مسفر الشمرانى:بين الوعي والمسخ

  • 9/7/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تعرف الثقافة في اللغة العربية بأنها الحذق والتمكن، والثقافة إصطلاحا هي إدراك الفرد والمجتمع للعلوم والمعارف في شتى مجالات الحياة.أما في العصر الحاضر فقدأصبحت الثقافة من المفاهيم التي يجب أن يتم اعادة صياغتها بالشكل الصحيح بعدأن أنزلها البعض في غير منزلها سواء أكان ذلك على نفسه أو على الآخرين وأمتطى صهوتها كل من أمتطى. والثقافة برأيي ليست كتبا تؤلف ولا مجلدات تُقرأ أوأداة يقود بها المؤلف عقل القاري على غير هدى حتى يصبح مسخا لآراءه بل وعيا يكون سدا منيعا يحول دون تقمص للشخصية والتباس للأفكار و فرس رهانٍ يعول عليه المنطق في معركة  اختلطت فيها حابل المفاهيم بنابل الغايات. ولعل هذا هوالفرق الواضح بين العالم أوالباحث المستنير والقاري أو الحافظ الُمقوَلب وهو ماقد يؤدي في بعض الأحيان  إلى أنجراف بعض أولئك القراء النهمين  إلى غياهب الإلحاد .يحدث أن نقرأ بين الفينة والأخرى بعضاً من الأطروحات لمن ينظر بعين البصيرة العمياء،يحاول من خلالها أيهام القاريء أو المتلقي بأن مايقوله  الصواب المطلق ويعمد الى ترسيخ نظرته المغلوطة التي لم يعد ينطلي هوانهاعلى أبسط البسطاء في هذا الزمان دون أن يدعم آراءه  تلك بحجة أودليل دامغ متمترسا خلف مكتسب هش يستطيع أن يناله غيره مدعياً أنه الأولى بجذب تلابيب الأمر والأجدى بهامة الإقناع الذي يقتل الشك في النفوس. ولو تأمل لعلم أنه فقد أولى مقومات الرأي لما جادل وحاورمن أجله.فلقد فقدالسمو لفكرته التي أراد أن يسترها وهي عارية وأن يحصنها وهي مستباحة بعد أن أشرق على بصائر المتلقين النوروأصبح ماينادي به زيغاً بائنا كالشمس في رابعة النهار فلاثقافة بلاإدراك ولا فهم بدون رأي متجرد من أي أطماع وفي هذا يقول  شاعر السويس محمد فضل اسماعيلكن كوكبا مابين قومك هاديا. وابعث شعاعك بالضياء ونورِِِِ..هيهات  يوما أن يقال له أمرءُ..من عاش أعمى القلب لم يتبصرِ.. برهن على العقل الذي اودعته..بالوعي وانظر للحقيقه واشعرِ ولوقادنا التأمل عبر العصور لوجدنا أن من يملك وضوح الهدف ونبله لم يلتفت إلى مكتسبات مادية أو أطماع دنيوية فصاحب الفكر لا يهمه ماسيخسر من حشود وما سيفقده من تعاطف آني وأن مايحث له ولفكره من نكسات ماهوالا المخاض العسير الذي ينجب العمل الخلاق،يحصحص الحق ويميز الطيب من الخبيث ويقوي مناعة الدفاع عن الرأي والرؤى .                                              الصحافة مسفر الشمرانى

مشاركة :