تهدد حالة الركود التي تشهدها سوق الخرسانة الجاهزة، أكثر من 70 مصنعًا، بالخروج من السوق خلال العام المقبل 2017، وفقًا لما ذكره مستثمرون في القطاع. وأوضح عبدالله رضوان؛ رئيس لجنة البناء والتشييد في غرفة جدة، أن شركات الخرسانة الجاهزة من بين أكثر المتضررين نتيجة توقف المشاريع في قطاع البناء، مبينًا أن الكساد الحاصل في السوق قد يدفع نحو 50 في المائة منها للخروج بحلول 2017، أو التوجه لخفض طاقتهم الإنتاجية وتوقيف بعض خطوط الإنتاج، أو تخفيض أسعارها بنسبة 50 في المائة. وأضاف، أن ذلك الركود يأتي على الرغم من السعر الذي حددته وزارة التجارة والاستثمار سابقًا للأسمنت بواقع 240 ريالًا للطن الواحد و14 ريالًا للكيس، لمواجهة حالة الكساد ولزيادة مبيعاتها من جهة أخرى، معتبرًا ما يمر به القطاع مجرد دورة ستنتهي بعد فترة، متوقعًا أن يتغير حال الركود الحالي. من جانبه، أشار رائد العقيلي، عضو لجنة البناء والتشييد، إلى أن قطاع الخرسانة الجاهزة لا غنى عنه في عملية البناء والتشييد، نتيجة الطلب عليها في عمليات البناء، مبينًا أن بعض المصانع أوقفت خطوط إنتاجها، لأن مادة الخرسانة حساسة جدًا ومدة صلاحيتها لا تتجاوز 4 ساعات من بداية خلط الأسمنت بالماء، ونظرًا لحالة الركود التي يشهدها قطاع البناء فإن التقديرات تشير إلى خروج أكثر من 70 مصنعًا للخرسانة الجاهزة من السوق بحلول 2017. ولفت العقيلي إلى أن حجم الاستثمارات في قطاع الخرسانة يتجاوز مليارات الريالات، وقلة المشاريع كبد المصانع خسائر كبيرة، وهو ما نتج عنها تسريح لمئات من الكوادر البشرية الوطنية والأجنبية وفقًا لـ”الاقتصادية”. وأشار إلى أن السوق السعودي شهد أوضاعًا مشابهة في الثمانينيات الماضية، إلا أن تلك الشركات وجدت متنفسًا لها في السوق العالمي والإقليمي المجاور، إلا أن هذا الوضع لم يعد متوافرًا هذا العام، إذ إن حالة الركود التي يعاني منها الاقتصاد ليست محليًا فحسب بل هو ركود عالمي.