحمدي أن الإجراءات الأمنية داخل الحرم المكي «تتركز في محاور عدة، أهمها توفير أقصى درجات الأمن والسلامة لضيوف الرحمن»، مناشداً الحجاج «التعاون مع قوى الأمن الذين لم يوضعوا في هذا المكان إلا لخدمتهم والسهر على راحتهم». وما زال الحجاج يتوافدون إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وذكرت تقارير إعلامية محلية سعودية أن أعدادهم فاقت المليون حتى الآن. وأعلن قائد قوات الطوارئ والإسناد العميد حمود بن سليمان الفرج جاهزية قوات الطوارئ والإسناد لإسناد قوات الدفاع المدني المشاركة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة سواء من الناحية البشرية أم الآلية، والتدخل المباشر لمواجهة حوادث المواد الخطرة، وانهيارات المباني، وحوادث الإنقاذ المائي، والإنقاذ الجبلي، مدعومةً بالآليات والمعدات الثقيلة التي قد يتطلبها الوضع. ووفرت الهيئة العامة للإحصاء للمرة الأولى لغة الإشارة في حصر أعداد الحجاج في مداخل مكة المكرمة، وذلك ضمن منظومة تقنية متقدمة في تنفيذ «إحصاءات الحج»، وتعتمد الهيئة تقنية شاملة، إذ يوجد أكثر من 450 باحثاً إحصائياً في ستة مداخل رئيسة لمدينة مكة المكرمة، وثلاثة مراكز مساندة في المدينة المنورة وجدة والطائف، ويعملون بشبكة إلكترونية متقدمة لتدفق البيانات في شكل آني وفوري للمركز الرئيس في مكة المكرمة.
مشاركة :